بين نار القتال وآمال الحوار… «مقراض» القلمون معركة شفاء الصدور
لمى خيرالله
بين نار القتال وآمال الحوار يجثو «جنيف- 3» ليشكل بداية النهاية التي بات فيها «مقراض» القلمون معركة شفاء الصدور وليبدأ العد العكسي في جسر الشغور.
معارك القلمون التي بدأت مؤخراً في جرد عسال الورد نقلةٌ نوعية في مسار المواجهة مع التكفيريين من خلال عملية القضم التدريجي لتعيد الى الذاكرة سابقتها ملحمة «القصير» إلا أن الأهمية الاستراتيجية والمعنوية واللوجستية لمعارك القلمون تفوق ما كان لسابقتها في أيار 2013 من أهمية مفصلية.
قبيل انعقاد «جنيف- 3» وبعيد جسر الشغور وما بينهما رحى المعارك تدور أملاً بتغيير مواقع حلف الحرب على سورية نفوذه على الأرض ما سينعكس قطعاً على مسار مشاورات جنيف، إلا أن الجيش السوري وبالتعاون مع المقاومة اللبنانية قرر أن تكون للحرب كلمة فاصلة تسقط الآمال السعودية ولتشكل عملية ردع «إسرائيلية»، فالتقدم العسكري للجيش السوري والمقاومة في منطقة القلمون وربطه جرود عسال الورد بجرود بريتال في المقلب اللبناني أذكى نار الخلافات بين الفصائل المسلحة الأمر الذي دفعها لتبادل تهم التخوين، وعلى رغم أن المعركة الكبرى في جرود القلمون لم تبدأ بعد، إلا أن التطورات الميدانية المتسارعة والمساحة الجغرافية الكبيرة التي تمت السيطرة عليها مؤخراً تشير الى أن المرحلة الأولى من المعركة قد تم انجازها.
أما حصان الرهان المتبقي للحلف الثلاثي التركي السعودي «الإسرائيلي» والمتمثل بجبهة «النصرة» لم يعد يؤتي أكله، فالجيش السوري بات يقترب شيئاً فشيئاً من فك الحصار، الذي فرضته «جبهة النصرة» الإرهابية على عشرات العسكريين والمدنيين داخل المستشفى الوطني، جنوب مدينة جسر الشغور، مع وصول المعارك إلى أسوار المستشفى.
طوال أيام مضت عجز ما أطلق عليهما جيشا «الفتح» و«النصر» في إدلب من تحقيق أي خرق في مواقع سيطرة الجيش السوري الذي استعاد زمام المبادرة، ما دفع «جبهة النصرة»، التي تتولى القيادة في 5 من ايار الطلب من الحكومة التركية مساعدتها ومدها بمزيد من «الانغماسيين» الذين تتكل عليهم بتنفيذ عمليات انتحارية.
ما استدعى إعلان وزارة الخارجية التركية أن تدريب وتجهيز عناصر من وصفته بـ «المعارضة السورية المعتدلة» سيبدأ خلال أيام، وفقاً لما هو متفق عليه، توازياً مع إعلان الأردن البدء بتدريب عدد منهم، إلا أن الأحداث المتسارعة دفعت رئيس الحكومة التركي احمد داود اوغلو لنفي ادعاءات تحضيرأنقرة للتدخل العسكري في سورية، ونقلت صحيفة «حرييت» عن اوغلو قوله: «لا ليس هناك ما يتطلب اليوم تدخلاً تركياً» وفق قوله، على رغم إعلان الأمين العام للحزب الجمهوري غورسيل تكين أن «تركيا ستطلق عملية عسكرية في سورية في 7 من أيار»، مشيراً إلى أنه حصل على تلك المعلومات من «مصدر جدير بالثقة».
محاولة أنقرة بتلميع «النصرة» كفصيل معتدل منيت بخيبة الأمل بعد رفض النصرة المشاركة بعمليات «فتح حلب» خلال جلسة جمعت بعض قياداتها الميدانية مع ضباط في استخباراتها في أنطاكيا، حسب مصدر دبلوماسي في أنقرة، موضحاً أن فرع «القاعدة» علّل تقاعسه عن اللحاق بالتشكيلة الجديدة إلى «انشغاله» في معارك القلمون والقنيطرة ودرعا وإدلب، وخصوصاً في جسر الشغور.
وأكد المصدر: أن لدى حكومة «العدالة والتنمية» والرئيس رجب طيب أردوغان قناعة بأن عدم مشاركة النصرة في «فتح حلب» يفقد الغرفة مقدرتها على تحقيق أي خرق كونها وحلفاؤها في المجموعات المتشددة تشكل رأس الحربة في أي عملية عسكرية كبيرة يجري التخطيط والإعداد والتحضير لها.
معارك الجبهات المفتوحة في سورية توشك على نهايتها، فانحسار جبهة النصرة واندحاره من ادلب والقلمون والهزائم المتوالية لحلف الحرب على سورية إضافة الى خسارة الائتلاف ورقته الأخيرة لم تُبق في الميدان إلا تنظيم داعش كورقة لا تقبل الصرف في «جنيف- 3» وليطرح السؤال هل حسم القلمون يعني حسم جنيف؟ تبقى الإجابة رهن الأيام المقبلة.