كلام رياضيات

كلام رياضيات

الشوق والغضب يقعان في منطقة واحدة من الدماغ، لكن حسّاسات تلقي إشعارات الشوق تختبئ تحت حسّاسات تلقي إشارات الغضب، لذلك كثيراً ما يقع الذين يصابون بالشوق وترتفع معدلات انفعالهم به إلى التعبير الخاطئ، عندما ينتهي تعب الإنتظار ويلتقون غائبهم ومحور أشواقهم فلا يلبثون خلال ثوانٍ محدودة الدخول من دون سبب في موجة غضب، ولأسباب تافهة وأعذار سخيفة، وعندما يندمون لا يجدون تفسيراً لاشتباك ناريّ من دون مبرّر يستحق، وعندما يكون الشوق متبادلاً تكون حرارة الانفعال المتبادلة والالتباس بين الشوق والغضب متبادلاً فيقع ما هو أسوأ.

التوقع هو إكمال خطوط افتراضية للأحداث المتتالية التي ترسم جزءاً أساسياً من الخطوط نفسها، ومحاولة استكشاف نقاط تلاقيها ومنحها توقيتاً مناسباً وسياقاً تقريبياً ممّا تقوله مواصفات المسار التي تتناسب مع الراهن بقياس التغيير المرتقب. والتنبؤ هو ادّعاء فارغ بلا منطق، وغالباً ما يكون سرقة لتوقّع وإضفاء لسحر الغيب عليه وهالة العجائبية في سرّ الاكتشاف، فكذب المنجمون ولو صدقوا. وفي بعضهم قيل إنّ ألسنتهم أطول مدى في المعرفة من عقولهم، لأنهم يحفظون بألسنتهم بعض جميل التوقعات ويحوّلونه خداعاً إلى صفة التنبؤات.

إذا خُيّر المرء بين صداقة تهين كرامته أو يعرف مراميها التي تنتهك خصوصيته وإنسانيته بداعي تسهيل بلوغ هدف أو الوصول إلى منصب، مكتفياً بإقناع نفسه أنّ المهم يتمثّل في أنّه لن يحقّق لمن يصفه بالصديق مبتغاه، وسيحفظ لنفسه حقّ التلاعب بالزمان والمكان، وبين صداقة تحفظ كرامته ولا تفيده في شيء إلّا حُسن السيرة وتبادل المعارف ورفع سويّة تذوّق الجمال، في الفكر والأدب والطعام والشراب والملبس والموسيقى، واختار الأولى فهو سيكون وزيراً أو مديراً أو تاجراً. وإذا اختار الثانية فسيكون فيلسوفاً أو مجرّد اسم في عالم النسيان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى