مهمة عزّام الأحمد الصعبة: نتائج إيجابية تنتظر الترجمة
حسين حمّود
بعد كل حدث أمني يرفع حال التوتر في مخيم عين الحلوة، تحط طائرة خاصة في مطار بيروت تحمل على متنها عزام الأحمد. دائم الابتسام. نشيط الحركة. لاتغيب عن أجندة جولته أي شخصية مؤثرة وفاعلة في مهمته التي دائماً عنونها أمن مخيم عين الحلوة والجوار. لم تخرج زيارته الحالية إلى لبنان عن هذا الإطار. بعد تقلبه في مناصب فلسطينية عديدة، بدءاً من المجلس الثوري لحركة فتح، ثم سفيراً للدولة الفلسطينية قبل أن يتبوأ مناصب وزارية عدة ويدخل المجلس التشريعي الفلسطيني ليكون رئيس كتلة فتح الغالبية النيابية، أصبح المشرف العام على الساحة اللبنانية من قبل السلطة الفلسطينية، ولعل هذا المنصب من أصعب ما تبوأه الأحمد إذ يقتضي أن يقوم بدور كاسحة الألغام التي تزرع في الظلام، سواء بالإغتيالات أو تفجير عبوات أو خطف مسلح أو تسلل قيادات وعناصر تنظيمات إرهابية إلى المخيم.
ومهمته الراهنة في بيروت تدخل في هذا الإطار لكنها اكثر صعوبة مما سبقها من مهمات، ذلك أنها تأتي في ظل جو محموم بدأ يسود العلاقات اللبنانية الفلسطينية، ليس على المستوى الرسمي بل على صعيد علاقة الفصائل بالقوى الحزبية اللبنانية، إثر تغيّر الأهداف المرشحة للإغتيال المتواصل، من إطارها الفلسطيني- السياسي، إلى أشخاص على خلاف سياسي- عقائدي معها، كما حصل للعنصرين في سرايا المقاومة اللبناني مروان عيسى، والفلسطيني مجاهد البلعوس. وقد أدى هذا التطور إلى تحميل القوى الفلسطينية مسؤولية هذه الإغتيالات وطالبتها القوة الأمنية التى تتولى حفظ الأمن في المخيم الإسراع في كشف المتورطين في الجريمتين وتسليمهم إلى السلطات اللبنانية.
ولم يقتصر السخونة الأمر على هذا الجانب إذ امتد التوتر ايضاً إلى العلاقات الفلسطينية الفلسطينية، بعد إعلان تعليق«الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة» مشاركتها في الإطار الموحّد لجميع القوى والفصائل الفلسطينية إن على مستوى القيادة المركزية أو على مستوى المناطق في لبنان، وذلك احتجاجاً على «التجاوزات التي أدت إلى خلق وقائع من خارج العمل الموحد لإطار الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية في لبنان والإشكاليات التي طغت على العمل المشترك». كل هذه المعطيات تجعل من مهمة الأحمد على درجة عالية من الأهمية والصعوبة في آن معاً لأنها، وفق مصادر أمنية فلسطينية، تستهدف ثلاثة امور شائكة في حال لم يعالج الفلتان الأمني الحاصل في مخيم عين الحلوة بجية وحزم هذه المرة، وهي: الأول، المحافظة على أمن واستقرار المخيم الذي تسعى الجماعات الإرهابية لتفجيره لإحكام سيطرتها عليه والتحكم بأمن المناطق المجاورة ولا سيما صيدا. الثاني، معالجة التوتر الذي يسود العلاقات اللبنانية الفلسطينية. والثالث، ترميم العلاقات الفلسطينية- الفلسطينية بعد الشوائب التي اعترتها وطفت على السطح نظراً للتداعيات السلبية لهذا الأمر على وحدة القرار الفلسطيني و انعكاساته على أمن المخيم. ماذا حقق عزام الأحمد؟
مصادر فلسطينية تكتمت على نتائج حراك الأحمد بطلب منه لكنها أكدت أن نتائج جولته ةلقاءاته إيجابية، مشيرة إلى أنه أجرى غضافة إلى لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، إجتماعات مع الفصائل والقوى الفلسطينية الأساسية في عين الحلوة، وعدد من الاحزاب والقوى اللبنانية، جرى البحث خلالها في اوضاع مخيم عين الحلوة وسبل تحصينه لمنع حدوث أي خروق أمنية تطيح استقراره. وأكدت المصادر انه تم الإتفاق مع المسؤولين السياسيين والأمنيين اللبنانيين والفلسطينيين على تنفيذ جملة إجراءات ميدانية، رفضت الإفصاح عنها الآن بانتظار بلورتها نهائياً، لكنها لفتت إلى تعزيز القوة الامنية الفلسطينية المشتركة وتكثيف الحواجز داخل المخيم، فضلاً عن تدابير أخرى لمنع تسلل الإرهابيين والمطلوبين للقضاء اللبناني إلى المخيم. فيما كشف الأحمد عن اتفاق مع الجانب اللبناني على استمرار التواصل والتنسيق في القضايا العملية والسياسية كافة.
مهمة الأحمد هذه المرة مختلفة عن سابقاتها، لكن سيكتب لها النجاح؟ المصادر الفلسطينية تكرر قولها:» النتائج إيجابية حتى الآن».