من كامب ديفيد الى سوتشي مروراً بكييف… انفراجات نسبية

لمى خيرالله

من كامب ديفيد الى سوتشي مروراً بكييف تبدو التحركات الدبلوماسية الأميركية كخطوة مهمة لإحداث انفراجة نسبية في العلاقات الأميركية – الروسية علّها تساهم بحلحلة المواقف تجاه العديد من الأزمات، وفي مقدمها الأزمة الأوكرانية وتطورات الأوضاع في سورية…

ملفات ساخنة تزامنت مع بدء المحادثات الأميركية – الروسية حول تطورات الأزمة الأوكرانية، والتي كان على رأسها ملف الأزمة السورية في ظل سعي واشنطن الحصول على مساندة موسكو لوضع حد للوضع المتأزم في سورية توازياً مع سير المفاوضات الدولية مع إيران في مسار توقيع اطار الاتفاق النهائي في حزيران المقبل.

مشاورات جمعت بين خبراء روس وأميركيين على رأسهم مبعوث الولايات المتحدة الخاص للشؤون السورية دانييل روبنشتاين حول سبل دفع التسوية السياسية وضرورة «الاستمرار في الحوار خلال الأسابيع المقبلة بطريقة أكثر فاعلية».

وفي هذا السياق أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن روبنشتاين خطط قبل الوصول إلى موسكو، لزيارة جنيف حيث تستمر المشاورات بين المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا وممثلين عن القوى السياسية والمدنية السورية المختلفة، كما بيّنت ضرورة «انتقال سياسي ثابت في سورية على أساس اتفاقات جنيف الصادر في 30 حزيران 2012 الى جانب استمرار التعاون مع ما تسميهم بالمعارضة السورية المعتدلة، تحركات تحمل إشاراتَ ظهورِ ضغطٍ روسي لإلغاء برنامج التدريب الذي أطلقته واشنطن لمن تصفهم بـ «المسلحين المعتدلين»، في عدد من دول المنطقة.

من ناحيته، أكد ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي أنه لم تتم مناقشة محادثات «جنيف-3» المرتقبة، «لأنه من الضروري إعداد صيغة لهذا الاجتماع»، مضيفاً أن الاستعدادات لمثل هذه المحادثات يجب أن تشمل أيضاً «دول المنطقة» ووصف بوغدانوف المحادثات بأنها «مناقشات صادقة ومفصلة» في شأن تنفيذ بيان جنيف الأول لحل الأزمة السورية.

ومن المقرر أن يتوجه روبنشتاين إلى جنيف لمناقشة التحضير لـ«جنيف-3» مع ستيفان دي ميستورا الذي يرافقه إلى تركيا، حيث يعقد روبنشتاين محادثات مع المسؤولين الأتراك في إسطنبول، ثم إلى المملكة العربية السعودية، لإطلاع المسؤولين السعوديين على نتائج المحادثات والجهود التي تقودها الأمم المتحدة لتحقيق انتقال سياسي في سورية.

في غضون ذلك طلب المبعوث الأممي إلى سورية ممن يسمى بالائتلاف المعارض الاجتماع به في مدينة إسطنبول التركية، والذي تلقّى رداً إيجابياً على الطلب من قِبل الأمين العام للائتلاف «يحيى مكتبي» مؤكداً أن موعد اللقاء سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة، مصادر مطلعة أشارت إلى أن طلب ديمستورا «يعني الكثير» للمعارضة السورية، التي وضعته، في موقف محرج بعد مقاطعة القوى الفاعلة فيها لـ»مشاورات جنيف» على خلفية دعوته إيران لحضور المشاورات.

تحركات سياسية متسارعة تدفعها إيقاعات التطورات الميدانية السورية للسير قدماً صوب الحلول الدبلوماسية إثر تطورات معركة القلمون وتراجع الرهانات على قدرة «جبهة النصرة» بتغيير المعادلات في سورية، سيما في ظل إدراك تركيا أن جسر الشغور وإدلب آخر أوراقها الخارجية للجلوس الى طاولة جنيف، فالحديث عن عودة مشاورات موسكو يحسم الدور التركي من بوابة جسر الشغور ويقصي الورقة الأخيرة للحكومة التركية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى