دوري أبطال أوروبا في كرة القدم

حسن الخنسا

انتهى لقاء أمس بين برشلونة الإسباني ومضيفه بايرن ميونيخ الألماني بفوز الأخير شرفياً بنتيجة 3-2 على ملعب آليانز أرينا ضمن إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ليتأهل النادي الإسباني إلى نهائي بعد فوزه ذهاباً بنتيجة 3-0 ويلتقي الفائز من لقاء اليوم بين غريمه التقليدي ريال مدريد ويوفنتوس الإيطالي.

في مباراة قوية ومثيرة من الطرفين، ثأر البرازيلي نيمار من الألمان بعد أن أسقطوا بلاده في نصف نهائي المونديال الماضي بسباعية تاريخية ليسجل هدفي التأهل لبرشلونة في الدقيقتين 15 و29 ، بينما سجل ثلاثية البافاري، المهدي بن عطية، ليفاندوفسكي وتوماس مولر في الدقيقة 7، 59، 74 .

ويأمل مشجعو النادي الكتالوني تأهل ريال مدريد في لقاء اليوم مع اليوفي، ليسجل التاريخ موقعة كلاسيكو الأرض بين البرشا وغريمه التقليدي الميرينغي للمرة الأولى في نهائي دوري أبطال أوروبا في السادس من حزيران المقبل على الملعب «الأولمبي» في برلين.

بدأ بايرن ميونيخ المباراة بطريقة 4-4-1-1، معتمداً على ليفاندوفسكي في الأمام وخلفه مولر، ثم رباعي الوسط، ألونسو، ألكانتارا، شفاينشتيغر، ولام، أما برشلونة لعب بخطته المعتادة 4-3-3، معتمداً على سواريز، نيمار وميسي في الأمام، وخلفهم راكيتيتش، إنييستا، وبوسكيتش.

سعى الفريق البافاري للضغط المبكر، إلا أن برشلونة نظّم صفوفه في شكلٍ جيد، واعتمد على أسلوب الكتلة الواحد في الدفاع والانقضاض بالهجوم، وكاد راكيتيتش أن يعلن عن أولى أهداف الفريق الكتالوني من تسديدة تصدّى لها نوير في الدقيقة الرابعة، قبل أن يتعملق الأخير ويتصدى لتسديدة أخرى من نيمار.

ونجح الفريق البافاري في الردّ سريعاً بهدفٍ في وقت مثالي في الدقيقة 7، من رأسية المغربي المهدي بنعطية من عرضية ألونسو، لتصبح النتيجة هدفاً نظيفاً للبايرن.

لم يتأثر برشلونة نفسياً بالهدف وواصل تقديم أدائه القوي والمتوازن، ولم يمرّ كثيراً حتى استطاع ميسي أن يمرّر بينية لسواريز الذي مهّدها لنيمار أمام المرمى، ليضعها الأخير بسهولة، وتصبح النتيجة 1-1 في الدقيقة 15.

عاب بايرن ميونيخ التركيز الهجومي، على أمل تعويض خسارته على حساب عمقه الدفاعي، أمّا برشلونة عابه التمركز في منطقة جزائه، حيث أتت أكثر من كرة خطيرة من العمق، وإحداها رأسية مولر التي أنقذها حارس برشلونة شتيغن في الدقيقة 18، قبل أن ينقذ تسديدة أخرى من ليفاندوفسكي في الدقيقة 26، ليرد عليه ميسي سريعاً بتسديدة ماكرة أنقذها الحارس العملاق البافاري نوير في الدقيقة 27.

مرة أخرى استلم سواريز كرة رائعة من وسط الملعب وانطلق نحو الدفاع الخالي ليلعبها عرضية متقنة لنيمار الذي لم يجد أي صعوبة في إحراز الهدف الثاني في الدقيقة 29 لتصبح النتيجة 2-1.

ووصل العملاق البافاري كثيراً إلى منطقة جزاء برشلونة، لكن عابه سوء التوفيق، وعدم استغلال الفرص الكثيرة التي لاحت أمام ليفاندوفسكي ومولر وشيفاينشتيغر، لينتهي الشوط الأول بتفوق برشلونة بهدفين مقابل هدف لأصحاب الأرض.

دخل بيدرو مكان سواريز في هجوم برشلونة في الشوط الثاني، بينما واصل بايرن ميونيخ ضغطه الهجومي في ظلّ حذر دفاعي كبير من الفريق الكتالوني، إلا أن ليفاندوفسكي أحرز هدف التعادل للفريق البافاري من تسديدة قوية في الدقيقة 60.

وكاد مولر أن يعزّز النتيجة للبايرن في الدقيقة 62، من كرة طائشة من العمق لم يسيطر عليها برشلونة في الشكل الكافي، إلا أن كرته مرت بسلام، ليدخل الفريق البافاري، رود مكان لام على أمل تدعيم الوسط الهجومي، قابله تبديل تأميني من جانب الفريق الكتالوني بمشاركة ماثيو مكان راكيتيتش مع تقدم ماسكيرانو للوسط.

وأشعل مولر المواجهة بهدفٍ ثالث من تسديدة رائعة من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 74، لتصبح النتيجة تفوّق بايرن بنتيجة 3-2، وسط طوفان هجومي لأصحاب الأرض.

تراجع برشلونة في شكل كامل للدفاع في وسط ملعبه وفي المقدمة ميسي ونيمار، في ظلّ الاستحواذ الكامل لبايرن الذي سعى بكل قوته لإضافة هدف آخر، إلا أنه لم يستغل الفرص وبخاصة أمام أقدام ليفاندوفسكي ومولر.

أجرى غوارديولا المدير الفني للبايرن تبديلين في الدقائق الأخيرة على أمل إحراز الأهداف، بمشاركة غوتزه ومارتينيز، مكان مولر وشفاينشتيغر، لكن الأمور لم تسر في الشكل المطلوب في ظلّ الانكماش الدفاعي الكامل لبرشلونة، لينتهي اللقاء بفوزٍ شرفي لأصحاب الأرض بنتيجة 3-2 ، لكن بتأهل غالٍ لبرشلونة لنهائي البطولة الأقوى عالمياً على مستوى الأندية.

الملكي يسعى إلى إنقاذ موسمه على حساب «السيدة العجوز»

سيحاول الملكي الإسباني، حامل اللقب التشبّث بآخر آماله في التتويج هذا الموسم، وتعويض هزيمته 2-1 في لقاء الذهاب عندما يستضيف يوفنتوس الإيطالي، في إياب قبل نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم اليوم.

وإذا مرّ الموسم من دون الفوز بدوري الأبطال أو بالدوري والكأس في إسبانيا، فإن هذا سيمثل كارثة للفريق الذي يقوده المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، لكن مثل هذا السيناريو قد يحدث لأغنى أندية العالم من حيث الإيرادات.

وبعد التعادل 2-2 على أرضه مع فالنسيا السبت، أصبح ريال مدريد على بعد 4 نقاط من غريمه التقليدي برشلونة صاحب الصدارة في الليغا، مع تبقي جولتين فقط على نهاية المسابقة كما خرج من كأس الملك أمام جاره أتلتيكو.

وإذا خرج الملكي من دوري الأبطال اليوم، فإن هذا قد يؤدي لتغييرات واسعة بخاصة أن فلورنتينو بيريز رئيس النادي، لا يتميز بالصبر ودائماً ما يقدم على إقالة المدربين عند الفشل في الحصول على ألقاب.

كما تكهّنت وسائل إعلام محلية برحيل الهداف البرتغالي كريستيانو رونالدو، والحارس إيكر كاسياس قائد الفريق في نهاية الموسم.

وتعتمد فرص ريال مدريد في تخطي يوفنتوس على تجنب الأخطاء والاهتزاز في الأداء مثلما حدث في الأسابيع الأخيرة.

كمل لعبت الإصابات دورها في تراجع عروض الفريق، ويأمل أنشيلوتي في استعادة جهود المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة، لكن من المفترض أن يشارك لاعب الوسط توني كروس على رغم الإصابة في لقاء فالنسيا.

وقال دانييل كارفاخال مدافع ريال مدريد لموقع النادي على الانترنت: «فوق كل هذا نحتاج للحفاظ على تركيزنا وعدم الاندفاع بجنون». وأضاف: «يجب علينا أن نجعل الوقت يمرّ ببطء شديد ليوفنتوس حتى يعاني من غير الكرة».

وتابع: «شكّل المنافس خطورة عندما فقدنا الكرة بسبب الأخطاء، أعتقد أنه إذا حافظنا على هدوء أعصابنا وتحلينا بالصبر ستسير المباراة في مصلحتنا».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى