طهران تنفي الاتهامات السعودية بتدخلها… وموسكو تحذر من «مجازفة» شن عملية برية في اليمن الرياض تمعن في عدوانها وتتبع سياسة الأرض المحروقةص9

يتحضّر العدوان السعودي لإرتكاب جريمة إبادة جماعية في مدينة صعدة شمال اليمن، حيث بادر منذ الليلة قبل الماضية إلى شنّ غارات مكثفة على المدينة وضواحيها، ودمّر شبكة الاتصالات فيها في شكل كامل من أجل عزل المنطقة عن العالم. في وقت ألقى الطيران السعودي منشورات فوق صعدة دعا فيها المواطنين إلى مغادرة المدينة بالكامل قبل غروب أمس، قبل أن يبدأ بالغارات والقصف لتدمير المدينة وجعلها مدينة غير قابلة للحياة، إلا أن السكان رفضوا هذا الانذار وقرروا البقاء في أرضهم وعدم مغادرة صعدة وأي مدينة يمنية أخرى.

وكان المتحدث باسم التحالف السعودي أحمد عسيري أعلن بداية عمل جديد ضد جماعة أنصار الله.

العسيري قال إن المعادلة اختلفت وإن المواجهة في اليمن باتت تستهدف أمن السعودية، مؤكداً أنه سيتم استهداف منطقتي صعدة ومران على مدار الساعة من دون توقف رداً على تنفيذ عمليات داخل الأراضي السعودية.

وأكد عسيري أن قيادة التحالف والقوات المسلحة السعودية ستتخذ الإجراءات الكفيلة «بردع هذا العمل سواء على الأشخاص الذين خططوا لهذا العمل أو المواقع التي انطلقت منها هذه العمليات والمدن التي تؤوي قادة من نفذوا هذا العمل وخططوا له».

طهران تنفي اتهامات

نفت إيران على لسان المتحدثة باسم وزارة خارجيتها مرضية أفخم قطعياً اتهامات السعودية بتدخلها في الأزمة اليمنية.

وأعلنت أفخم أمس أن «مثل هذه الاتهامات الموجهة الى الجمهورية الإسلامية من قبل وزير الخارجية السعودي عادل الجبيري خلال لقائه نظيره الأميركي ليس سوى محاولة لتحميل المسؤولية عن تطور تصعيد الوضع في اليمن للآخرين، في الوقت الذي تقصف فيه الرياض بدعم حلفائها اليمن منذ أكثر من 40 يوماً».

ونقلت وكالة «إرنا» عن أفخم قولها إن «السعودية جعلت عملياً من اليمن رهينة لها من خلال فرض حصار بري وبحري وجوي على هذه الدولة، بينما إيران المعتمدة على مبادئ إسلامية وإنسانية تدعو الى إنهاء حصار اليمن فوراًَ وإرسال مساعدات طارئة لتجنب كارثة إنسانية».

واعتبرت المسؤولة الإيرانية أن «الحوار أفضل سبيل لتسوية الأزمة في اليمن، والتوصل إلى حل مستدام بين القوى السياسية الداخلية».

موسكو تحذر

من جهة أخرى، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن شن عملية برية في اليمن سيؤدي إلى تصعيد الوضع في البلاد.

وفي تعليقه على توجه اليمن إلى المجتمع الدولي بطلب إجراء العملية البرية، أعرب تشوركين عن اعتقاده بأن هذه الخطوة ستكون «مجازفة»، مضيفاً أن المطلوب حالياً هو استئناف المفاوضات بين الأطراف اليمنية بوساطة الأمم المتحدة.

وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن موسكو تواصل العمل حول الأزمة اليمنية مع اللاعبين الإقليميين، مضيفاً أنه أجرى في الفترة الأخيرة «اتصالات جيدة وفعالة مع مجموعة مجلس التعاون الخليجي ولقاءات جيدة جداً مع المندوبين السعودي والقطري، واتفقنا على ضرورة الإسراع في استئناف المفاوضات».

وتابع قائلاً: «نحن نأمل في أن يشهد اليمن في أقرب وقت انتهاء أعمال العنف واستئناف هذا الحوار».

وشدد تشوركين على أن المبعوث الدولي السابق إلى اليمن جمال بنعمر «مهد أرضية جيدة جداً للمناقشات التي لا بد من العودة إليها».

وكان مجلس الأمن الدولي تسلم الأربعاء الماضي رسالة من المندوب اليمني خالد اليماني، حض فيها المجتمع الدولي «على التدخل سريعاً بقوات برية لإنقاذ اليمن، سيما عدن وتعز».

وكانت موسكو دعت الأطراف اليمنية والشركاء الإقليميين والدوليين إلى توفير ممر آمن لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى اليمن.

وقالت وزارة الخارجية الروسية أمس «بغض النظر عن المحاولات التي يبديها المجتمع الدولي لإيقاف العمليات العسكرية الشاملة في الجمهورية اليمنية، تستمر المواجهة العسكرية المستعرة في البلاد، ونؤكد في هذه الظروف على الموقف الروسي الداعي إلى إيقاف إطلاق النار وإيقاف إراقة الدماء ومعاناة اليمنيين المسالمين بأسرع ما يمكن».

وأضافت الخارجية أنه «يلاحظ في الأيام الأخيرة مستوى عالٍ من العنف في عدن أسفر عن ضحايا بالعشرات من السكان الآمنين في هذه المدينة اليمنية الثانية من حيث الأهمية، ويلاحظ كذلك ارتفاع التوتر على الحدود اليمنية السعودية، ومرت لحظات مقلقة قصفت فيها المطارات على الأراضي اليمنية ما جعل من غير الممكن إيصال المساعدات الإنسانية عبر المنظمات الدولية».

على صعيد آخر، نشر أبناء منطقة بقع شمال اليمن شريطاً مصوراً يظهر إسقاط طائرة أباتشي سعودية على الحدود السعودية. وكانت السعودية قالت إن طائرة أباتشي تابعة لها هبطت اضطرارياً في نجران نتيجة عطل فني.

إلى ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة على الأطراف الشمالية لعدن، وتحديداً في أحياء دار سعد والشيخ عثمان والممدارة.

ونفذ طيران التحالف السعودي غاراته الجوية على مدينة التواهي. واستهدفت تجمعاً للجيش على مقربة من ساحل جولد مور في حي التواهي الذي بات تحت سيطرة الجيش بالكامل. وعلى محور عتق البيضاء تدور اشتباكات قوية على مشارف مدينة عتق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى