الأميركان والعربان… بين أكل العنب وقتل الناطور!

إذا كانت شهية عربان الخليج ـ لا سيما المملكة العربية الوهابية السعودية ـ مفتوحة على امتلاك النووي غيرةً من إيران، فإنّ ما انبثق عن لقاءات «كامب ديفيد» الأخيرة، يدعو إلى الحيرة في أمر هؤلاء العربان. هم يريدون النووي، وواشنطن ترفض. يريدون ضمانات إزاء «عدوان إيرانيّ» مزعوم. واشنطن تؤكّد التزامها ردع أيّ عدوان مستقبليّ من إيران ومواجهته. العربان يطالبون بتسريع التخلّص من الرئيس السوري بشار الأسد. واشنطن تطالبهم بالتروّي، كأني بها تقول لهم: «بدنا ناكل عنب وما بدنا نقتل الناطور». نتائج لقاءات «كامب ديفيد» كانت مادة دسمة للصحف الأميركية، التي سلّطت الأضواء بكثافة على ما اتفق عليه العربان وواشنطن. إذ علّق الكاتب ديفيد أغناتيوس على القمة قائلاً في صحيفة «واشنطن بوست»، إن اجتماع باراك أوباما مع قادة الخليج في «كامب ديفيد»، انتهى بتصريحات متفائلة مفاجئة، والتزام لا بأس به من الولايات المتحدة لردع أيّ عدوان مستقبلي من إيران ومواجهته.

وأشار الكاتب إلى أن البيان المشترك الذي أصدرته المجموعة اتخذ نهجاً معادياً للرئيس السوري بشار الأسد، لكن من دون تأكيد على ضرورة رحيل الأسد، في لهجة اعتاد أوباما استخدامها في السنوات الثلاث الماضية.

وهذه المرة أكد البيان أن الأسد لا شرعية له ولا دور في مستقبل سورية. ولم يتضح كيف ستحقق هذا التغيير، وربما لم يتم الاتفاق في شأنه بعد.

أما مجلة «بوليتيكو» فقالت إن الرئيس الأميركي باراك أوباما وحلفاءه في دول الخليج الستّ نجحوا على الأقل في عدم السماح بتدهور العلاقة بينهما. فيما اعتبرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أنّ القمة قُوّضت بدرجة ما لغياب عدد من قادة الدول الخليجية، ومن بينهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي انسحب قبل ساعات من سفره المتوقع إلى واشنطن. أما صحيفة «تلغراف» البريطانية فتساءلت عن ماهية الدور الذي تمارسه أميركا حالياً في الشرق الأوسط، وعن استمرار نفوذها في المنطقة.

«واشنطن بوست»: قمة «كامب ديفيد» انتهت بتصريحات متفائلة بشكل مفاجئ

علق الكاتب ديفيد أغناتيوس على قمة «كامب ديفيد»، وقال في صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إن اجتماع الرئيس باراك أوباما مع قادة الخليج في «كامب ديفيد» انتهى بتصريحات متفائلة مفاجئة، والتزام لا بأس به من الولايات المتحدة لردع أي عدوان مستقبلي من إيران ومواجهته.

ونقل أغناتيوس عن يوسف العتيبة، سفير الإمارات لدى واشنطن قوله إن العلاقات الأميركية ـ الخليجية تطوّرت لتوها إلى مستوى جديد. مضيفاً أن احتمالات التعاون قد اتخذت لتوها خطوة جديدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن القمة تأتي بعد أشهر من تدهور العلاقة مع السعودية والإمارات ودول الخليج الأخرى. وكان البعض قد اعتبر قمة «كامب ديفيد» ساحة محتملة للمواجهة، إلا أنه تبيّن العكس. فحصل العرب على ما يريدون من ضمانات باستعداد أميركا لتحدي التدخل الإيراني في المنطقة، وحصل أوباما على تأييد جهوده للتفاوض على اتفاق نووي مع طهران.

وتوقع أغناتيوس أن تظل الشكوك المتبادلة قائمة، إلا أن القمة تمثل تعزيزاً مهماً للعلاقات مع القوى العربية السنّية مع اتجاه الولايات المتحدة نحو إنجاز محتمل مع إيران الشيعية. ويتبنى أوباما استراتيجية قيادة حصانين مرة واحدة، وهو النهج الذي اعتادت إيران والسعودية والقوى الإقليمية الأخرى تبنّيه.

ويمضي أغناتيوس في القول إن الإعداد لـ«كامب ديفيد» ساعد في تخفيف الأجواء، فكانت البداية بجلسة صباحية قاسية إلى حد ما، كانت مخصصة لإطلاع القادة على التقدم في محادثات إيران، وتناول القادة الغداء، ثمّ تغير المزاج. وخلال فترة ما بعد الظهيرة، تحدث القادة بشكل غير رسمي على التحديات الإقليمية في سورية وإيران وليبيا، مع رفع قادة السعودية والإمارات وقطر أيديهم لتقديم الملاحظات والاقتراحات.

وقال أحد الحضور إن جلسة ما بعد الظهيرة كان إيجابية للغاية، ووصلوا إلى روح تعاونية لم تكن موجودة قبل الاجتماع. وأشار الكاتب إلى أن البيان المشترك الذي أصدرته المجموعة اتخذ نهجاً معادياً للرئيس السوري بشار الأسد، لكن من دون تأكيد على ضرورة رحيل الأسد، في لهجة اعتاد أوباما استخدامها في السنوات الثلاث الماضية. وهذه المرة أكد البيان أن الأسد لا شرعية له ولا دور في مستقبل سورية. ولم يتضح كيف ستحقق هذا التغيير، وربما لم يتم الاتفاق في شأنه بعد.

ورأى أغناتيوس أن أهمية القمة كانت رمزية، لكن هذا ليس بالأمر التافه، فعلى العكس من رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو الذي هاجم أوباما وحشد ضد الاتفاق النووي الإيراني من داخل الكونغرس، فإن قادة الخليج قالوا إنهم سيدعمون الاتفاق طالما أن أوباما يبقي وكلاء إيران بعيدين عن تحقيق مزيد من التقدم في العالم السنّي. واختار العرب أن يكونوا هم الأخيار مقارنة بـ«الإسرائيليين»، وردّ أوباما بمشاعر نقلها التعبير العربي: «أهلاً وسهلاً».

«وول ستريت جورنال»: غياب الملك سلمان قوّض اجتماعات «كامب ديفيد» بدرجة ما

قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية إن الرئيس الأميركي باراك أوباما عزّز الدعم العسكري للحلفاء العرب، الذين عرضوا في المقابل دعمه لمواصلة اتفاق نووي يمكن التحقق منه مع إيران على رغم شكوكهم في شأن العواقب الأمنية المحتملة.

ورأت الصحيفة أن بيان الدعم من دول الخليج الستّ يمكن أن يقدم دعماً لجهود أوباما لتأمين اتفاق نووي مع طهران، والتي تمثل مبادرة السياسة الخارجية الأساسية لرئاسته. إلا أن الصحيفة استدركت قائلة إن القمة قوّضت بدرجة ما لغياب عدد من قادة الدول الخليجية، ومن بينهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي انسحب قبل ساعات من سفره المتوقع إلى واشنطن.

وأشارت الصحيفة إلى أن أوباما عقد القمة في محاولة لإقناع الحلفاء العرب بأن اتفاق إيران يجب أن يجعلهم أكثر، لا أقل، ثقة إزاء استقرارهم الإقليمي. وكانت بعض دول الخليج تسعى إلى توقيع اتفاقية دفاع مشترك مع واشنطن تلزمها بالتدخل العسكري لحمايتهم من العدوان، كما سعوا أيضاً إلى الحصول على بعض أكثر الأعتدة الأميركية تقدماً مثل طائرات «أف 35» المقاتلة، إلا أن أيّاً من الموضوعين لم يُذكر في البيان الذي أصدرته الولايات المتحدة أمس، ويؤكد التزامها الدفاع عن حلفائها في الخليج.

وقال مسؤولون خليجيون وأميركيون إنهم سيشكلون مجموعات عمل لتعميق قدرتهم على مكافحة الإرهاب الدولي وتأمين خطوط الملاحة في الخليج وتعزيز الأمن الإلكتروني. إلا أن التهديد الذي تمثله إيران واحتمال تحقيق إنجاز دبلوماسي ظلا محور المحادثات في «كامب ديفيد». وقد ضغط أوباما على الحلفاء العرب للسعي إلى علاقة جديدة مع طهران لو عولجت القضية النووية.

«بوليتيكو»: أوباما وقادة الخليج نجحوا في عدم السماح بتدهور العلاقة بينهم

قالت مجلة «بوليتيكو» الأميركية إن الرئيس الأميركي باراك أوباما وحلفاءه في دول الخليج الستّ نجحوا على الأقل في عدم السماح بتدهور العلاقة بينهما. وأشارت الصحيفة إلى أن القادة العرب ذهبوا إلى «كامب ديفيد» وهم يسعون إلى اتفاق أمني مكتوب مع الولايات المتحدة، سيعودون إلى ديارهم من دونه. وأوباما الذي دعا حلفائه إلى المنتجع الرئاسي على أمل الحصول على مزيد من الدعم لانفتاحه مع إيران، لم يجن إلا تقدّماً محدوداً. وعلى رغم ذلك، يبدو أن أوباما والقادة العرب نجحوا على الأقل في عدم السماح بتدهور العلاقة بينهما.

وقالت المجلة إنه على رغم تأكيد أوباما التزام أميركا أمن شركائها في الخليج، لكن كان واضحاً أن الخلافات الأساسية لا تزال قائمة. فقد اتفق الجانبان على ضرورة متابعة اتفاق نووي شامل وقابل للتحقق مع إيران، لكن ما إذا كانوا سيحددون هذه الشروط بالطريقة نفسها يظلّ سؤالاً بلا إجابة.. وربما يتفق الجانبان على أهمية تحقيق الهدوء في سورية، إلا أن تفاصيل تحقيق هذا السلام ستظل على الأرجح مصدراً للخلاف. وحتى تأكيد أوباما الدعم الأميركي لن يثني الدول العربية عن السعي إلى شركاء عسكريين جدد أو تأكيد استقلالهم في كيفية التعامل مع المشكلات الكثيرة في المنطقة.

«تلغراف»: أميركا تفقد دورها في الشرق الأوسط

تساءلت صحيفة «تلغراف» البريطانية عبر تقرير نشرته أمس، عن ماهية الدور الذي تمارسه أميركا حالياً في منطقة الشرق الأوسط، وهل يستمر نفوذها في المنطقة على رغم الزلازل السياسية التي تحيط بها أم يبدأ في الأفول.

ويرى التقرير أن الاتفاق المبدئي بين الولايات المتحدة الأميركية وباقي مجموعة الدول الستّ وبين الجمهورية الإسلامية الإيرانية حول ملف الأخيرة النووي الشهر الماضي، سبّب اضطراباً كبيراً بين ما يسمون بحلفاء أميركا في الشرق الأوسط. ويقول التقرير إن دول الخليج التي أظهرت عدم رضاها عن التقارب الأميركي ـ الإيراني الأخير عبر مقاطعة كل من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والملك البحريني حمد قمّة «كامب ديفيد» التي أجراها الرئيس الأميركي باراك أوباما لطمئنة دول مجلس التعاون الخليجي حول الاتفاق المبدئي مع إيران. ويضيف أن هذا الاتفاق يمثل فجوة بين أميركا وحلفائها المعتادين من دول مجلس التعاون الخليجي الذين أظهروا قلقهم مما سمّوه الطموحات الفارسية لاستعادة سيطرتهم على منطقة الخليج العربي. قلق دفع المملكة السعودية إلى خوض سباق التسلّح الذي يجعلها مواجهة للجمهورية ذات القدرات النووية.

وتطرّق التقرير إلى تماثل وجهات النظر بين كل من «إسرائيل» ودول الخليج في قلقهم من إيران، على رغم ندرة هذا الاتفاق، «إسرائيل» التي واجه رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو صعوبات للاتفاق مع إدارة أوباما الرافضة سياساته اليمينية.

ويرى التقرير أن أميركا ترغب في تحويل إيران من عدو صريح إلى شريك محتمل في المنطقة المضطربة، رافضة إبرام اتفاقية دفاع مع دول الخليج ومعارضة ادّعاءات «إسرائيل» حول التهديد الذي تمثله إيران، وقد لفت التقرير إلى مقابلة المسؤولين في أميركا نظراءهم في إيران، أكثر من مقابلتهم أي مسؤول في الحكومات العربية، ما يثير التساؤل هل يتبدل النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط؟

«فايننشال تايمز»: السعودية نجحت في إزاحة منتجي النفط الصخري الأميركيين من السوق

أشارت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية إلى أن السعودية تعتقد أن الاستراتيجية النفطية التي اتبعتها لإزاحة المنافسين من منتجي النفط الصخري الأميركيين من السوق النفطية تكللت بالنجاح.

وذكرت «فايننشال تايمز» في مقال نشرته منذ يومين أن الاستراتيجية السعودية الهادفة للدفاع عن حصتها في السوق عن طريق إغراق السوق بالنفط الخام، أدت إلى إزاحة منتجي النفط الصخري الأميركيين من أسواق النفط، والذين لم يتحملوا الخسائر الناتجة عن تراجع أسعار النفط في السوق، كون تكلفة إنتاج النفط الصخري أعلى بكثير من تكلفة إنتاج النفط الخام العادي، خصوصاً في منطقة الخليج العربي، وأن المملكة تستعد لتثبيت نفسها كقوة مهيمنة في أسواق النفط العالمية.

ولفتت الصحيفة إلى أن إنتاج النفط في السعودية العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، سجل مستويات قياسية عليا الشهر الماضي، ووصل إلى مستوى 10.31 مليون برميل يومياً، في الوقت الذي تنعدم فيه بوادر خفض الإنتاج من قبل منظمة «أوبك».

ونقلت الصحيفة عن مسؤول سعودي لم تذكر اسمه: «لا شك أن الأسعار المنخفضة التي سجلتها أسعار النفط خلال الأشهر الأخيرة أدّت إلى تراجع الاستثمارات في المشاريع النفطية ذات الكلفة العالية، بما في ذلك مشاريع استخراج النفط الصخري للشركات الأميركية وإنتاج النفط الثقيل من المياه العميقة».

وأكد المسؤول السعودي أن بلاده ستواصل سياسية زيادة الإنتاج على رغم المنافسة التي تواجهها من داخل منظمة «أوبك» وخارجها، وعلى رغم تزايد شعبية مصادر الطاقة البديلة.

ونشرت وكالة الطاقة الدولية الأربعاء معلومات إحصائية تؤكد صحة بيان السعودية في شأن إزاحة المنتجين الأميركيين. ووفقاً لتقديرات الخبراء، فإن عدد منصات الحفر العاملة في الولايات المتحدة تراجع بنسبة 60 في المئة نتيجة تراجع أسعار النفط، وأن إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة قد توقف عملياً خلال الشهر الماضي.

يشار هنا إلى أن إنتاج النفط في الخليج العربي يتميز بالكلفة الدنيا إذ تتراوح كلفة البرميل الواحد ما بين 15 إلى 40 دولاراً، الأمر الذي يجعله منافساً قوياً للنفط الصخري الأميركي ذي الكلفة الباهظة، ما يجعل مشاريع استخراجه غير مجدية اقتصادياً، حال بقاء أسعار النفط الخام عند مستويات متدنية.

«ديلي ميل»: «داعش» يجبر الأطفال الأيزيديين على الانضمام إليه والقيام بعمليات انتحارية إرهابية

كشفت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن تنظيم «داعش» الإرهابي فتح مراكز خاصة لتدريب الأطفال الأيزيديين على استخدام السلاح والقيام بعمليات إرهابية انتحارية بعد إجبارهم على الانضمام إلى صفوفه.

وأوضحت الصحيفة في تقرير أعدّه جون هول أن التنظيم أقام مراكز خاصة للأطفال الأيزيديين المحتجزين لديه في مدينة الرقة شمال سورية، ويعمل على غسل أدمغتهم وتدريبهم على القتال واستخدام الاسلحة وتنفيذ الهجمات الإرهابية والعمليات الانتحارية.

ولفتت الصحيفة إلى أن أكثر من 3500 أيزيدي وأيزيدية ما زالوا محتجزين لدى التنظيم الارهابي، وذلك وفقاً لإحصاءات مكتب المخطوفين الأيزيديين في مدينة دهوك ـ العراق.

وفي سياق متصل، أوضحت الصحيفة أن «داعش» يعمل حالياً على تجنيد بعض النساء اللواتي انضممن إلى صفوفه من أجل القيام بعمليات انتحارية. لافتة إلى أن التنظيم يسمح للنسوة المتزوجات من إرهابيين تابعين له بتنفيذ مثل هذه العمليات على رغم معارضة أزواجهن.

ووفقاً لخبراء في شؤون الإرهاب، فان هذه الخطوة تعتبر محاولة يائسة من قبل التنظيم لإجبار النساء على المشاركة في القتال لتعويض الخسائر التي يمنى بها من جرّاء مقتل عدد كبير من إرهابييه الذكور.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى