المؤتمر الشعبي يحيي ذكرى نكبة في فلسطين: الوحدة كفيلة بانهيار المشاريع الاستيطانية
تحيي الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية اليوم الذكرى الـ67 النكبة الكبرى في فلسطين التي وقعت في 15 أيار 1948، بسلسلة مهرجانات واعتصامات ومسيرات في المناطق، وخصوصاً في المخيمات الفلسطينية.
وقد أحيا المؤتمر الشعبي اللبناني، الذكرى تحت شعار «وتبقى فلسطين قضية العرب الأولى»، بمهرجان أقيم في فندق «كومودور»في الحمرا، حضره الرئيس حسين الحسيني، ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الشيخ خلدون عريمط، النائب مروان فارس، ممثل سفير دولة فلسطين في لبنان المستشار الإعلامي للسفارة حسان ششنية، ممثل السفير المصري المستشار الإعلامي مصطفى عبد الجواد، المطران جورج صليبي، الأب ابراهيم سروج، ممثل المؤتمر الشعبي كمال شاتيلا، عضو المكتب السياسي في حركة «أمل» محمد خواجة، ممثل الحملة الأهلية لنصرة الشعبين الفلسطيني والعراقي معن بشور، أمين الهيئة القيادية لحركة الناصريين المستقلين» ـ المرابطون» العميد مصطفى حمدان، الناطق الرسمي باسم حركة فتح في فلسطين أسامة القواسمي، أمين سرّ حركة فتح في بيروت سمير أبو عفش، ممثل الجبهة الشعبية القيادة العامة أبو عماد رامز، وممثلون عن الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية.
بعد النشيدين اللبناني والفلسطيني، ألقى ششنية كلمة قال فيها:»إنّ النكبة التي أوجدها الصمت الدولي حاولت طمس الهوية الفلسطينية، إلا أنّ الشعب الفلسطيني، بإرادته، حافظ على ثوابته الوطنية الفلسطينية ثابتاً على حقه في العودة وصانعاً المعادلات على الساحة الدولية. وتأتي اعترافات الدول، الواحدة تلو الأخرى، بفلسطين دولة مستقلة، نتيجة لكفاحات الشعب الفلسطيني».
ثم تحدث عبد الجواد فاعتبر أنّ «فلسطين هي بوصلة العرب، وإذا ضاعت فالعرب يفقدون الهوية»، مؤكداً «التزام الحكومة والشعب المصري تحرير الأرض الفلسطينية، باعتباره التزاماً إنسانياً ووجدانياً».
وشدّد خواجة في كلمة ألقاها باسم «أمل» على «حقّ الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه»، مشيراً إلى «المؤمرات التاريخية التي أجهضت تحرير فلسطين»، فيما أكد صليبي «أنّ الشعب الفلسطيني المضطهد أجهض المشاريع الصهيونية التي روجت لقيام دولة الكيان المصطنع».
ودعا سروج إلى «عدم البكاء على النكبة، إنما العمل والخروج من هذا المقام وإعداد العدة للمواجهة والانتصار»، وقال:»إنّ الواجب هو أخذ العبر، والتعلم من أخطاء الماضي لتهيئة الثورة التي تعمل على تحرير الأراضي الفلسطينية».
وحيا شاتيلا شهداء الأمة داعياً إلى «الوحدة العربية لأنها هي الكفيل الأول لانهيار المشاريع الاستيطانية والاستعمارية».
وتخللت المهرجان أبيات شعرية للشاعر طارق آل ناصر الدين عن ذكرى النكبة ومعاناة الشعب الفلسطيني ونضالاته.
وفي الإطار نفسه، توقفت «الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة» إثر اجتماعها الأسبوعي في «دار الندوة»، عند الذكرى ورأت أنها «أم النكبات لكلّ الأمة، التي لم يتوقف أعداؤها عن تمزيقها على مدى عقود وسنوات».
كما توقفت عند «ما تعيشه بعض أقطار أمتنا من فتن وسفك دماء ودمار، بالإضافة إلى ما يعيشه الشعب الفلسطيني داخل أرضه وفي الشتات من معاناة متواصلة ومتفاقمة على كلّ المستويات»، وعند «مشهد مضيء متصل بالصمود الأسطوري لشعبنا في فلسطين وبالإنجازات التي تحققت على يد المقاومة، سواء بالنسبة إلى تحرير الأرض أو الردّ على العدوان».
وبالمناسبة، أكد المكتب السياسي لحركة «أمل»،»أن المشروع الصهيوني هو التحدي الأوحد للأمة العربية على المستوى الوجودي، والمهدد للعرب في أرضهم وانسانهم ودورهم ووحدة أوطانهم وتماسك مجتمعاتهم، وأن قضية فلسطين يجب أن تبقى القبلة السياسية للعرب والمسلمين، وعبثا استجلاب عداوات متوهمة وتناسي العدو الحقيقي اسرائيل».
وأضاف البيان «يبقى تحرير فلسطين وعودة اللاجئين الى أرضهم وازالة آثار العدوان الصهيوني هو الحافز الاساسي لقيامة الأمة».
وأقامت حركة فتح في منطقة الشمال، بدورها، معرضاً تراثياً إحياء لذكرى النكبة في قاعة مجمّع الرئيس ياسر عرفات في مخيم البداوي، في حضور ممثلي الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية وقوى وأحزاب وطنية وإسلامية لبنانية وشخصيات وفعاليات وجماهير من مخيمات الشمال ومدينة طرابلس، إضافة إلى طلاب المدارس ورياض الأطفال.
وألقى أمين سرّ حركة فتح في الشمال ابو جهاد فياض كلمة الافتتاح والتي أكد فيها «أنّ للنكبة الفلسطينية تداعيات جسيمة ألقت بثقلها على الشعب الفلسطيني، إلا أنها قوت عزيمته وصلبت عوده فاعتمد على سواعد أبنائه وعقولهم، مطلقاً ثورة علمت البشرية معنى الوقوف في وجه العدو المغتصب للأرض وعدم الرضوخ للإرهاب والمجازر».
وتطرق فياض إلى «نكبة مخيم نهر البارد التي تدخل عامها الثامن والمأساة التي ما زال يعاني منها أهالي المخيم، لأنّ الإعمار لم يتم بعد، لأسباب تجاهل أونروا لمطالبهم في الطبابة والإغاثة وبدلات الإيجار».