عبد العال لـ«الميادين»: «إسرائيل» تقف وراء الانقسام الفلسطيني
أشار عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان عبد العال إلى أن «قرار المحكمة المركزية في تل أبيب بالحكم على رئيس الوزراء «الإسرائيلي» السابق أيهود أولمرت بالسجن 6 سنوات يعتبر من الموضوعات التي تطرح في مؤسسات العدو بشكل دائم، ويجب إعارتها الكثير من الاهتمام، خصوصاً أن لها دلالات كبيرة، أولها أن شخصية بمثل هذا المستوى من الممكن أن تحاكم وأن تحاسب على تهمة الفساد، وهذا يدل إلى أن هناك آلية للمحاسبة والمراقبة وهو جزء من آلية وقوة هذا العدو».
وأضاف: «أما المسألة الثانية هي أن هناك استغلالاً منفعياً واضحاً للمناصب العليا في القيادات الصهيونية أي أن الفساد متفشٍ لدى كيان العدو ولكنه يتمتع بآلية في القدرة على المحاسبة»، مشيراً إلى أن «التأخر في إصدار الحكم يعتمد على طبيعة النظام ومن الممكن أن لا ينفذ الحكم، فقد تحدث تسويات ويتغير الوضع».
وحول تصريح نتنياهو بأن «إسرائيل» ملتزمة بدفع عملية السلام مع الفلسطينيين وأنها ستعتبر محمود عباس مسؤولاً عن أي صاروخ يطلق من غزة في حال واصل جهوده مع حركة حماس أوضح عبد العال أن «هذا التصريح يُظهر أن إسرائيل هي من تقف وراء مسألة الانقسام الفلسطيني، لأنها تراهن على انفصال كامل للواقع الفلسطيني بالداخل ولا تريد أساساً السماح بقيام دولة فلسطينية»، مشيراً إلى أن «إسرائيل» تحاول منذ بداية التسوية أن تعيق المسائل التي قد تؤدي إلى إنشاء كيان فلسطيني واحد».
وأضاف: «إن تحميل «إسرائيل» عباس مسؤولية إطلاق أي صاروخ من غزة يعني أنها تبحث عن ذرائع للتهويل على الطرف الفلسطيني»، معتبراً أن «إسرائيل» «تحاول إلصاق تهمة لعباس أمام الرأي العام».
وعن استقالة الأخضر الإبراهيمي، قال: «ثمة فرق كبير بين التوقيت الذي بدأ فيه الإبراهيمي والتوقيت الذي انتهى فيه، فعادةً في السياسة لا يوجد هناك ثبات لكن بقاء موقف الإبراهيمي ثابت في ظل واقع متغير ومتحرك أدى إلى التصادم الرئيسي الذي حصل بين ما يطرحه بشكل عام وبين الوقائع التي حصلت على الأرض».
أما في ما يتعلّق بما جرى في عين الحلوة أكد عبد العال أنه «أمر مهين لكل فلسطيني ولكل إنسان وطني حريص على مكانة وسمعة المخيم وسمعة المعاناة الفلسطينية، وبخاصة في ذكرى النكبة، وما حدث يدل على أننا ما زلنا في النكبة ولم نخرج منها»، معتبراً أن ما حدث «هو إساءة بغض النظر عن القوى التي تقوم بذلك فإنها تعمل وفق إرادات غير فلسطينية، ويمكن القول بأن تجدد هذه الاشتباكات هو أمر سياسي يهدف إلى تجويف مسألة اللاجئين وبالتالي إجهاضها، لأن ما يحدث يدفع عناصر كثيرة للهجرة من المخيمات».
واعتبر عبد العال أن السبب الأساسي الذي سرّع في حصول الاتفاق بين فتح وحماس هو الواقع الفلسطيني المرير الذي يعاني منه الطرفان الفلسطينيان، سواء السلطة الفلسطينية في رام الله والضغوط المفروضة عليها من خلال المفاوضات والتي أوصلتها لدرجة إلغاء نفسها وبالنسبة لحركة حماس التي بدأت تحصد نتائج سياستها الماضية التي أوقعت أضراراً كبيرة على قطاع غزة».
وختم قائلاً: «إن محمود عباس قد يكون على رأس الحكومة التوافقية الجديدة، التي ستكون مهامها مركّزة على الإعمار والانتخابات وفكّ الحصار».