الأسد يستقبل الوفد الاقتصادي الإيراني ومشاورات أميركية ـ روسية حول سورية

شهدت موسكو أمس، مشاورات حول الأزمة السورية بين خبراء روس وأميركيين على رأسهم مبعوث الولايات المتحدة الخاص للشؤون السورية دانييل روبنشتاين.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن روبنشتاين خطط، قبل الوصول إلى موسكو، لزيارة جنيف حيث تستمر المشاورات بين المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا وممثلين عن القوى السياسية والمدنية السورية المختلفة.

وسيتوجه المبعوث الأميركي بعد موسكو إلى تركيا والسعودية حيث سيستمر في المحادثات حول الأزمة السورية مع سلطات البلدين وممثلين عن المعارضة السورية.

وأكد مصدر دبلوماسي معلقاً على جدول الأعمال المرتقب لمشاورات موسكو أن «الطرفين يعولان على بحث أعمق ومفصل أكثر للمسائل المتعلقة بالتسوية السياسية للأزمة السورية».

بينما بينت الخارجية الأميركية أن روبنشتاين سيتحدث خلال جولته عن ضرورة «انتقال سياسي ثابت في سورية على أساس اتفاقات جنيف وكذلك عن استمرار التعاون مع قيادة المعارضة السورية المعتدلة».

وأفاد المستشار الصحافي للسفارة الأميركية في موسكو ويل ستيفينس بأن المشاورات في موسكو قد تستمر الى اليوم فيما تستمر جولته في الدول المذكورة أعلاه حتى تاريخ 27 من الشهر.

وكان الموضوع السوري قد طرح خلال الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى روسيا، حيث أعلن الأخير عقب لقاءاته في سوتشي مع الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الروسي سيرغي لافروف عن اتفاقه مع لافروف على «دراسة مفاهيم محددة» لتسوية الوضع في سورية وكذلك «الاستمرار في هذا الحوار خلال الأسابيع المقبلة بطريقة فعالة أكثر».

وتبقى موسكو أحد أهم المشاركين الدوليين في جهود تسوية الأزمة السورية، إذ شهدت منذ بداية العام لقاءين بين ممثلي المعارضة وآخرين عن الحكومة السورية، أعقبهما تبني وثيقة «منتدى موسكو» التي سجلت مواقف الطرفين من مسائل مبدئية عدة لتسوية الأزمة.

وصرح ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي من جهته، أن اللقاءات التشاورية التي استضافتها موسكو في كانون الثاني وفي نيسان الماضيين تأتي في سياق الجهود المشتركة الرامية إلى الإعداد لمؤتمر «جنيف-3» بتمثيل واسع.

الى ذلك، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد أمس رستم قاسمي رئيس لجنة تنمية العلاقات الاقتصادية الايرانية السورية والوفد المرافق له.

وجرى خلال اللقاء بحث ما تم إنجازه مؤخراً في مجال العلاقات الاقتصادية بين سورية وإيران والخطوات التي يجري تنفيذها لتمتين هذه العلاقات حيث تم التأكيد على أهمية البناء على ما تحقق على صعيد التعاون الاقتصادي والارتقاء به في مختلف القطاعات الحيوية والاستثمارية والتجارية.

وأكد قاسمي أن الجمهورية الإسلامية لن تدخر أي جهد في المجال الاقتصادي يمكن السوريين من تعزيز قوتهم وثباتهم وأن القيادة الإيرانية حريصة على التنسيق الدائم مع دمشق لتحقيق الرؤى الاقتصادية المشتركة التي تعزز علاقات الشعبين الأخوية.

وشدد الرئيس الأسد على أهمية دور اللجان الاختصاصية والفرق الفنية في استكمال تنفيذ الخطط الاقتصادية والمشاريع الاستثمارية التي نصت عليها الاتفاقات الموقعة بين الحكومتين السورية والإيرانية في شهر آذار الماضي، لافتاً إلى أن الظروف والمتطلبات الاقتصادية للبلدين هي المعيار الأساسي في تحديد أولويات تنفيذ هذه الخطط والمشاريع التي تحقق المصالح المشتركة للشعبين.

ميدانياً، تمكن الجيش السوري وبمساندة الطيران من تنفيذ عملية واسعة استعاد بها منطقة العامرية جنوب شرق تدمر من تنظيم «داعش» الإرهابي، وحصل على تعزيزات لاستعادة المواقع التي فقدها سابقاً.

كما عزز الجيش مواقعه في محيط تدمر بعد أن خاض معارك شرسة ضد التنظيم الإرهابي في المزارع الشمالية والشرقية.

وفي ريف اللاذقية، سيطر الجيش مدعوماً بالقوات الرديفة على قرى الريانة وبيت عيوش والمزرعة والتلال المحيطة بها في منطقة قسطل معاف بريف اللاذقية الشمالي، حيث دمر الجيش خلال العملية تجمعات التنظيمات المسلحة واستهدف عدداً من آلياتهم.

وفي سياق متصل، دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري والمسلحين في شمال تلة المسطومة وعلى مشارف قرية فيلون في ريف إدلب.

في غضون ذلك، شن الطيران السوري غارات على محيط المستشفى الوطني بجسر الشغور في ريف إدلب ما أسفر عن مقتل عشرات المسلحين بحسب مصادر الجيش.

وأعلن الجيش عن تنفيذ إعادة انتشار ناجحة بمحيط المدينة، بينما أكد قائد ميداني في الجيش أن عناصر حامية المستشفى تمكنت من توسيع محيط وجودها من داخل المبنى إلى محيط السور.

وأوضح أن العملية لم تسفر عن أي إصابات في صفوف الجيش، بينما عملية الرصد تؤكد مقتل عدد من المسلحين المتحصنين في الأبنية بمحيط المستشفى.

وتشير المعلومات إلى أن الساعات الـ 48 المقبلة ستشهد تطوراً ميدانياً على جبهة جسر الشغور مع استمرار تدفق التعزيزات العسكرية إلى المنطقة، وتوسيع الجيش سيطرته في محيط التلال الحاكمة التي سيطر عليها في وقت سابق.

وفي القلمون، سيطر الجيش السوري والمقاومة على المنطقة المشرفة على أرض الكيشك بجرود عرسال، ووصلوا إلى بركة الفختة الحدودية، وسط قصف مدفعي وصاروخي مكثف على تجمعات المسلحين في جرود فليطا تمهيداً لتقدم وحدات المشاة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى