لحّود: ساعات من التسوّل السياسي والمالي والسلطوي البشع وحسناً تفعل باعتزالك العمل السياسي فترتاح وتريح
ردّ المكتب الإعلامي للرئيس إميل لحود على ما أدلى به رئيس اللقاء الديمقراطي النائب ولبد جنبلاط أمام المحكمة الدولية، واصفاً الاتهامات السياسية التي كالها بأنها» متجنية إلى أقصى الحدود على أشرف القوم» معتبراً أنها «ساعات من التسوّل السياسي والمالي والسلطوي البشع والمقيت».
وأشار إلى أنّ جنبلاط «كان ينام على يد الطغمة السياسية – الأمنية لسورية في لبنان في حينه، وهي طغمة مثلثة الأضلاع، هو ربيبها وشريكها الفاعل في السياسة والمناورة والاستيلاء على المال العام وعلى القرار الوطني»، وتوجه إليه قائلاً:»عرف اللبنانيون أنك رجل خطير لا يؤتمن لا في أيام الصفو ولا في الملمات»، لافتاً إلى أنّ جنبلاط أساء إلى لبنان والمقاومة وسورية وفلسطين، وإلى بني معروف حيث وجدوا، وقال:»حسناً تفعل بأن تعتزل العمل السياسي. حقاً حان الوقت أن ترتاح وتريح».
وجاء في بيان المكتب الإعلامي للحود:»أنهى وليد جنبلاط رباعية شهادته الحاقدة لدى المحكمة الخاصة بلبنان، التي أنشئت بأساليب ملتوية لم تراع دستورنا، بفضله ومشاركته وأعوانه، وأخرج من صدره سموماً اعتادها اللبنانيون من رجل ساعات التخلي والتقلب في المواقف، إلى درجة أنه أخرج نفسه من دائرة الشهود الموثوق بهم بمجرد أنه كال اتهامات سياسية، من باب تصفية الحسابات الفئوية وفقاً لمصالحه، ما دعا رئيس المحكمة راي إلى شطب أقواله من المحضر لأنها مجرد مزاعم لا تستقيم قانوناً وتفتقر إلى أدنى درجات الإثبات، وهي متجنية إلى أقصى الحدود على أشرف القوم، وهو ما دعا فريق الدفاع الذي قاد الاستجواب المضاد في المرحلة الأخيرة من مثوله أمام المحكمة إلى حشره في زاوية أضاليله التي ساقها وناقضها وفضح زيفها في آن واحد، ذلك أنّ الحقيقة تنتصر دائماً على المزيف».
وأضاف: «إلا أنّ الأدهى أنّ ما نالنا من شهادته الحاقدة يعرف هو بالذات أنّ سهامه تلك المسمومة ترتدّ عليه، على ما يعرفه اللبنانيون عنه وعن زغله وأياديه الملطخة بالدم البريء والمال الحرام، على ما أقرّ هو بالذات علناً وجهراً. هذا الرجل، يوماً كنا في بواكر أيامنا في قيادة الجيش، أهدانا سيارة مصفحة حرصاً علينا على ما قال، فأعدناها إليه، فغضب بفقدانه هذا النوع من الرهانات والإغراءات التي يهوى، بالاتجاهين، وعندما رفضنا تأجيل انتشار الجيش في معاقله وأعدناه إلى كنف الدولة، كما أعدنا ممتلكات الدولة التي كان يسطو عليها كقصر بيت الدين، المقر الصيفي لرؤساء الجمهورية، وأزلنا تمثال والده الكبير من باحته الخارجية كمعلم من معالم السطو على ملك عام هو رمز وطني، أغضبه الأمر أيضاً إلى حدّ أنه أدخل غازي كنعان في الوساطة الذي شهر في وجهنا ثورة مسلحة في الشوف، فهدأنا من روعه المصطنع والمستعار إذ كنا في حينه في معلم سياحي في قلب الشوف الآمن».
ورأى أنّ «الأدهى من كلّ ذلك أنّ هذا الرجل كان ينام على يد الطغمة السياسية – الأمنية لسورية في لبنان في حينه، وهي طغمة مثلثة الأضلاع، هو ربيبها وشريكها الفاعل في السياسة والمناورة والاستيلاء على المال العام وعلى القرار الوطني، في حين أننا كنا نتعامل بندية كاملة وظاهرة للعيان مع رئيس الدولة الشقيقة، حيث كانت الصدامات متكرّرة مع هذه الطغمة التي كانت ووليد جنبلاط في وكر واحد تحيك ضدنا وضد حكمنا الرشيد والقوي المؤامرة تلو المؤامرة لشل قدرتنا على التحرك في سبيل إنهاض لبنان وإخراجه من براثن مافيا السلطة والمال».
وقال: «إن لهذا الرجل قدرة على تغيير التاريخ الحديث وبعثرة وقائعه وعبره، حتى أنه يتناسى مثلاً أنه تآمر بواسطة مروانه المدلل، على حقّ العودة في بيان القمة العربية في بيروت، حيث تسلل مروان إلى الوفد الفلسطيني للتوسط لدى الوفد السوري بموضوع السماح لياسر عرفات بمخاطبة القمة عبر الأقمار الاصطناعية لتكريس المبادرة السعودية من دون إدراج حقّ العودة، ما أدى الى استفسار الوفد السوري ومن ثم إلى تيقن رئيس الوفد الدكتور بشار الأسد أنّ استهداف حقّ العودة هو أخطر مؤامرة على لبنان وسورية معاً، فدعم الوفد السوري موقف رئيس القمة المصر على إدراج بند حقّ العودة في المقرّرات، وهكذا حصل. أما سلاحه، الذي قتل أبناء من جلدته في وطنه في الحرب الأهلية، فسلمه إلى الشهابي، ولم يسلمه إلى الجيش اللبناني، وهو يكره عسكرييه على ما أقرّ».
وأضاف المكتب الإعلامي:»إنها أكثر من ساعة تخل يا وليد، إنها ساعات من التسوّل السياسي والمالي والسلطوي البشع والمقيت، بل إنها فنّ من فنون الركوب على الأمواج العالية التي تؤدي، في معظم الأحيان، إلى الارتطام بالصخور، على ما فعلت طوال معايشتك ومهادنتك ومشاركتك المن والسلوى التي كان يغدقها عليك مثلث الطغمة السورية الحاكمة في لبنان حينئذ. أما سمومك، فأخرجتها يوم خرج السوري من لبنان، بالشتائم والنعوت النابية التي تليق بمطلقها، فأفصحت عن مكنونات نفسك ونهجك في تعاطي الشأن العام، وعرف اللبنانيون أنك رجل خطير لا يؤتمن لا في أيام الصفو ولا في الملمات. تلين ملامسك وفي أسنانك العطب، فأسأت إلى لبنان والمقاومة وسورية وفلسطين، وإلى بني معروف حيث وجدوا، وهم عروبيون أصفياء القلوب، فاغتربوا عنك».
وختم: «حسناً تفعل بأن تعتزل العمل السياسي، وتعيد إلى بيت المختارة بريقاً افتقده فيك وبسببك، أنت المستزلم، وكنا ممن استزلمت لهم، بالرغم من رفضنا استزلامك وسعينا إلى الارتقاء بك إلى مصاف كبار القوم، زرتنا معتذراً عن ماض يوم خرجنا من الرئاسة، فاعتقدنا لوهلة أنّ التوبة قد تكون من شيمك، وأخطأنا، حيث الطبيعة تغلب التطبع. حقاً حان الوقت أن ترتاح وتريح».
كما ردّ النائب السابق إميل إميل لحود، على جنبلاط معتبراً أنّ الأيام الأربعة التي خصصت لجنبلاط لكي يدلي بشهادته أمام المحكمة الدولية لم تكن كافية «إذ كان يحتاج لأربعين يوماً وأكثر لكي يخبر القضاة عن استداراته في السياسة التي بلغت حدّ تعامله في يوم من الأيام مع إسرائيل وعن سجله الحافل في إباحة الذبح ونهب الأديار والكنائس والتهجير ثمّ استغلال عودة المهجرين، مالاً وانتخابات».
وقال: «مشكلة جنبلاط مع سورية، كما ثبت من خلال شهادته، لم تكن وجود جيشها في لبنان، ولا تدخل ضباطها في الشؤون اللبنانية، بل كانت علاقة الرئيس بشار الأسد وقبله الرئيس الراحل حافظ الأسد بالرئيس لحود، ما دفع جنبلاط إلى التآمر من أجل التمديد للرئيس الياس الهراوي منعاً لوصول إميل لحود إلى الرئاسة، وفي ذلك شهادة لنا وكشفاً لحقيقة جنبلاط. أما مشكلة الأخير معنا فتختصر بأننا لا نشبهه في شيء، وفي ذلك فخر لنا».