دعم إيراني مطلق لدمشق على لسان ولايتي ومشاورات موسكو مثمرة

قال الرئيس السوري بشار الأسد إن «الدعم الذي تقدّمه الجمهورية الإيرانية للشعب السوري شكّل ركناً أساسياً في المعركة ضد الإرهاب، بينما تستمر دول أخرى في المنطقة وعلى رأسها السعودية وتركيا بدعم الإرهابيين الذين يرتكبون أبشع الجرائم بحق المواطنين السوريين».

واعتبر الأسد خلال استقباله أمس مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي أكبر ولايتي أن «محور المقاومة تكرّس على الصعيد الدولي ولم يعد في إمكان أي جهة تجاهله والنقطة الأهم التي تحققت لمصلحة هذا المحور مؤخراً هي الإنجاز الإيراني في الملف النووي»، موضحاً أن «بعض الدول العميلة حاولت الرد على هذا الإنجاز من خلال تصعيد دعمها للإرهابيين إن كان في سورية أو العراق أو اليمن وهو ما يفسّر تصاعد وتيرة الأعمال الإرهابية في هذه الدول».

بدوره، أكد ولايتي «أن الحرب العالمية الصغيرة التي تشن على سورية هي بسبب دورها المفصلي في محور المقاومة، وأن من يشنون هذه الحرب كانوا يسعون إلى فرط عقد هذا المحور مضيفاً: «أن صمود الشعب والقيادة السورية أفشل هذه المساعي وساهم في جعل هذا المحور أقوى وأكثر ثباتاً والانتصار الكبير الذي تحقق مؤخراً في منطقة القلمون على الإرهابيين خير دليل على ذلك».

وشدد المسؤول الإيراني على أن إيران قيادة وشعباً عازمة على الاستمرار في الوقوف مع سورية ودعمها بكل ما يلزم لتعزيز المقاومة التي يبديها الشعب السوري في الدفاع عن بلاده وتصديه للإرهاب والدول الداعمة له.

ووصف ولايتي في تصريح صحافي لقاءه الرئيس الأسد «بالأخوي والبناء بالكامل والمهم لأن العلاقة بين الجمهورية الإسلامية الايرانية وسورية علاقة استراتيجية ومن الضروري أن يتبادل الطرفان وجهات النظر والافكار في شكل دائم». وقال: «من الواجب في شأن الانتصار الذي حققه الجيش العربي السوري ومعه قوى المقاومة في القلمون أن نبارك للرئيس الأسد وأن نطلع على آرائه في شأن المستقبل وكيفية تطوير التعاون بين إيران وسورية».

ويعتبر علي أكبر ولايتي، ثالث مسؤول إيراني يلتقيه الرئيس السوري في دمشق خلال أسبوع بعد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي ورئيس لجنة تنمية العلاقات الاقتصادية الإيرانية السورية رستم قاسمي.

وأكدت موسكو أن المشاورات الروسية – الأميركية التي جرت على أرضها الاثنين 18 أيار كانت مفصلة وصريحة، وأن الأميركيين أبدوا اهتماماً باستئناف المشاورات مع روسيا لحل الأزمة السورية.

وقال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، إن المشاورات التي شارك فيها المبعوث الأميركي للشؤون السورية دانييل روبنشتاين، استمرت ساعات عدة وجرى فيها «في شكل مفصل وصريح بحث الوضع في سورية وحولها وما يجب القيام به من أجل تطبيق بيان جنيف».

وتابع بوغدانوف أن الجانب الأميركي أبدى اهتماماً باستئناف المشاورات الروسية – الأميركية الدورية على مستوى الخبراء لتسوية الأزمة السورية. وتابع أن موسكو منفتحة على مثل هذا العمل دائماً، مشيراً إلى وجود قاعدة مبدئية مشتركة لذلك تتمثل في بيان جنيف الصادر في 30 حزيران عام 2012. وأضاف: «نحن مستعدون للعمل بصورة نشطة وبناءة اعتماداً على هذا الأساس من أجل إيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية في أقرب وقت».

وأوضح الدبلوماسي الروسي أن بلاده ترى ضرورة استئناف عملية جنيف لتسوية الأزمة السورية، علماً أن هذه العملية تتطلب إجراء مفاوضات بين الحكومة السورية وأطياف المعارضة، وذلك برعاية الأمم المتحدة ودعم المجتمع الدولي. وتابع أن روسيا والولايات المتحدة تلعبان دوراً مميزاً في ذلك، إضافة إلى عدد من الدول الإقليمية، بما فيها السعودية وإيران وتركيا وإيران، وقال: «لم نبحث بعد خلال المشاورات الروسية – الأميركية «جنيف-3»، لأنه يجب إعداد الصيغة لمثل هذا المؤتمر أولاً».

وأردف أن جولة المشاورات التي استضافتها موسكو، ركزت على سبل حمل السوريين أنفسهم على إجراء مشاورات تحضيراً لاستئناف عملية جنيف، كما أنها تناولت ضرورة العمل مع الدول الإقليمية لكي تلعب الأخيرة دوراً بناء وتستخدم تأثيرها على الأطراف السورية في هذا السياق.

ولم يستبعد بوغدانوف إجراء مشاورات إضافية بمشاركة الدول الإقليمية، لدراسة الخطوات المحتملة في سياق التسوية السورية، وذلك نظراً الى الوضع في هذا البلد، وفي العراق أيضاً، على خلفية انفلات الإرهاب في المنطقة.

وتابع أن تفشي الإرهاب يمثل خطراً شاملاً يهدد المجتمع الدولي برمته بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة. وقال: «يزداد قلقنا المشترك، وفي هذا السياق من الضروري استئناف العملية السياسية لتسوية النزاع السوري لكي تكون لنا أسس واضحة وأكثر متانة لمكافحة الإرهاب بصورة فعالة». وأضاف «كانت المشاورات بناءة، إذ تم الإقرار خلالها بوجود العزم المشترك على بناء تعاون وثيق بقدر أكبر بين روسيا والولايات المتحدة من أجل إيجاد رد مناسب على التحديات التي نواجهها في الشرق الأوسط».

ميدانياً، تمكنت المجموعات المسلحة من السيطرة على معسكر المسطومة في ريف ادلب الجنوبي بعد انسحاب وحدات الجيش السوري لتعزيز المواقع الدفاعية في محيط مدينة اريحا وجبل الأربعين.

وتأتي سيطرة المسلحين على المعسكر بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش، أسفرت عن مقتل العشرات منهم وتدمير عدد كبير من آلياتهم.

وفي السياق، سيطر الجيش السوري على السفوح الشرقية لجبل عبد العزيز ومركز معالجة النفايات الصلبة في ريف الحسكة الشمالي الغربي وعلى قرية الشولة بريف المحافظة، في حين نفذ سلاح الجو السوري غارات عدة على تجمعات تابعة لتنظيم «داعش» الارهابي في محيط حقل ارك بريف تدمر.

كما تمكن الجيش من صد مسلحي تنظيم «داعش» الذين هاجموا قرية الحقف بالريف الشمالي الشرقي لمحافظة السويداء، وقتل العشرات منهم.

وأكد مصدر عسكري سوري «بأن قوات الجيش تمكنت من قتل العديد من المسلحين في مختلف المناطق المذكورة. وكان مصدر في محافظة السويداء ذكر في وقت أن مسلحين من تنظيم «داعش» حاولوا قطع الطريق بين قريتي الحقف والبثينة وهاجموا الأهالي ما أسفر عن مقتل 6 مواطنين».

وفي ريف اللاذقية الشمالي، سيطر الجيش السوري على ثلاث قرى جديدة، هي المزرعة وبيت عيوش والريانة القريبة من ناحية ربيعة الحدودية مع تركيا هي قرى تم تثبيت النقاط فيها.

كما طاولت السيطرة عدداً من التلال المهمة والمطلة على منطقة التفاحية في ربيعة اكبر تجمعات المسلحين في ريف اللاذقية وأوسعها جغرافياً والتي تمتد لتصل الى جسر الشغور في ادلب، في خطوة مهمة اتخذتها القوات السوري في ريف اللاذقية الشمالي في سبيل تعزيز مواقع الجيش، وتمكين الجبهة التي باتت في مواجهة جديدة مع جبهة ممتدة من جسر الشغور في ريف ادلب حتى الشريط الحدودي التركي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى