خسرنا برحيلك مسؤولاً حزبياً مناقبياً
طارق سامي خوري
فاجأنا رحيلك المبكر حضرة العميد الأمين صبحي ياغي.
رحلت وأنت في أوج العطاء والشباب، وخسرنا برحيلك مسؤولاً حزبياً مناقبياً، ومناضلاً قومياً، لم يغب عن ساحات النضال ومنابر الكلمة، ولعقد ونصف العقد من السنين، كانت مخيمات الأشبال والطلبة ساحات عطائه ومنابره.
خسرنا برحيلك رفيقاً، أميناً، عميداً، معدنه، معدن صدق وإخلاص وإقدام وتفانٍ، هو معدن النهضة القومية، مدرسة الحق والخير والجمال.
عرفناك نحن أيها العميد مقداماً شجاعاً مدافعاً عن الحزب ومناضلاً في سبيل انتصار قضية الحزب، وكلّ من عرفك، عرف فيك هذه الصفات وهذه القيم.
اعتنقت مبادئ النهضة السامية المحيية، فصارت مرجعك، وبهديها سرت في دروب النهضة بخطى واثقة لبلوغ الغاية النبيلة. وكم كنت جديراً باعتناق هذه المبادئ، تترجمها على أرض الواقع في بناء الأجيال بحكم مسؤولياتك الحزبية.
وداعاً أيها العميد، الذي عشقت النضال منذ بداياتك، إلى أن صرت عميداً يصدح صوتك في مخيمات الطلبة والأشبال مردّداً قول سعاده «اني اخاطب أجيالاً لم تولد بعد» و «انّ الطلبة هم نقطة الارتكاز في العمل القومي» مستحثاً الأجيال الجديدة على الانخراط في الحزب لتحيا أمتنا حرة عزيزة.
كنت صلباً في التعبير عن فكرك وعقيدتك وانتمائك، ويشهد لك الرفقاء وغير الرفقاء، بأنك مناضل مقدام معطاء، تحمّلت أعباء النضال.
رحلت حضرة العميد في يوم ذكرى نكبة فلسطين، وكأنك بهذا الرحيل تدعونا إلى أن تظلّ فلسطين حاضرة في يومياتنا وهي التي لم تغب عنك يوماً.
البقاء للأمة التي لا تموت، فعهد القوميين مواصلة مسيرة الصراع والمقاومة.
والخلود لسعاده الذي منه تعلمنا «أنّ الدماء التي تجري في عروقنا هي عينها ليست ملكنا بل وديعة ا مة فينا متى طلبتها وجدتها»
نائب في البرلمان الأردني