«أنصار الله»: مؤتمر الرياض لا يمثل الشعب اليمني
تتواصل في السعودية أعمال مؤتمر الرياض لبحث الأوضاع في اليمن بمشاركة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي الذي دعا مجلس الأمن إلى تنفيذ القرار الرقم 2216، مثمناً دور التحالف في إنقاذ اليمن على حد تعبيره، ودعا نائب الامين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي من جهته إلى استئناف الحوار.
ولا تلتقي بنود وثيقة الرياض مع توجهات حركة «انصار الله» وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
وسعى مؤتمر انقاذ اليمن وبناء الدولة الإتحادية كما أطلق عليه الى ترسيخ اهداف استراتيجية مع شخصيات يمنية مؤيدة لهادي، وفشلت السعودية في تحقيقها عبر تقطيع اوصال اليمن، وعلى رأس تلك الأهداف اعتراف انصار الله بما تسميه الرياض الشرعية اليمنية وتسليم الحركة المدن التي سيطرت عليها. وحاولت السعودية من خلال وثيقة الرياض تحسين شروط التفاوض في مؤتمر جنيف المزمع عقده أواخر الشهر الجاري، ولا سيما أن سقف مطالبها ارتفع في شكل واضح من خلال التشديد على عودة الوضع في صعدة الى ما قبل عام 2004 وهو مطلب أقرب الى الخيال منه إلى الواقع بناء على المعطيات الميدانية في اليمن.
من هنا يبدو أن المملكة تسعى الى تسويق مؤتمر الرياض كركيزة أساسية في أي مؤتمرات دولية لاحقة تهدف إلى تسوية الأزمة في اليمن، وتحقيق ما لم يتحقق بالعمليات العسكرية عبر تلك المؤتمرات، لذا حسمت حركة انصار الله، خياراتها، معتبرة أن أي مؤتمرات لا تضمن حقوق الشعب وتحبط المخططات السعودية هي فاشلة.
في غضون ذلك، أكدت الأحزاب اليمنية و«أنصار الله» أن «ما يسمى بمؤتمر الرياض لا يمثل الشعب اليمني بأي شكل من الأشكال».
وكان مصدر مسؤول في حركة «أنصار الله» أكد «استمرار الحركة في التعاطي بإيجابية مع أي دعوات إيجابية وجادة من شأنها تمكين اليمنيين من توفير متطلبات الشعب من غذاء ودواء».
وقال المصدر نفسه إن «انصار الله» مع أي خطوات تعمل على توفير كل المستلزمات والإحتياجات وتمكّن من إدخال السفن والإمدادات والإغاثات الإنسانية من دون إعاقة الى اليمن. وشدد على «ضرورة الوقف الفوري للعدوان على اليمن وعلى رفع الحصار عن اليمنيين».
تواصل العدوان
مع انتهاء الهدنة التي أعلنها التحالف السعودي شنّت طائراته سلسلة غارات على محافظة عدن طاولت مناطق حي التواهي وصلاح الدين، والعريش وتل رأس مربط وخور مكسر ومطار عدن الدوْلي. وطاولت الغارات أيضاً منطقة غور بمديرية غمر في محافظة صعدة في ظل تحليق مكثّف لطائرات الاستطلاع.
كما أطلقت القوات السعودية عشرات الصواريخ وقذائف الهاون على المناطق الحدودية ولا سيما الملاحيظ في صعدة.
من جهة اخرى، فرفضُ مسلحي «القاعدة «الموافقة على توحيد القيادة العسكرية مع مقاتلي «الحراك الجنوبي» والعمل تحت إمرتها في جبهة البريقة، أشعل الخلاف بينهما.
وأعلنت «القاعدة « تلقيها الأوامر من الأمير مشددة على رفضها تلقي أي أمر من غير أميرها.
ويقاتل عناصر «القاعدة» إلى جانب الموالين لهادي أو من يطلقون على أنفسهم اسم المقاومة الجنوبية ويعانون من مشكلة تعدد الأجنحة المتقاتلة، وبالتالي تعدد القيادات.
ويذكر أن مسلحي «القاعدة» يتمركزون في بعض أحياء عدن، حيث ساعدت المعارك الدائرة هناك على توفير بيئة خصبة لعناصرها، وللحراك الجنوبي الذي ينقسم الى فصائل عدة، ولكن وجود «القاعدة» و«الحراك» انحسر حالياً بعد سيطرة الجيش اليمني على معظم المحافظة.
مساعدات إنسانية
وصلت إلى مطار صنعاء الدولي أول من أمس طائرتان من المفوضية السامية للاجئين تحملان بعض المواد الإغاثية الإنسانية.
وأفاد موقع «المؤتمر نت» ان مصدراً مسؤولاً بمطار صنعاء الدولي أوضح أن هاتين الطائرتين تحملان على متنهما 48 طناً من المواد الإغاثية والمساعدات الإنسانية للمتضررين جراء العدوان السعودي على اليمن.
كما وصلت الى مطار صنعاء الدولي امس، طائرة من منظمة اطباء بلا حدود. وقال المصدر المسؤول أن الطائرة تحمل على متنها أطباء وبعض المساعدات الطبية البسيطة.
صنعاء تتظاهر
إلى ذلك، شهدت العاصمة اليمنية صنعاء أمس تظاهرات حاشدة هي الأكبر منذ بدء العدوان السعودي على اليمن تحت شعار «فك الحصار وإعادة العالقين مسؤولية أممية».
ورفع المشاركون لافتات تندد بالعدوان والحصار ومنع وصول المساعدات الإنسانية وانتهاك النظامِ السعودي لحقوق الإنسان وقتله الأبرياء وقصفه المناطق السكنية والأسواق.
كما أكد المشاركون أن من يتحاورون في الرياض يتحاورون على حساب الأطفال والنساء وهم لا يمثلون أبناء الشعب اليمني، كما أشاروا أن من يراهن على إذلال الشعب اليمني هو خاسر، وأنهم على أهبة الاستعداد لملاحقة فلول الرئيسِ المستقيل عبد ربه منصور هادي والارهابيين في أي مكان.