احتفالات و مسيرات في ذكرى شهداء الصحافة شدّدت على الوحدة الوطنية والحوار لمواجهة الأخطار
بمناسبة ذكرى شهداء الصحافة الذين قضوا على مشانق الدولة العثمانية إبّان الحرب العالمية الأولى، والذي صادف أول من أمس، أقيمت مهرجانات ومسيرات وتجمعات في نقابة الصحافة وعلى أضرحة الشهداء وأمام نصبهم التذكاري في وسط بيروت، في حضور ممثلين عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام، ووزراء ونواب وممثلي الأحزاب وإعلاميين وفاعليات. وصدرت مواقف طالبت الحكومة بإعادة الاعتبار إلى يوم 6 أيار وجعله عطلة رسمية كما كان سابقاً، كما شدّدت على الوحدة الوطنية والحوار لمواجهة الأخطار.
استقبال نقابة الصحافة
وفي هذا الإطار، أقامت نقابة الصحافة حفل استقبال، في مقرّها في الروشة، في حضور نقيب الصحافة عوني الكعكي ونقيب المحررين الياس عون وأعضاء مجلس النقابة وحشد كبير من الإعلاميين. وأمّت النقابة شخصيات سياسية وإعلامية واجتماعية وأدبية تقدمها وزير الإعلام رمزي جريج ممثلاً رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، ووزراء ونواب ووفود.
وتحدث جريج الذي أكد أنّ»الصحافة والحرية توأمان». وقال: «شخصياً، عندما عينت وزيراً للإعلام قلت إنني أفضل أن تسمى هذه الوزارة وزارة الحريات الإعلامية. فهذه الحرية الإعلامية مكرّسة في مقدمة الدستور وفي المادة 19 منه، ولا أحد في لبنان يمكنه أن يمسّ بها»، مشدّداً على «أنّ هذه الحرية يجب أن تمارس تحت سقف القانون الذي يحمي الأشخاص والكرامات من كلّ تعرض».
وأضاف: «يجب على الصحافة وعلى الإعلام بصورة عامة ألا يفسحا في المجال للإرهاب التكفيري الذي يستعمل سلاح الإعلام، أن يعبر من خلال منابرنا الصحافية وأن يرسل رسائل إلى الشعب والجيش اللبنانيين من أجل تخويف الشعب والتشكيك في قدرات الجيش».
وألقى النقيب الكعكي كلمة أشار فيها إلى أنّ «قدرنا، نحن الصحافيين، أننا عندما نكتب أي كلمة تزعج البعض يكون الانتقام بقتلنا، فهم لا يعرفون أنه عندما يقتلوننا لا ننتهي بل بالعكس نخلد. ولولا الشهداء لما تحقق الاستقلال في الوطن».
ثم تحدث نقيب المحرّرين الذي ناشد وزير الإعلام «مساعدة المحرّرين الذين يبلغ عددهم نحو 2000 محرّر عبر إعداد مشروع لكي تكون النقابة مثل بقية الجمعيات التي تشرف عليها الدولة».
احتفال في تلة الموحّدين
وأحيت عصبة تكريم الشهداء، بالاشتراك مع نقابتي الصحافة والمحرّرين، ذكرى شهداء السادس من أيار في تلة الموحّدين الدروز، في حضور ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب قاسم هاشم، الوزير جريج ممثلاً الرئيس سلام ، النقيبين الكعكي وعون، رئيس عصبة تكريم الشهداء سامي عبد الباقي وأمين السرّ إبراهيم خوري وعائلات الشهداء وحشد من الحضور.
وبعدما وضع ممثلو بري وسلام ونقيبا الصحافة والمحرّرين وعائلات الشهداء أكاليل من الزهر على ضريح الشهداء، كشف عبد الباقي في كلمة له أنّ «بعض المدسوسين والموتورين الذين لا علاقة لهم بالحدث ولا صفة تقدموا بطلب من مجلس بلدية بيروت لحفر أسماء 82 شخصاً على قاعدة النصب القائم في ساحة الشهداء يدعون كذباً وبهتاناً أنهم شهداء».
وأعلن «أنّ عصبة تكريم الشهداء القيّمة على هذا التراث الوطني والتاريخي العظيم تحذر كائناً من كان من المسّ بهذه المقدسات الوطنية كي لا تضطر إلى ملاحقته جزائياً بتزوير التاريخ الوطني».
وبعد كلمتين للنقيبين الكعكي وعون، ألقى الوزير جريج كلمة الرئيس سلام، مشيراً إلى «أنّ شهداء أيار 1915 -1916 رووا بدمائهم درب الاستقلال، وكان أكثرهم من الصحافيين ومن بينهم المسلم والمسيحي».
وتابع: «استمعت إلى مطالبات عدة بأن يعاد النظر في القرار الذي ألغى التعطيل يوم 6 أيار، واعتقد أنّ الحكومة جادّة في دراسة هذا الموضوع ودراسة سواه من المواضيع المتعلقة بتكريم الشهداء، ولا سيما بإقامة مكان يليق بهم».
وألقى النائب هاشم كلمة الرئيس بري، فأكد أنّ «شهداء 6 أيار رسموا طريق الاستقلال الحقيقي ومن حقهم أن نعيد إليهم الاعتبار في هذا اليوم الوطني، يوم الاستقلال الذي بدأ من تلك اللحظة مع أرواح هؤلاء الشهداء».
مئوية الخليل
وأحيت رابطة آل الخليل والمنتدى الأدبي، في مجمع الإمام شمس الدين الثقافي التربوي – تقاطع شاتيلا في الضاحية الجنوبية لبيروت، في الذكرى المئوية لاستشهاد عبد الكريم الخليل، والذكرى السنوية لشهداء السادس من أيار، احتفالاً حضره نواب و ممثلون عن المؤسسات الأمنية والعسكرية، ورؤساء بلديات، وحشد من الفعاليات السياسية، والاجتماعية.
وعدّد النائب علي بزي في كلمة له مزايا صاحب الذكرى، وشدّد على أهمية «الوحدة الوطنية، بعيداً من مصطلحات التجييش والفتنة، وكذلك الحوار لأنّ الزعيم والمسؤول هو من يتفنن في صناعة الحوار».
ورأى النائب علي عمار» أنّ الوحدة الوطنية هي دعامة أساسية في الحفاظ على حركة استقرار لبنان، وكرامته وسيادته، وبقدر حمايتنا للوحدة، نحن في حاجة إلى خيار المقاومة».
وأضاف: «لن نكرّر ما أدلى به الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الثلاثاء ، في إشارته إلى ما يجري على مستوى المنطقة، وخصوصاً بعدما تحولت الهواجس إلى مخاطر حقيقية، بعد تقديم الكونغرس الأميركي المشروع المتعلق بالعراق، والذي إنْ دلّ على شيء فإنه يدلّ على أنّ بذرة تقسيم المنطقة إلى شيع وقبائل ومذاهب وإثنيات وقوميات قد بدأ، وكانت ردود الأمس على سماحته كسابقاتها عقيمة من عقيم، ومريضة من مريض، وموتورة من موتور، وغبية من غبي، يقول لهم دلوني على إنجاز واحد حققتموه من حربكم. ليس من حربكم على اليمن، إنما حربكم على وحدة الأمة، وحربكم على فلسطين وقضيتها، وحربكم على كرامة الإنسان العربي المتحرّر. فيكون الجواب من كلفك بالدفاع عن هذه الأمة، لأنهم بالتأكيد خارج سياق الأمة، يقول لهم إننا في معركة القلمون لسنا أمام خطر مفترض إنما هناك خطر مورس ولا زال يمارس ضدّ الجيش اللبناني وضدّ أبناء عرسال خطفاً وتهجيراً واستباحة، وضدّ القرى والمدن اللبنانية، أمنياً وعسكرياً وخطفهم للجنود اللبنانيين، فيردّ العقيم :»من كلفك بذلك». هذه الردود أن دلت على شيء فإنها تدلّ على شيء واحد أنهم كما شاركوا في صناعة داعش والنصرة وبقية التسميات، ها هم الآن حينما حلّ المستحق في ضرورة معالجة هذا الخطر جذرياً، تراهم يرفعون الصوت دفاعاً عن النصرة وداعش وليس هناك من تفسير آخر، صنعوا وساعدوا بكلّ السبل وها هم يصنعون من جديد».
ساحة الشهداء
وأقامت مطرانية الأرمن الأرثوذكس احتفالاً بمناسبة السادس من أيار، أمام تمثال الشهداء في وسط بيروت، في حضور النائب أغوب بقرادونيان، مطران الأرمن الأرثوذكس شاهي بانوسيان، وأحفاد بعض الشهداء الذين شنقوا في الساحة وفاعليات أرمنية وبمشاركة طلاب من المدارس الأرمنية.
واعتبر المطران بانوسيان أنّ»من الطبيعي الاجتماع اليوم، لأنّ الأرمن شعب تعرض للإبادة، ما يعدّ سبباً إضافياً لإحياء هذه الذكرى، فليس للشهادة وطن ولا قومية».
كما كانت كلمة لأحد منظمي الاحتفال سارو توفتيان.
وبدعوة من «الحركة التصحيحية القواتية»، أقيم تجمع أمام نصب الشهداء حيث وضع المشاركون وروداً بيضاء عليه. ونظم ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بالتعاون والتنسيق مع أهالي شهداء الجيش، مساء أول من أمس، مسيرة حاشدة انطلقت من جسر الدورة باتجاه ساحة الشهداء في وسط بيروت، مطالبة بإعادة إحياء عيد الشهداء وتكريسه عطلة رسمية بعدما ألغي منذ سنوات.
وحمل المشاركون في المسيرة، لافتات أكدت «ضرورة اعادة إحياء هذا العيد الوطني»، معتبرين «أنّ هذا الأمر هو حاجة وطنية لإعادة الاعتبار إلى شهداء الوطن الذين دفعوا حياتهم من أجل الحرية والاستقلال والسيادة».
وبعد كلمات ومواقف، أضيئت الشموع ووضعت أكاليل الورود أمام تمثال الشهداء.
وعقدت في كلية الإعلام والتوثيق الفرع الأول ندوة عن حرية الإعلام، بدعوة من حركة «أمل» شارك فيها نائب رئيس المجلس الوطني للإعلام إبرهيم عوض ورئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم.