تدابير عسكرية للجيش بين شبعا وراشيا
راشيا ـ أحمد موسى
فجأة، تحوّلت المنطقة الممتدة من شبعا مروراً بعين عطا واليابسة وراشيا وعيحا وكفرقوق وينطا وحلوى وصولاً حتى دير العشاير وما بينها من الجرود الجبلية الوعرة إلى منطقة عسكرية، ونشر الجيش اللبناني حواجز ثابتة مؤللة وأخرى طيّارة ومتنقلة، وتجوب دوريات راجلة ومؤللة تلك المنطقة وجرودها.
وأكدت مصادر أمنية لـ «البناء» أن التدابير العسكرية اتُخذت بعد توافر معلومات أمنية عن «وجود مجموعات مسلحة في تلك المنطقة، تعمل على محاولة العبور من لبنان باتجاه الداخل السوري»، متابعة: «المسح الجغرافي للمنطقة وتوقيف المجموعات المسلحة والتي لا تزال متوارية عن الأنظار».
وأضافت المصادر: «إن تلك المجموعات محمية من جهة سياسية لبنانية، وهي نفسها تؤمن الغطاء السياسي واللوجستي لتلك المجموعات»، وأردفت قائلةً: «إن تلك الجهة مهّدت لتلك المجموعات من خلال هجومها المتواصل على المؤسسة العسكرية واستخبارات الجيش»، ما انعكس على أرض الواقع في «تأمين الأرضية اللازمة لتلك المجموعات وتسهيل مهماتها في العبور من لبنان إلى سورية وبالعكس».
هذه المعلومات أكدتها مراجع سياسية بقاعية، لافتةً إلى «أنه منذ فترة تشهد مناطق وقرى عدة في قضاء راشيا، خصوصاً القرى المتاخمة للحدود الشرقية مع سورية، حركات مريبة في ساعات متأخرة من الليل وحتى الفجر وفي ساعات الذروة، عبارة عن سيارات تقلّ مجموعات غريبة عن المنطقة وأخرى شوهدت معها كميات من السلاح الفردي وهي تجوب تلك المنطقة ووجهتها سورية»، وتابعت: «كل من يراهم يعمل على إبلاغ الجهات الأمنية».
تلك المعلومات الأمنية المتقاطعة مع مصادر سياسية أثبتها عدد من المواطنين وشهود العيان الذين شاهدوا تلك المجموعات وهي تسلك طرق جبلية وعرة وغير شرعية من لبنان إلى الأراضي السورية، وكل من يُصادفها يكون «عرضة للترهيب والسلب»، وهذا ما حصل مع أحد رُعاة الماعز في جبال عيحا ويدعى صالح إذ «انقضّ عليه عدد من المسلحين وسلبوه مبلغاً من المال مئة ألف ليرة بعد أن كبّلوه وأرهبوه بالسلاح وفرّوا باتجاه الجرود الوعرة سالكين إلى الجهة السورية».
وتشير مصادر عليمة الاطلاع إلى «أن الجهات الأمنية السورية تتابع منذ فترة مجموعات إرهابية مسلحة تضم «لبنانيين وسوريين وفلسطينيين تتخذ من تلك الجبال الوعرة الحدودية بين سورية ولبنان مقار لإرسال السلاح والعناصر الإرهابية إلى سورية وتنفيذ أعمال إرهابية».
من ناحية ثانية وفي إطار مكافحة الجرائم الماسّة بمكانة الدولة المالية والاقتصادية، وبنتيجة الاستقصاءات والتحريات والمتابعة وبعد رصد محكم لمجموعة من المشتبه بهم، تمكنت مديرية البقاع الإقليمية لأمن الدولة بالتنسيق مع مكتب أمن الدولة في البقاع الغربي من إلقاء القبض على أفراد عصابة من خمسة أفراد، تقوم بترويج عملة أميركية مزيفة من فئات متعددة والعملة اللبنانية والسعودية من فئات مختلفة والقيام بأعمال نصب واحتيال وتزوير ونصب بواسطة الدولار الأسود إضافة إلى تجارة وترويج حبوب مخدرة في منطقتي البقاع الغربي والأوسط وهم اللبناني: «ع.أ» وأربعة سوريين وهم: «زهران مشهور جدوع» و«وسيم فرزات دعدوش»، و»أحمد شتيوي الشتيوي» و»موسى نايف الصالح» و«عباس علي أيوب». وضبطت معهم مبالغ مالية منوعة ومزيفة.
ونتيجة التحقيق «اعترف الموقوفون بالجرائم المنسوبة إليهم، وسيتم إيداعهم مع المضبوطات المرجع القضائي المختص حسب الأصول، وتبيّن أن على بعضهم مذكرات توقيف وأحكام عدلية عدّة.