«مؤتمر الرياض» ينطلق في غياب قوى يمنية أساسية
على وقع العدوان السعودي على اليمن، أنطلق في الرياض، أمس، ما يسمى «مؤتمر إنقاذ اليمن» بمشاركة الأطراف السياسية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، وفي غياب قوى سياسية يمنية أساسية في مقدمها حركة «أنصار الله».
ويشارك في المؤتمر، الذي انعقد بدعوة من الرئيس اليمني المستقيل والذي سيستمر 3 أيام، 250 شخصية، بينهم شخصيات من «مجلس التعاون الخليجي» والأمم المتحدة.
وقال رئيس الهيئة الاستشارية للمؤتمر عبدالعزيز الجباري، إن المؤتمر سيطرح دستوراً جديداً للبلاد. وأكد الجباري في مؤتمر صحافي أن المؤتمر لا يهدف الى الدخول في حوار من جديد وإنما لإعلان قرارات واتفاق ملزم لكل الأطراف الموجودة في الرياض يستند الى مرجعية المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن الدولي وبخاصة الرقم 2216.
وأوضح أن جميع القوى السياسية المشاركة في المؤتمر اتفقت على «أهمية المحافظة على الأمن والاستقرار ورفض الإعلان الدستوري الذي أعلنه الحوثيون».
وأكدت حركة «أنصار الله» وأحزاب سياسية يمنية رفضها مؤتمر الرياض الذي بدأ أعماله أمس.
وفي الأثناء، لم تتغير مواقف الأطراف السياسية اليمنية الرافضة لما تصفه بالعدوان من مؤتمر الرياض.
وقال عادل الشجاع، عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام، إن مؤتمر الرياض «ليس بمؤتمر حتى نقاطعه. المؤتمر ينظر للرياض بأنها عاصمة العدوان على اليمن».
وسيرتكز مؤتمر الرياض على معادلة مختلة باقتصاره على الموالين للرئيس هادي مع حضور نسبي لقيادات جنوبية مقيمة في الخارج.
وحذر بعض المراقبين من أن المؤتمر الذي يهدف إلى توحيد الصف الداعم لشرعية هادي المقيم في السعودية، قد يمهد ضمنياً الى عمل عسكري على الأرض. لا سيما أن مقربين من هادي أكدوا ضرورة إكمال «المقاومة الشعبية» في الجنوب والشمال مخرجات المؤتمر على حد تعبيرهم.
خرق الهدنة
ميدانياً، لا يزال العدوان السعودي – الاميركي يخرق الهدنة الانسانية على طول المناطق الحدودية الشمالية، في وقت تصل المساعدات الى مطار صنعاء بكميات لا تتناسب مع حاجة اليمنيين الفعلية.
في اليوم الأخير من الهدنة أطلق التحالف السعودي صواريخ على صعدة، هذا الخرق سبقه عدد من الغارات على مناطق مختلفة خلال الأيام الخمسة السابقة، منها أبين وشبوة ولحج، ترافقت مع مواجهات على الأرض، بحسب ما أفاد به سكان هذه المناطق.
وتعرضت المناطق اليمنية الحدودية لإطلاق نار من الجانب الآخر من مناطق مثل جبل تويلق وموقع الرديف. وفي الجنوب دارت مواجهات عنيفة، وإن متقطعة، في مناطق مثل عدن وتعز والضالع وشبوة، التي كانت مسرحاً لمواجهات بين الجيش اليمني واللجان الشعبية من جهة ومقاتلين موالين لهادي من جهة أخرى.
وفي هذا السياق، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي الايراني علاء الدين بروجردي ان الرد الايراني سيكون جاداً وحازماً على اية عراقيل تضعها الدول المعتدية امام حركة سفينة المساعدات الايرانية المتوجهة الى اليمن.
وأكد بروجردي في تصريح له أن لا جدوى من تهديدات السعودية وهي لن تستطيع اعاقة رسو سفينة المساعدات الانسانية على ساحل اليمن، وقال إن المساعدات ستصل الى يد اصحابها وان سفينة الانقاذ الايرانية سترسو على شاطئ اليمن بالتنسيق مع الامم المتحدة.
هدنة إنسانية
بعد مرور شهرين على بدء الغارات السعودية على اليمن، وعلى رغم إعلان هدنة إنسانية جرى خرقها مراراً وتكراراً، يحتاج الوضع الإنساني داخل اليمن إلى معجزة، وذلك وفقاً الى تصريحات وبيانات كافة المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان.
وعلى رغم الهدنة الإنسانية في اليمن التي كان الهدف منها إيصال المساعدات إلى الشعب اليمني التي ينتظرها على أحر من الجمر، دعت المنظمات الإنسانية إلى تجديد الهدنة لأنها في حاجة إلى وقت أكبر.
وطالبت المنظمات الدولية بتحرك عربي عاجل لتقديم الدعم ومدّ يد العون إلى اليمنيين، مشيرة إلى أن المواطن اليمني في حاجة إلى الغذاء والأدوية على نحو عاجل، لافتة إلى أن أكثر من 80 في المئة من اليمنيين يعانون انعدام الأمن الغذائي.
ورأت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن مئات الآلاف من أطفال اليمن أصبحوا معرضين لخطر الموت جوعاً، وأكد الصليب الأحمر الدولي أن الوضع الإنساني في اليمن كارثي، وأن التحدي اللوجستي يتمثل في مسألتين، قلة المساعدات، وصعوبة توزيعها.
على عكس الوضع الإنساني في اليمن، فإن مشكلة العالقين اليمنيين في الخارج بدأت بالانفراج، فقد عاد إلى أرض الوطن 150 مواطناً يمنياً من العالقين في السودان على متن الأردنية للطيران من أصل 20 ألفاً، وكان وصل خلال اليومين الماضيين 130 مواطناً كانوا عالقين في الأردن والسودان.
الوضع الإنساني في اليمن يتفاقم يوماً بعد يوم، والمشكلات والأزمات تتزايد وتتعاظم في ظل غياب شبه تام للعمليات الإغاثية والمعالجات والحلول الممكنة.
وفي السياق ذاته، أعلنت منظمة الصحة العالمية الجمعــة الماضي أن عــدد الضحايا في اليمن منذ تصاعــد النزاع في البــلاد في آذار الماضي، تجاوز 1700 قتيل و7 آلاف جريح.
وأوضحت المنظمة أن هذه الاحصاءات تشمل الفترة قبل 11 أيار الجاري، مضيفة أن أكثر من 300 ألف شخص اضطروا للنزوح منذ آذار الماضي، فيما يحتاج 8.6 مليون مواطن يمني إلى خدمات طبية عاجلة.