ميلر لـ«سي أن أن»: أميركا لن تدعم الرياض في مواجهة المحور الإيراني
رأى المحلل الاستراتيجي الأميركي آرون ديفيد ميلر، نائب مدير معهد ودرو ويلسون للسياسات الدولية، أن «الولايات المتحدة لن تكون قادرة على توفير ما يطمئن السعوديين القلقين حيال تطور النفوذ الإيراني بالمنطقة، بخاصة أنها تحاول عقد صفقة معها»، مضيفاً: «أن قمة كامب ديفيد سيكون فيها الكثير من المجاملات والابتسامات، لكن الحقيقة أن الرياض تشعر بقلق شديد من تطلع واشنطن للسماح بـ«محور فارسي.»
وتابع: «الواضح أن أمراً ما يحصل ولكن لا أظن أن القضية تتعلق بأزمة في العلاقات بين البلدين، فالسعودية تعتمد بشكل كبير على أميركا والعلاقات بينهما بمليارات الدولارات وهناك 35 ألف جندي أميركي في الخليج، إلى جانب صفقات التسلح، كما أن الأمن السعودي ما زال يعتمد كثيراً على الضمانات الأميركية.»
ولكن ميلر لفت إلى أن السعوديين «يشعرون بالقلق حيال ما يرونه محوراً فارسياً، ويرون أن إدارة أوباما ومن خلال سعيها إلى عقد اتفاق نووي مع طهران، ستفتح الأبواب أمام إيران للحصول على مليارات الدولار عبر رفع العقوبات، ما سيسمح لطهران بتمويل نشاطاتها التوسعية في العراق ولبنان واليمن.»
وعن طبيعة الأولويات بالنسبة إلى أميركا وما إذا كانت تقوم على العلاقة مع السعودية أم الصفقة مع إيران قال: «أميركا وبصرف النظر عن صحة هذا التوجه، إلا أنها تعمل حالياً وفق سياسة تشكل إيران محورها الرئيسي، فسياسة البيت الأبيض خلال السنة ونصف الماضية بالشرق الأوسط تقوم على تجنب خوض مواجهة مسلحة بسبب برنامج إيران النووي، وإذا جرى التوصل إلى صفقة مع إيران فإن ذلك سينهي تماماً أي فرصة لضربات «إسرائيلية».
وأردف: «لكن تداعيات تلك الصفقة ستظهر عبر السماح لإيران بالحصول على أموال طائلة عائدة لها ومجمدة حالياً في الخارج، والواقع أن السعودية و«إسرائيل» تتطلعان بقلق إلى ما يحصل وتعتبران أن الإدارة الأميركية ساذجة بتصرفاتها مع إيران، أو أنها تريد إرسال رسالة جديدة مفادها أن إيران هي القوة الرئيسية بالمنطقة وليست السعودية.»
وقال ميلر: «المشكلة أن تصرفات الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط تركت انطباعاً قوياً بأن الاستقرار في اليمن وسورية والعراق لا يقوم على التعاون بين أميركا وروسيا، بل بين أميركا وإيران وهذا مخيف جداً لـ«الإسرائيليين» والسعوديين.»