مبادرة جزائرية لحل الأزمة اليمنية… والعدوان السعودي يخرق الهدنة
تصدرت الأزمة اليمنية الساحة السياسية الجزائرية في ظلّ دعوات الأطراف اليمنية إلى انتهاج الحوار الوطنيّ حلاً، ويرى سياسيون وناشطون جزائريون أن الحوار والمصالحة بين الفرقاء للوصول إلى توافق وطني، هو الحل الوحيد وفق المنظور الجزائري لأزمة اليمن.
الجزائر باشرت قبل أسابيع اتصالات رسمية مع السعودية وتركيا وإيران حول مضمون مبادرة جديدة تتضمن وقفاً فورياً للعمليات العسكرية، وإطلاق حوار مباشر بين أطراف الأزمة تحتضنه العاصمة الجزائرية، لكن الرفض السعودي حال دون ذلك بحسب مصادر دبلوماسية جزائرية للميادين.
الحوار والمصالحة بين الفرقاء للوصول إلى توافق وطني، الحل الوحيد وفق المنظور الجزائري للأزمة اليمنية.
في الأثناء، خرقت طائرات العدوان السعوديّ الهدنة المعلنة بعد ساعة من سريانها وتشن غارات على صعدة وحجة، مع تسجيل خرق في محافظة الضالع شمال مدينة عدن ونشوب اشتباكات عنيفة على طول الطريق الرابط بين مدينة الضالع حتى سناح.
كذلك أغارت الطائرات على مواقع للجيش اليمني تقع الى الشمال الشرقي من عدن، وسجّل خرق ثان للهدنة في محافظة الضالع شمال مدينة عدن.
وكانت الأنباء قد أكدت بنشوب اشتباكات عنيفة على طول الطريق الرابط بين مدينة الضالع حتى سناح.
تتصاعد وتيرة الغارات السعودية فوق صنعاء، وتتصاعد ألهبة النيران نحو سماء المدينة ويعلو الدخان الأسود ليبدو موعد الهدنة الإنسانية بعيداً. هي ساعات فقط تفصل بين حرب واقعة وهدنة منتظرة، ولا شي سوى مزيد من الشهداء والجرحى وبين الدمار والنزوح يتمسك اليمنيون حتى اللحظات الأخيرة ببارقة حياة.
الحدود اليمنية ـ السعودية أيضاً شهدت قصفاً مدفعياً وصاروخياً بعد إعلان السعودية مقتل شخص وإصابة آخرين بإطلاق قذائف هاون على نجران.
من جهة ثانية، عمّت العتمة على نحو كامل منطقة الخوبة السعودية في محافظة جيزان بعد قصف صاروخي مكثّف نفّذه رجال القبائل في المناطق الشمالية الغربية لمحافظة صعدة.
كما قصف أبناء المناطق اليمنية الحدودية مطار نجران الدولي السعودي بنحو مكثّف بالصواريخ والقذائف المدفعية واستهدفوا معسكر في نجران، واشتعلت النيران فيه كذلك استهدفت شركة النفط ومحطة للكهرباء في نجران.
وفي صنعاء ارتفع عدد الشهداء الذين سقطوا في الغارات السعودية، وتحديداً في نقم إلى تسعة وستين شهيداً وأكثر من مئة وخمسين جريحاً.
من جهة أخرى، وصف رئيس لجنة الأمن القوميّ في البرلمان الإيرانيّ علاء الدين بروجردي ما تقوم به السعودية ضدّ اليمن بأنه جريمة حرب.
بروجردي وبعد لقائه رئيس مجلس الشعب السوريّ في دمشق جهاد اللحّام حذّر من أنّ أيّ إجراء سيتخذ ضدّ سفينة المساعدات الإيرانية إلى اليمن سيجرى الردّ عليه، وأكد أنّ توجيهات الإمام الخامنئي تقضي بالفصل الكامل للملفّ النوويّ عن أيّ موضوع آخر.
وكانت وزارة الخارجية الروسية دعت أطراف النزاع كافة في اليمن إلى الالتزام الصارم بالهدنة الإنسانية في البلاد والتي دخلت حيز التطبيق.
وجاء في بيان صادر عن الخارجية الروسية أن موسكو «تدعو بإلحاح الأطراف المشاركة كافة في الأحداث الدرامية في اليمن إلى الالتزام الصارم بالهدنة الإنسانية، والامتناع عن أية عمليات باستخدام القوة وخطوات قد تؤدي إلى إحباط وقف إطلاق النار».
وأعادت الوزارة إلى الأذهان أن روسيا كانت تدعو منذ بداية الأزمة إلى إعلان مثل هذه الهدنة، مؤكدة ضرورة تقييم الدعم المكثف لتطبيق الهدنة بشكل مناسب.
وشددت الخارجية الروسية على ضرورة أن تلحق تهدئة مستقرة طويلة الأمد الهدنة الموقتة الراهنة، معتبرة أن مثل هذه التهدئة ستضع حداً لمعاناة المدنيين وستسمح بنقل المساعدات التي يحتاجون إليها، كما أنها ستفتح الطريق لإطلاق عملية تسوية سياسية للنزاع واستئناف الحوار السياسي الوطني الشامل في هذه البلاد.
وفي الوقت نفسه، أعربت الوزارة عن أسفها لما شهده اليمن من تصعيد العنف وتكثيف الغارات الجوية من قبل طيران السعودية وحلفائها، قبل دخول الهدنة الإنسانية حيز التطبيق.
المساعدات السعودية
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أعلن، أمس، مضاعفة المساعدات الإنسانية إلى اليمن لتصل 540 مليون دولار في اليوم الأول من الهدنة.
وقال الملك سلمان خلال مراسم وضع حجر الأساس لمركز «الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»: «نعلن تخصيص مليار ريال 266 مليون دولار للعمليات الإنسانية» في اليمن. وأضاف الملك أن «المركز سيولي أقصى درجات الاهتمام والرعاية للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني العزيز».
وبدأ تطبيق الهدنة الإنسانية في اليمن عند الساعة الثامنة من مساء الثلاثاء لتستمر لمدة 5 أيام، بمبادرة من السعودية التي تقود منذ 26 آذار حملة عسكرية ضمن تحالف يضم دولاً عربية عدة في مواجهة الحوثيين.