يوم المحاكمة
لا بدّ للثالث عشر من أيار أن يصبح يوماً تاريخياً تذكره كتب التاريخ، ففي سابقة من نوعها يُحاكم الإعلام اللبناني بجريمة لم تُحدد في جلسات المحكمة الدولية المختصة «بالعدل». يبدو أن المحكمة الدولية نسيت المهمّة الأساسية التي تولتها في لبنان فانحرفت عن مسارها الحقيقي لتتوجه إلى الإعلام اللبناني بذريعة تشويه الحقائق وتحقيرها. لكن الحقيقة تقول إن هذه المحكمة هي التي حقّرت الإعلام اللبناني وحقّرت الحريات بِاسم العدالة.
ابراهيم الأمين رفض المثول، أمّا كرمى خيّاط فقد أخذت طريقاً مختلفاً، ليس اعترافاً منها بالمحكمة، بل لمواجهة المحكمة في عقر دارها، ذهبت لتقول كلمتها الرافضة لما يحدث ولتثبت براءتها بلغة المحكمة نفسها.
تضامن كبير من قبل الناشطين لم نشهد له مثيل، وتضامن إعلامي واسع أظهر أن الجسم الإعلامي يتضامن يداً بيد في وجه محكمة انحرفت عن مسارها، في وجه محاكمة سياسية لا دخل للإعلام بها.
بدلاً من محاكمة الزميلين، على المحكمة محاكمة من سرّب ملفّاتها السريّة. والمؤسف أننا شعرنا اليوم بغياب الدولة اللبنانية غياباً تاماً، أمّا وزير الإعلام… فحدّث ولا حرج!