المرصد

هنادي عيسى

لا شكّ أنّ مواقع التواصل الاجتماعي صارت تشكّل جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، فما بالك بالنجوم العرب الذين صارت نجوميتهم تقاس بنسبة المتابعين عبر صفحاتهم وحساباتهم الخاصة على الـ«سوشل ميديا»، مثل «تويتر» و«فايسبوك» و«إنستاغرام» و«سناب شات» وغير ذلك. لكن السؤال هنا، هل استعمل هولاء النجوم هذه المواقع بطريقة صحيحة أم أنّهم أساءوا لصورتهم؟

قبل انتشار موضة «تويتر»، كان نجوم الفن والاعلام في العالم العربي يوكلون مهمة نشر أخبارهم الفنية عبر صفحاتهم الخاصة على «فايسبوك» إلى أحد «المحبّين»، أو المسوؤل الإعلامي لديهم. إنما مع انتشار موقع «تويتر»، وبدء النجوم استخدامه بشكل شخصيّ، ظهرت وجوههم على حقيقتها، أو بالأحرى ثقافتهم المتدنية. إذ لا يعني إذا كان الشخص مشهوراً، المطلوب منه أن يكون حائزاً على شهادة جامعية، إنما شهرته هذه تحتم عليه تنمية ثقافته عبر القراءة وكل الوسائل المتاحة أمامه. فاتضح أن الانسان فعلاً ابن بيئته، ومهما جمع الأموال في البنوك، فإنّ سلوكياته وأدبياته ستظهر وقت الجدّ. وهنا، تمكن موقع «تويتر» من فضح معظم نجومنا. فقد قرأنا مثلاً عبر صفحة أحلام أو صفحة هيفاء وهبي، أو شمس، شتائم وكلمات نابية لا ينطق بها إلا «الرذلاء». ومن جهة أخرى، وهناك نجوم يستخدمون متتبعيهم لشنّ حملات شنيعة بحق أيّ فنان أو صحافيّ يتناولهم ناقداً، أو يقول رأياً عن أعمالهم الفنية يعتبرونه سلبياً.

أما عبر موقع «إنستاغرام» المتخصص بنشر الصور، فلا يسعنا أن نقول إلا حدّث ولا حرج. فمثلاً، لا تتوانى ميريام فارس عن نشر صور مجوهراتها وأحذيتها وملابسها لتخبر جمهورها أنها تشتري أهمّ الماركات العالمية. أما مي حريري فهي واللغة الانكليزية على عداوة تامة، إذ كلما نشرت صورة على حسابها الشخصيّ وكتبت تحتها تعليقاً بالانكليزية، أثارت موجة من الانتقادات اللاذعة. وذات يوم، نشرت صورة «سيلفي» مع أصدقائها وعلّقت عليها «hi gays»، وكانت تقصد « hi guys». أما اللواتي صوّرن «مؤخراتهن»، فلا يسعنا إلا أن نقول لهن: وأسفاه.

الظاهرة الأكثر انتشاراً، أنّ معظم النجوم العرب اعتمدوا سياسة شراء المعجبين الوهميين عبر شركات متخصّصة. وكانت الصدمة عندما قرّرت إدارتا «إنستاغرام» و«فايسبوك» إقفال كل الحسابات الوهمية. فأصيبت فمعظم صفحات النجوم من كل المجالات بنكسات حقيقية، إذ خسرت أعداداً كبيرة من متابعيها، ما يعني أنّ هؤلاء النجوم يعيشون في كذبة كبيرة، إنما في المقابل، لا يمكننا إلا أن ننوّه ببعض الفنانين الذين يغرّدون على «تويتر» بآراء إنسانية وسياسية واجتماعية تشي بوعي ثقافيّ، ومن هؤلاء عاصي الحلاني وراغب علامة. ومع ذلك، نستطيع القول إن النجوم العرب والـ«سوشل ميديا»… «دونت ميكس»، لأنهم جعلوا الناس يملّون منهم بعدما كشفوا عن أدقّ تفاصيل حياتهم اليومية، من الاستيقاظ إلى احتساء القهوة، وتناول الغداء والعشاء، و«الشوبينغ»، إلى أصغر ما يمكن أن يقوموا به. ومن هنا نقول لهم: انتبهوا، لأن هذه المواقع إذا فشلتم في إدارتها أحرقتكم إلى الأبد، وأبعدت الجمهور الحقيقي عنكم. لأن جمهور العالم الافتراضي لا ينفع على أرض الواقع.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى