تقدم في القلمون وريف اللاذقية وجسر الشغور وبان كي مون غير متفائل بمشاورات جنيف
أعلن ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الأخير غير متفائل كثيراً من مشاورات جنيف بخصوص سورية، ويقيم فرص نجاحها انطلاقاً من الواقع، وقال «لا أعتقد أنني عبرت باسم الأمين العام أو عبر هو شخصياً عن تفائل خاص، ففي الوقت الحالي ننظر إلى الأشياء بواقعية».
وستجري المناقشات، التي انطلقت في جنيف الثلاثاء، في شكل ثنائي بين مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا أو معاونه ومختلف الوفود على حدة لمدة نحو شهر ونصف الشهر، بهدف معرفة مدى استعدادها للانتقال من مرحلة المشاورات إلى المفاوضات عبر «جنيف-3» لإيجاد حل سياسي يرتكز إلى قرارات «جنيف-1» الصادرة في 30 حزيران عام 2012.
وكشف دي ميستورا عن دعوة ممثلين عن المجموعات المسلحة للمشاركة في مشاورات جنيف، إذ سيشارك فيها 40 طرفاً من المعارضة السورية، ضمنهم ممثلون عن الفصائل المسلحة، إضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني والمرأة، إلى جانب الحكومة وعشرين طرفاً دولياً وإقليمياً، مع التأكيد على أن الأمم المتحدة لن تجتمع مع «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش».
جاء ذلك في وقت كشفت مصادر مطلعة أن الجيش الأميركي شرع بتدريب «مقاتلين سوريين» لمواجهة مسلحي تنظيم «داعش»، حيث أنطلق البرنامج في الأردن وسينفذ في تركيا أيضاً في وقت لاحق.
وتشمل خطة البيت الأبيض تدريب وتسليح قوة من المرجح زيادة عددها إلى أكثر من 15 ألف جندي اختباراً لاستراتيجية الرئيس باراك أوباما في سورية.
وأعلنت وزارة الخارجية التركية أن تدريب وتجهيز عناصر من وصفته بـ «المعارضة السورية المعتدلة» سيبدأ خلال أيام، وفقاً لما هو متفق عليه، يأتي ذلك بعد إعلان الأردن البدء بتدريب عدد منهم.
ونفى الناطق باسم الخارجية التركية تانجو بيلكيج في مؤتمر صحافي في أنقرة، أن يكون هناك أي عقبات أو مشاكل للبدء بالتدريب، وشن هجوماً على نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض غورسل تكين، الذي أكد تخطيط القوات التركية لحملة عسكرية برية داخل الأراضي السورية خلال اليومين القادمين، موضحاً أن هذه الادعاءات ليس لها أساس من الصحة.
وقال الناطق باسم الخارجية التركية إن تدريب عناصر «المعارضة السورية» سيكون وفق الاتفاقية التي وقعت بين أنقرة وواشنطن في ما يخص برنامج التدريب، الذي يشمل 5000 من عناصر «المعارضة السورية» كل عام، بينهم ما بين 1500 2000 في تركيا.
وتطرق بيلكيج إلى الأنباء التي تحدثت عن أحراز المسلحين تقدماً في إدلب وغيرها من المناطق بسبب دعم تركي، مؤكداً أن هذه الأنباء غير صحيحة.
الى ذلك، ناقش مجلس الأمن الدولي مشروع قرار اقترحته الولايات المتحدة لإيجاد آلية تحدد الجهات التي تستخدم أسلحة كيماوية منها غاز الكلور في سورية.
وأكدت ريموندا مورموكايتي، مندوبة ليتوانيا لدى الأمم المتحدة والرئيسة الحالية لمجلس الأمن أن غالبية الدول الأعضاء أيدت الفكرة وأبدت الاستعداد للعمل ووضع مثل هذه الآلية، وقالت إن الولايات المتحدة أبدت استعدادها لتعميم مسودة مشروع القرار على المجلس خلال الأيام القليلة المقبلة.
وكان قد أبلغ في الأسبوعين الأخيرين عن 9 هجمات بأسلحة كيماوية في محافظتي إدلب وحماة.
وفي وقت سابق أثبتت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة برئاسة السويدي آكي سيلستروم وقوع 5 هجمات بالسلاح الكيماوي في مختلف المناطق السورية، لكنها لم تحدد الجهة التي استخدمتها بسبب عدم وجود مثل هذه الصلاحية.
وكانت واشنطن دعت مجلس الأمن الدولي الى وضع آلية من أجل تحديد المسؤولين عن الهجمات الكيماوية في سورية، وتنص مسودة القرار الأميركي على تشكيل فريق خبراء يعيّنهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
ميدانياً، نفى حزب الله ما وصفه بالأخبار الكاذبة حول عدد شهدائه في مواجهات القلمون والتي تتحدث عن أكثر من أربعين شهيداً. وأكد الحزب في بيان أن عدد شهداء المقاومة في هذه المواجهات هو ثلاثة، وقد تم إبلاغ عائلاتهم بذلك.
وكان تمكَّن الجيش السوري والمقاومة من ربط جرود عسال الورد من الجهة السوريّة وجرود بريتال من الجهة اللبنانيةّ، وفصلها عن منطقة الزبداني السوريّة وسرغايا ومضايا. فتشتَّت المسلّحون إلى جهات متعددة وسقط منهم قتلى بالعشرات. وساهمت المعركة بحصول بلبلة في صفوفهم وسط حالات تخوين وانهيارات، في ظل تأكيد من الجيش والمقاومة بأن المعركة أنجزت من دون إصابات في صفوفهما.
وفي السياق، تمكنت وحدات الجيش السوري والمقاومة أمس من فرض سيطرتها على صير عزالدين ووادي الديب وشميس عين الورد وقرنة جور العنب في القلمون، كما سيطروا على حرف المحمضان وقرنة وادي الدار وحرف جوار الخراف في جرود الجبة.
وفي ريف اللاذقية الشمالي، سيطرت وحدات الجيش على رويسة الملوحة شمال تلة النبي يونس، ومرتفعات الزينونة – جورة، ومغارة الرشوان، ورويسة جورة الزعتيرة، ورويسة الجورة المدورة، وسط استهداف مركز لتحركات المسلحين في سلمى ومناطق جبل الأكراد.
هذا وواصلت وحدات الجيش السوري تقدمها في المنطقة الواقعة في محيط قمة النبي يونس وجب الأحمر بريف اللاذقية الشمالي، وعززت مواقعها في المركشلية.
ميدانياً أيضاً، تقدمت وحدات الجيش والقوات الرديفة جنوب جسر الشغور، واستهدف سلاح المدفعية والصواريخ تحركات المسلحين داخل المدينة، ما أسفر عن إبعاد خطر المسلحين عن محيط المستشفى الوطني الذي يتحصن به مجموعة من الجيش السوري والدفاع الوطني.