ولايتي: الاستحقاق الرئاسي يخصّ اللبنانيين أنفسهم و الإنجازات الكبرى في القلمون تقوّي محور المقاومة

اعتبر مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي وزير الخارجية الإيراني السابق علي أكبر ولايتي أنّ الإنجازات والانتصارات التي استطاعت المقاومة أن تحققها إلى جانب الجيش السوري تؤدي «إلى تقوية محور المقاومة والممانعة ليس فقط في سورية ولبنان، وإنما في المنطقة برمتها».

وإذ نفى أن يكون قد حمل مبادرة ما على صعيد حلحلة الاستحقاق الرئاسي، مشدّداً على أنّ الموضوع «يخصّ اللبنانيين أنفسهم»، أكد أنّ بلاده تأمل «أن نشهد في المستقبل القريب مخرجاً لأزمة الفراع الرئاسي».

وقد جال ولايتي أمس على المسؤولين السياسيين وعرض معهم الوضع في المنطقة وسبل مكافحة الإرهاب، وبدأ جولته من عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري. وأشار بعد اللقاء إلى أنّ الدور الذي يقوم به الرئيس نبيه بري «هو دور حيوي وفعّال وبناء».

وقال: «إننا نشعر بفخر وتقدير بالغين عندما نرى أنه طوال الأيام الماضية شهدنا المزيد من الإنجازات الكبرى والانتصارات المؤزرة التي استطاعت المقاومة اللبنانية الباسلة أن تحققها جنباً إلى جنب مع الجيش السوري الباسل في مجال التصدي للمجموعات المسلحة التكفيرية ودحرها في منطقة القلمون. ونحن نعتبر أنّ هذا الأمر يؤدي إلى تقوية محور المقاومة والممانعة ليس فقط في سورية ولبنان، وإنما في المنطقة برمتها. ونعتقد ويحدونا الأمل أنّ هذا التماهي بين كلّ القوى التي تنتمي إلى محور المقاومة، كما حققت هذه الانتصارات في سورية ولبنان أن تتمكن جنباً إلى جنب وأن تعمل على مستوى كلّ الدول التي يستهدفها التطرف والإرهاب، وأن تتمكن من دحر هذه القوى الظلامية في كلّ ساحات هذه المنطقة. ونأمل، بإذن الله تعالى، أن نرى اللحظة التي تتخلى بعض الدول الإقليمية عن دعمها واحتضانها للقوى الشريرة الظلامية سواء في سورية أو في لبنان، وأن تكفّ عن هذا الاحتضان وهذه الرعاية بالشكل الذي يؤدي إلى عودة الوئام والأمن والاستقرار إلى الربوع السورية واللبنانية».

لحلّ أزمة اليمن بالحوار

وردّاً على سؤال حول اجتماع الرياض الذي خصّص لليمن، أجاب ولايتي: «بما أنّ المملكة العربية السعودية هي في حقيقة الأمر أحد طرفي النزاع فإنها لا تستطيع أن تستضيف مؤتمراً لحلّ الأزمة اليمينة. ونعتقد أنه، في المقابل، ينبغي أن تنعقد جلسة وطاولة للحوار الوطني بين كلّ مكونات المجتمع اليمني فقط بين بعضهم البعض في بلد آخر محايد لا يرتبط لا بالرياض ولا بسواها من الأطراف المشاركين في هذه الأزمة … وبطبيعة الحال شرط أن تتوقف الغارات العسكرية السعودية الوحشية التي تستهدف أبناء الشعب اليمني الأبرياء والآمنين والعزل».

وبعد لقائه رئيس الحكومة تمام سلام في السراي الحكومية، قال ولايتي: «نأمل، بإذن الله تعالى، أولاً من خلال الوحدة والتلاقي والوعي الموجود بين مختلف أبناء الشعب اللبناني العزيز وثانياً من خلال الوعي والكفاءة الموجودة بين النخب السياسية والتيارات السياسية الفاعلة والموثرة على الساحة اللبنانية، أن نشهد في المستقبل القريب مخرجاً لأزمة الفراع الرئاسي في لبنان وأن نشهد انتخاباً لرئيس الجمهورية اللبنانية لأننا نعتبر أنّ هذا الأمر من شأنه أن يؤدي إلى تحقيق مزيد من الإنجازات والتقدم والازدهار لهذا البلد الشقيق».

مواجهة القوى الظلامية

وأكد «أنّ ايران تعول أهمية كبيرة على هذا التلاقي ما بين لبنان حكومة وشعباً من خلال أولاً مواجهة القوى التكفيرية الإرهابية المتطرفة التي تشكل خطراً داهماً ليس فقط على لبنان فحسب، وإنما على كلّ دول وشعوب هذه المنطقة. وثانياً في الاتجاه الذي يؤدي إلى التفكير الإيجابي على مختلف التطورات السياسية الجارية من حولنا في هذه المنطقة».

وتابع ولايتي: «أكدنا للرئيس سلام خلال لقائنا معه وكذلك خلال اللقاء الذي جمعنا برئيس مجلس النواب نبيه بري، إنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم كلّ المساعي التي يقوم بها الشعب اللبناني العزيز والنخب السياسية اللبنانية والحكومة اللبنانية وكافة القوى السياسية الفاعلة على الساحة اللبنانية من أجل ملء الفراغ الرئاسي. وإيران بطبيعة الحال تأمل وتدعم أي ملء لهذا الفراغ في أسرع وقت ممكن».

كما زار ولايتي رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، في دارته في الرابية، وعرض معه التطورات، وغادر من دون الإدلاء بأي تصريح.

وكان المسؤول الإيراني وصل إلى بيروت صباح أمس، وكان في استقباله في المطار عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل خليل حمدان ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب على المقداد ممثلاً الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، السفير الإيراني محمد فتحعلي وعدد من المشايخ ورجال الدين والشخصيات.

وأشار ولايتي من المطار إلى أنه يزور لبنان تلبية لدعوة للمشاركة في اختتام أعمال المؤتمر العلمائي الدولي من أجل فلسطين الذي ينعقد في بيروت حالياً، وعقد لقاءات رسمية مع المرجعيات السياسية.

وأكد أنّ بلاده «ما زالت تعتقد في شكل راسخ أنّ القضية الفلسطينية يجب أن تبقى القضية المركزية الأولى لدى العالم الإسلامي».

وسُئل ولايتي عمّا إذا كان يحمل معه أي مبادرة إيرانية لحلحلة ما على صعيد ملء الشغور الرئاسي، فأجاب: «نعتقد أن حلّ المشاكل السياسية العالقة في لبنان تخصّ اللبنانيين أنفسهم، ونحن على ثقة تامة أنه بفضل الديمقراطية العريقة التي يتمتع بها لبنان الشقيق بإمكانه في نهاية المطاف أن يجد المخرج الملائم والحلّ المناسب لملء الفراغ الرئاسي الذي يعاني منه حالياً».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى