وحشية آل سعود تزيد من سوء الوضع الإنساني في اليمن
ناديا شحادة
مع استمرار طيران العدوان السعودي قصفه الأراضي اليمنية واستهدافه البنية التحتية والشعب اليمني من دون تحقيق الأهداف المتخذة ذريعة لهذه الحرب، فالرئيس عبد ربه منصور هادي لا يزال مقيماً في منفاه في السعودية، والحوثيون ما زالوا يتقدمون، الأمر الذي جعل من آل سعود ان يزيدون من قصفهم للمحافظات اليمنية وبالذات محافظة عدن التي تقع في جنوب البلاد، حيث واصل طيران العدوان السعودي غاراته على تلك المدينة وقصف عدداً من المباني السكنية مخلفاً عدداً من الشهداء والجرحى. وعلى رغم القصف المستمر والوحشي لطيران آل سعود إلا أن الحوثيين يواصلون تقدمهم في المحافظات الجنوبية، حيث دخلوا منطقة التواهي في عدن في 6 ايار التي تضم مؤسسات منها القصر الرئاسي ومكاتب لأمن الدولة والميناء الرئيسي هي آخر معاقل مؤيدي الرئيس هادي.
وبسقوط مدينة التواهي فإن المدينة الساحلية الجنوبية أصبحت تحت سيطرة الحوثيين. وعلى رغم كثافة القصف الجوي استطاع الحوثيون فتح جبهة جديدة على الحدود السعودية اليمنية حيث قصفوا مدينتي نجران وجازان السعوديتين في 6 أيار ما أدى الى مقتل 10 اشخاص. وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني في منطقة نجران أن احدى دوريات السجون في شارع الملك سلمان في مدينة نجران تعرضت لمقذوف عسكري من داخل الاراضي اليمنية، فبعد ان أطلق المقاتلون الحوثيون القذائف على تلك المدن السعودية زاد آل سعود من وحشيتهم ضد الشعب اليمني حيث نفذت طائرات التحالف في اليوم نفسه أكثر من 30 غارة على منطقتي صعدة وحجة شمال شرقي اليمن قرى الحدود مع السعودية.
يؤكد المتابعون ان «عاصفة الحزم» أو عملية «اعادة الامل» التي سميت كمرحلة ثانية من العاصفة لم تعد الأمل لليمنيين جراء القصف المستمر والحصار الجوي والبري والبحري الذي فرضه آل سعود على الشعب اليمني، فالاوضاع الانسانية في اليمن تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وتدهور الوضع الاقتصادي والانساني وأصبح مأسوياً، وبات اليمن سجناً لابنائه، فالمطارات معطلة والمعابر الحدودية البرية مغلقة والكهرباء معدومة والمياه مقطوعة. فتقارير عدة لمنظمات دولية وجهة نداء عاجلة لتوفير الاغاثة العاجلة لأبناء اليمن الذي أصبح حوالى 80 في المئة من ابنائه يعانيون الجوع لانعدام الامن الغذائي، وهذا ما أكده بيان لمنتدى الامم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية، إذ قال البيان أن الصراع اعاق الواردات في البلد الفقير الذي أصبح نحو 80 من سكانه جوعى أو يعانون من انعدام الأمن الغذائي. وكانت 22 وكالة اغاثة تعمل في ذلك البلد طالبت بفتح الطرق البرية والمائية والجوية للسماح بتوريد الوقود لتستطيع تلك المنظمات الاستمرار في العمل وإلا برامجها قد تنتهي ما لم يفك الحصار عن اليمن .
فالعداون المسلح السعودي على الشعب اليمني والذي يستهدف العديد من المنشآت المدنية الأهلة بالسكان المدنيين ويرتكب جرائم حرب ضد الانسانية، ما هو إلا محاولة لإخضاع أبناء هذا الشعب الذي يسعى الى تحقيق حقه في تقرير مصيره بنفسه وتحقيق سيادته وحقه في رسم ملامحه الاجتماعية والثقافية والسياسية والمدنية من دون تدخل أي دولة أو أي جهة دولية. فمع الوضع المأسوي الذي أصبح يعاني منه ابناء هذا الشعب هل يتحرك المجتمع الدولي ومجلس الامن والامم المتحدة ومجلس حقوق الانسان والمنظمات الدولية العاملة بمجال حقوق الانسان في اتخاذ اجراءاتها السريعة لإلزام آل سعود وحلفائهم ومن يدعمهم لوقف الحرب على اليمن؟ سؤال ستجيب عنه مجريات الأيام المقبلة وما سنشهده من تطورات من حرب آل سعود على اليمن.