الفارس الذي ترجّل باكراً

هشام طبارة

إرادة الله لا مردّ لها ولكننا نفتقد هامات كبيرة أمثال فقيدنا الغالي صبحي ياغي الذي ترك بصمات في حياتنا الوطنية، فالحسرة على من غيّبهم الموت في لحظات نحن في أشدّ الحاجة إليهم، الأمين صبحي ياغي فارس مؤمن بقضايا الأمة ترجل باكراً وهو في ذروة العطاء مقداماً شجاعاً، وإنما الموت حق .

سنبقى على ذكراك لأنك حملت مواصفات قلما تجتمع في شخص واحد، فكنت المناضل في ساحات النضال، وكنت مقاوماً في ساحات الوغى، وكنت خطيباً على المنابر الوطنية وشاباً مندفعاً في الحركة الطلابية، وحزبياً مؤمناً بعقيدة لم تغب عن وجدانك، تحيا سورية.

قد يكون رحيلك غضباً من الواقع الراهن التي تعيشه الأمة، فالانقسامات تعصف بنا من كلّ جانب، حتى أصبحت كلمة الحق تلتبس على البعض في زمن الفتن، ونحن نعلم أنك كنت من القابضين على جمر مبادئك، وعلى الأفكار الاجتماعية التي أرساها المؤسّس أنطون سعاده، فمن كان ابن هذه المدرسة أصبح عنواناً لعزة الأمة وإيماناً بأنّ الحياة وقفة عز.

كنا أيها الرفيق في الحملة الشبابية لمناهضة للتدخل الأميركي جنباً إلى جنب نشدّ أزر بعضنا البعض، فمثلت الصخرة التي نرتكز إليها أحياناً لكسر جبروت الأميركي وتوحّشه على بلادنا.

رحمك الله أيها الصديق الصدوق، وإننا على يقين أنّ رب العالمين سيخصّص لك موقعاً في جناته لأنك لم تستسلم لإرادة الخارج وللحركة الصهيونية وعدوانها على وطنك وأمتك، بل كنت مقاوماً صلباً عنيداً تنهل من فكر سعاده لنهضة اجتماعية لا تعرف الخنوع والاستسلام.

عضو المكتب السياسي في حزب الاتحاد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى