القمة الأميركية ـ الخليجية… بين ما فوق الطاولة وما تحتها!

فاديا مطر

بعد إنعقاد لقاء «كامب ديفيد» بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وقادة دول مجلس التعاون الخليجي في 13و 14 من الشهر الجاري، وعلى ضوء ارتدادات وانعكاسات وتداعيات ما سمي بـ«الربيع العربي» الذي أحدث فرزاً طولياً وعرضياً كشف في تقاطعاته عن محورين عربيين يتصلان بقطبين عالميين سيحكمان العالم بتراتبية دولية، فقد جاء البيان الختامي بعد يوم من المحادثات مع زعماء دول الخليج العربي في منتجع «كامب ديفيد» ليخرج مستشار الامن القومي بن رودز بعد كامب ديفيد في مقابلة خاصة مع قناة «العربية ـ الحدث»، ويقول فيها: «إن قرار أوباما استضافة القادة الخليجين في منتجع «كامب ديفيد» يعكس مدى أهمية هذه العلاقة»، واصفاً إياها «بقمة غير مسبوقة»، فقد أوضح رودز أنّ أوباما وزعماء دول الخليج العربي بحثوا الاستراتيجيات الخاصة بسورية أول من أمس الخميس.

وأشار إلى أنّ «البيت الأبيض لا يمانع من تقييم خيار فرض منطقة حظر طيران للمساعدة في إنهاء الصراع السوري»، إلا أنّه لفت مستدركاً إلى أنّ «الإجراء لا ينظر إليه باعتباره وسيلة ناجحة للتعامل مع القتال في المناطق الحضرية» وأعلن رودز أنّ البيت الأبيض لم يتحقق في شكل مستقل من تقارير جديدة عن استخدام أسلحة كيماوية في سورية.

وأكّد رودز أنّ البيت الأبيض منفتح على فكرة منح الشركاء من دول مجلس التعاون الخليجي وضع حليف رئيسي من خارج حلف شمال الأطلسي. فبعد زوال رائحة الذريعة الكيماوية فاحت اليوم روائح أشد فتكاً مما نراه اليوم من رايات الإرهاب الأسود الداعشي، فالذريعة القديمة الجديدة مرئية بالعين المجردة وحجة الكيماوي تعود مجدداً الى الواجهة السياسية لطرح الموضوع امام احتمالات عملية عسكرية تقوم عبرها واشنطن وحلفاؤها في المنطقة بتعويم ومحاولة إعادة التوازن العسكري لما تسميه واشنطن «معارضة معتدلة» أبرمت الاتفاقات الإقليمية من أجل تدريبها في معسكرات حدودية على الحدود السورية تحت ذريعة محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، بعد الحشد العسكري الذي أقدمت عليه أميركا في شهر آب من عام 2013 بحجة نزع سلاح سورية الكيماوي والتي قامت سورية بتسليمه والإنتهاء من عملية تسليمه وفق تقارير أممية أعلنت فيها منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، في 27 تشرين الأول 2013 أن سورية سلمت برنامجها لتدمير الترسانة الكيماوية في المهل المحددة، ولذلك عودة الملف الكيماوي السوري إلى طاولة قمة «كامب ديفيد» يدل على أن ما هو فوق الطاولة يختلف عما هو تحتها بعد فشل حلفاء أميركا و«إسرائيل» على المستوى السياسي والعسكري ليكون هذا المقال الجديد هو رد اعتبار واستعادة لبعض ماء الوجه الإقليمي التي أهدرته أنتصارات الجيش العربي السوري في شكل متتابع ويتقدم بخطى واثقة على ضوء سطوع الحل السياسي في 30 حزيران المقبل وبدء إنشاء تربة صالحة لمؤتمر سوري ـ سوري أخذت أيادي «دي مستورا» تنسج بداياتها، فهل ما هو مطروح فوق طاولة «كامب ديفيد» نفسه ما يُتلى تحتها من كلام مؤشراته تؤشر إلى نشوء حلف «ناتو ـ عربي» جديد يشبه في شكله حلف الأطلسي الأميركي…؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى