المحافظون بقيادة كاميرون يحصدون غالبية مقاعد البرلمان البريطاني

حقق حزب المحافظين البريطاني غالبية في مجلس العموم بعد إعلان معظم نتائج الانتخابات العامة التي أجريت يوم الخميس، حيث حصل المحافظون على 325 مقعداً، فيما لم يتبق سوى عشرة مقاعد لم تعلن نتائجها من بين 650 مقعداً في البرلمان، فيما حصل حزب العمال المعارض على 228 مقعداً فقط.

زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون، أعلن أنه سيحكم البلاد من أجل كل المواطنين. وفي خطاب له تعليقاً على نتائج التصويت، قال كاميرون إن من السابق لأوانه الحديث عن النتائج النهائية للتصويت، لكنه أكد أنه يعول على تمكنه من تشكيل حكومة جديدة، كي يحكم البلاد من أجل كل المواطنين. وقال: «إن هدفي يبقى بسيطاً وهو أن أحكم البلاد على أساس مبدأ الحكم من أجل كل مواطن في مملكتنا المتحدة».

كاميرون أضاف إنه سيمضي قدماً في إجراء استفتاء على بقاء بلاده عضواً في الاتحاد الأوروبي، ووعد اسكتلندا بأكبر تفويض للسلطة في العالم.

وقال كاميرون في تصريحات للإعلام بعدما زار الملكة اليزابيث لبدء إجراءات تشكيل حكومة جديدة: «نعم سنجري هذا الاستفتاء بشأن مستقبلنا في أوروبا»، مشيراً إلى أنه سيمضي قدماً وبأسرع ما يمكن في خطة تمنح المزيد من السلطات لاسكتلندا التي صوتت غالبية ساحقة فيها للحزب القومي الاسكتلندي الموالي للاستقلال عن بريطانيا.

وبحسب النتائج الأولية في الدوائر التي انتهت فيها عمليات فرز الأصوات وعددها 630 من أصل 650 ، حصل المحافظون على 315 مقعداً في البرلمان الجديد، مقابل 228 مقعداً لحزب العمال، بينما سيكون 56 مقعداً من نصيب الحزب الوطني الأسكتلندي، وسيحصل الحزب الليبيرالي – الديمقراطي على 8 مقاعد.

أما هيئة الإذاعة البريطانية «bbc»، فتوقعت اعتماداً على نظام التنبؤ الخاص بها، أن يحصل المحافظون في نهاية المطاف على 329 مقعداً مقابل 235 مقعداً للعمال.

وفي هذا السياق، ذكرت وسائل إعلام بريطانية نقلاً عن مصادر مقربة من زعيم حزب العمال إيد ميليباند أنه سيستقيل من منصبه بسبب النتائج التي حققها حزبه في الانتخابات.

وكان حزب العمال يتوقع نتيجة تمكنه من المنافسة على السلطة لكنه مني بهزيمة ثقيلة على يد حزب المحافظين المتوقع أن يشكل الحكومة منفرداً بعد فوزه بغالبية مقاعد مجلس العموم.

وقال ميليباند في اجتماع للحزب: «تحتاج بريطانيا إلى حزب عمال قوي. تحتاج إلى حزب عمال يمكنه إعادة بناء نفسه بعد هذه الهزيمة حتى يتسنى أن تكون لدينا حكومة تدعم العاملين مرة أخرى». وتابع: «والآن حان الوقت كي يتولى شخص آخر قيادة هذا الحزب لذا أتقدم باستقالتي التي ستدخل حيز التنفيذ مساء اليوم»، وقال إن نائب الحزب هاريت هارمان سيتولى مهامه لحين انتخاب زعيم جديد.

وأضاف ميليباند الذي أقر فعلياً بالهزيمة أنه يشعر بأسف عميق لما حدث في أماكن أخرى في بريطانيا بخاصة في اسكتلندا حيث قال إن موجة من القومية طغت على حزب العمال.

وكان الحزب القومي الاسكتلندي قد فاز بأكثر من نصف مقاعد اسكتلندا البالغ عددها 59 مقعداً في الانتخابات البرلمانية البريطانية، إذ أظهر استطلاع لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع نشرت نتائجه في وقت متأخر يوم الخميس أن الحزب القومي الاسكتلندي سيحصل على 58 مقعداً من إجمالي مقاعد اسكتلندا.

من جهة أخرى، استقال زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار نيك كليج من رئاسة الحزب أمس إثر تعرض حزبه لهزيمة ثقيلة في الانتخابات.

كليج الذي يشغل منصب نائب رئيس الوزراء البريطاني قاد حلفه في انتخابات عام 2010 ليصبح لأول مرة الشريك الصغير في الحكومة الائتلافية لحزب المحافظين التي شكلها كاميرون.

وقال كليج في مؤتمر صحافي وقد بدا عليه الإرهاق: «من الواضح أن النتائج قاسية أكثر مما خشيت»، «يجب أن أتحمل المسؤولية ولذلك أعلن أنني سأستقيل كزعيم للديمقراطيين الأحرار. ستجرى الآن انتخابات للزعامة طبقاً لقواعد الحزب».

وتجرى الانتخابات البرلمانية في بريطانيا في 650 دائرة انتخابية، يجرى في كل منها اختيار نائب واحد، وتمكن كل من رئيس الوزراء المنتهية ولايته ديفيد كاميرون وزعيم حزب العمال إد ميليباند، وزعيم الحزب الليبيرالي – الديمقراطي نيك كليغ، ووزير الخارجية في حكومة كاميرون فيليب هاموند من الحفاظ على مقاعدهم البرلمانية.

كما فاز في دائرتيهما كل من رئيس الوزراء الأسكتلندي السابق أليكس ساموند الذي استقال من منصبه بعد فشل مشروع استقلال اسكتلندا في استفتاء شعبي جرى العام الماضي»، وعمدة لندن بوريس جونسن.

وكانت استطلاعات الرأي غير الرسمية للناخبين الخارجين من مراكز الاقتراع أظهرت تقدم حزب المحافظين بقيادة كاميرون بحصوله على 316 مقعداً بزيادة 9 مقاعد مقارنة بانتخابات عام 2010، وبفارق يزيد كثيراً على استطلاعات الرأي التي أجريت خلال الأسابيع الماضية.

وأظهرت هذه الاستطلاعات نفسها حزب العمال ثانياً بحصوله على 239 مقعداً متأخراً بـ19 مقعداً مقارنة بانتخابات 2010.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى