قهوجي: التجاذبات السياسية لن تثنينا عن الحفاظ على استقرار لبنان
كرّمت نقابة المحامين في بيروت شهداء الجيش اللبناني في اليوم الوطني للشهداء باحتفال في بيت المحامي، حضره وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي ممثلاً الرئيس ميشال سليمان، ونواب وقضاة ونقباء المحامين السابقون وأعضاء مجلس النقابة الحاليين والسابقين.
بداية النشيد الوطني، فتقديم للمحامي الدكتور جورج يزبك تلاه وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الذي ألقى كلمة قال فيها: «هذا هو الوطن ذو التضاريس الصعبة والمسالك الوعرة والذرى البيضاء والأرز الحاضن للأبد، مسور بسياج من خير الأجناد، الذين أنشأهم آباؤهم على التضحية وقدموهم حماية للحدود والورود وحبات التراب، وجهزوهم بالسلاح الأمضى، سلاح البسالة التي قاتلوا وما زالو بها، فاستحقوا أن يكونوا محلّ ثقة من أهل المال والسلاح، فتقبلوا العطية من يد لم يرعشها الشك واستقبلوا السلاح من يد أيقنت أنها تسلمها لزنود أمينة وخبيرة وجديرة».
وخاطب الجيش وقيادته قائلاً:» صمودكم دين علينا وجرحكم جرحنا وقلقكم يؤرق وسائدنا ولن يبخل الوطن على أبنائكم الرهائن بأي ثمن من أجل تحريرهم من محنتهم التي طالت، فليس أحد أولى منا بحماية من نذروا أنفسهم لحمايتنا».
وبعد كلمة للدكتور وسيم منصور، تحدث قهوجي توجه في مستهلها «بأقصى مشاعر الوفاء، من كلّ شهيد عسكري ومدني، جندياً كان أم صحافياً أم مدنياً عادياً، سقط في ساحات الشهادة على أرض الوطن فداء لكرامته»، متعهداً أمامكم وأمام أرواح الشهداء «السير على منهج الشهادة الدائمة من أجل لبنان وكرامته وحريته وتعدديته، ونموذجه الفذ في هذه المنطقة والعالم بأسره».
كما توجه «إلى الأبطال الأحياء، أسرانا المخطوفين لدى التنظيمات الإرهابية، مجدّداً تأكيد «أنّ قضيتكم هي أمانة في عنق الجيش، ولن نوفر وسيلة في سبيل عودتكم سالمين موفوري الكرامة إلى ذويكم، وعائلاتكم وإلى مؤسستكم العسكرية».
وأكد قهوجي أنّ «المواجهة التي يخوضها الجيش اليوم ضدّ الإرهاب، لا تقل خطورة عن مواجهته الدائمة ضدّ العدو الإسرائيلي. فإسرائيل والإرهاب وجهان لعملة واحدة، وتعبيران مختلفان عن حقيقة واحدة وجوهر واحد، وهما النقيض الواضح للمجتمع اللبناني القائم على التعدد والحوار والاعتراف بالآخر».
وطمأن «إلى مناعة الجيش في مواجهة التحديات، فالإنجازات التي يحققها يومياً، والالتفاف الشعبي العارم حوله، والثقة الدولية بدوره الوطني، والتي ترجمت على أرض الواقع، بالشروع في مده بالمساعدات العسكرية النوعية، لهي خير دليل على ذلك»، مؤكداً «أنّ الجيش لن يسمح بوجود أي موطىء قدم للإرهاب في لبنان، وأنّ التجاذبات السياسية الداخلية والإرباك الحاصل في عمل مؤسسات الدولة، لن تثنيه عن القيام بواجبه المقدس في الحفاظ على استقرار لبنان وتجنيبه العواصف الإقليمية، مهما تطلب ذلك من أثمان وتضحيات».
أما جريج فقال: «هوذا اليوم الذي يختصر كلّ الأيام، الشهادة، فشهيد الجيش شهيد لبنان، شهادة الجيش لا تحتاج إلى إثبات، ليست مختبراً لتحديد فئة الدم، هو دم كلّ لبنان».
وأضاف:»ليس نحن في النقابة من يرشح، ولا نحن من ينتخب. لكن نحن أصحاب حق، ونقولها بصوت عال: نعم نريد دولة اليوم، ورئيساً اليوم، لأنّ غداً قد يكون متأخراً أو قد لا يأتي أبداً»، معتبراً أنّ «الجيش أساس في قيام الدولة، بل أساس في طرح جدلية بناء الدولة».