المعرض الثاني لإعادة الإعمار «السوريون يبنون سورية»: فرصة لرسم استراتيجيات المرحلة المقبلة

رانيا مشوِّح

تحت شعار «السوريون يبنون سورية»، انطلقت فعاليات «المعرض الثاني لإعادة إعمار سورية» الذي تنظمه المؤسسة السورية الدولية للتسويق «سيما»، برعاية وزارة الأشغال العامة ودعم من اتحاد غرف التجارة السورية في فندق «داما روز» في دمشق، بمشاركة 42 شركة وطنية وأجنبية متخصّصة في مجال الإعمار و خدماته وعدد من السفارات المعتمدة في دمشق.

ويتضمن المعرض عرضاً لخدمات البناء والإنشاء والخدمات العقارية والهندسية والإكساء الداخلي والخارجي والطاقة والقوى المحركة والاستشارات الفنية والبنى التحتية والتعهدات الميكانيكية والبنوك وشركات التأمين.

وأكد المدير العام للمؤسسة موفق طيارة «أنّ المعرض يتيح رسم ملامح استرتيجية العمل للمرحلة القادمة من خلال التعاون والمشاركة بين الشركات الوطنية والأجنبية»، لافتاً إلى «أنّ أهمية الدورة الثانية من المعرض تنبع من إتاحة إمكانيات واسعة لتلبية متطلبات عملية إعادة الإعمار واستقطاب التقنيات الحديثة من مختلف دول العالم، بحيث تشارك في المعرض عدد من الدول مثل لبنان، النمسا، كوريا الجنوبية، والصين».

وعبر المشاركون في المعرض، بدورهم، عن أهميته وعن آلية التعاون التي تقدمها شركاتهم من خلاله، وقال مدير الأعمال التجارية في شركة LG محمد لحام: «هذه هي المشاركة الثانية لشركتنا في المعرض حيث لمسنا مشاركة عدد كبير من الشركات التي استمرت في عملها داخل سورية والتي تعمل أيضاً بخطط واستراتيجيات لما بعد الحرب، كما أننا نسعى إلى قطف ثمار الاستثمار خلال الحرب وما بعدها، كما أنّ منتجاتنا تتناسب مع إعادة الإعمار وأهمها نظام الطاقة الشمسية». وأضاف : «لدينا عدد من المشاريع الكبيرة نريد البدء بها في سورية، وخصوصاً أنّ أل جي لها قوة هنا متمثلة بمراكز صيانة وفريق عمل معتمد ذو مستوى عال، كما استطعنا الحصول على عدة مشاريع في سورية ونرغب في طرحها للعموم وهدفنا الأساسي التواجد والمساعدة في إعادة الإعمار، وخصوصاً أننا نسعى إلى استجلاب طاقة رديفة لأننا نلحظ انقطاعاً مستمراً للكهرباء في ظلّ هذه الحرب، بما يساعد في تخفيف التقنين وفي منع الاستخدام الجائر للطاقة».

كما تحدث هاني الحصري من شركة الشرق الأوسط للمقاولات لـ «البناء» عن مشاركة الشركة في المعرض وقال: «نعمل في مجال المقاولات منذ عام 1989 وشاركنا في الدورة الأولى من المعرض ولاحظنا حجم الإقبال الكبير عليه وستكون مساهمتنا في إعادة الإعمار من خلال مشاريع إعادة بناء الأبنية والمشاريع الطرقية باستخدام تقنيات حديثة بالتعاون مع الشركة الألمانية «ميفا»، ما يساهم في سرعة إنجاز العمل». وأضاف: «تأتي آلية التعاون بيننا وبين الدولة من خلال طرحها لمشاريع إعادة إعمار في منطقة سكنية مفتوحة نحن على استعداد لإنجازها من الألف إلى الياء بداية من الحفريات انتهاءً بالبناء، خصوصاً في المناطق التي تضرّرت، وعادت إلى حركتها الطبيعية حالياً مثل داريا وخلف الرازي.

وفي الإطار نفسه، حدثنا المهندس أحمد جرندوقة المدير العام لشركة الحماية محدودة المسؤولية، وقال: «يتمحور معظم عملنا مع الدولة فهي حالياً المشتري الأكبر، وخصوصاً أنّ القطاع الخاص منكفئ حالياً في ظلّ هذه الظروف التي تعاني منها البلاد ومجال مشاركتنا في المعرض عبر تقديم أنظمة حلول أمنية للمنشآت والأفراد والمناطق الصناعية وأنظمة طاقة وفلاتر وطاقة شمسية». وأضاف: «يعتقد البعض أنّ إعادة الإعمار هي مجرد بناء، لكنّ هذا غير صحيح فيجب أن يكون البناء متكاملاً مع الحماية له ولساكنيه، إضافة إلى التأمين على وجود الطاقة الصالحة للاستخدام».

وتابع جرندوقة: «بدأنا بعملنا منذ بداية الحرب في سورية وواجهتنا مشكلة التغييرات المستمرة في سعر صرف القطع الأجنبي لكن ليس لدينا أي تخوف من البدء بإعادة الإعمار حتى مع استمرار الحرب، فالمخاطرة تمنح العمل متعة أكبر، وخصوصاً إذا كانت في سبيل الوطن».

ويشمل برنامج المعرض إقامة عدد من المحاضرات العلمية والتخصصية يومي الثلاثاء والأربعاء غداً وبعد غد حول الشروط الفنية العامة لاستيعاب تقنيات عملية البناء الحديثة وتطوير أدوات الإنتاج لمرحلة إعادة الإعمار للشركة العامة للبناء وحلول الطاقة البديلة لشركة ال جي والتقنيات الحديثة في الربط الشبكي وأجهزة عدم انقطاع التيار الكهربائي وتقنيات الإنارة البديلة لشركة «ا بي تك» وعرضاً لتجربة الشركة العامة للدراسات والاستشارات الفنية في الكشف عن الأبنية المتضررة ومفاهيم ومبادئ أساسية في التصميم الزلزالي للأبنية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى