بوتين: العلاقات بين روسيا والعراق تتطور رغم الصعوبات
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن العلاقات بين روسيا والعراق تتطور في شكل ناجح على رغم المشاكل الاقتصادية كافة وتطورات الأوضاع في الدول العربية.
وقال بوتين لدى استقباله رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في موسكو امس إنه «على رغم الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد العالمي وقضايا المنطقة، تتطور علاقاتنا في شكل ناجح جداً. وعلى رغم أن حجم التبادل التجاري ليس كبيراً جداً حتى الآن، إلا أنه ازداد بـ10 أضعاف خلال السنتين الماضيتين».
وتابع أن الشركات الروسية تعمل في العراق وتنفذ على أراضيه مشاريع كبيرة، ويدور الحديث عن استثمارات بقيمة مليارات الدولارات. وأردف قائلاً: «إننا نعزز العلاقات في ما يخص التعاون المدني وفي مجال التعاون العسكري التقني».
بدوره، قال العبادي إنه يأمل في أن تساهم محادثاته مع بوتين في تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب ليس في العراق فحسب، بل وفي منطقة الشرق الأوسط برمتها.
وأقر بأن تنظيم «داعش» الإرهابي الذي يهاجم بلاده، حقق خلال الفترة الماضية نجاحات عسكرية معينة، لكنه أكد على تكاتف كافة القوى السياسية ومكونات المجتمع العراقي في مواجهة التنظيم. وتابع أن الحكومة العراقية تعمل على جر العراقيين جميعهم في هذا النضال من أجل تحرير كامل أراضي البلاد بفضل الجهود المشتركة.
وأعاد إلى الأذهان ان روسيا تحيي في هذا الشهر الذكرى السبعين لانتصارها على الفاشية، وأضاف أنه يأمل في أن العراق بدوره سيحتفل قريباً بانتصاره على الإرهاب.
وكان العبادي أكد قبيل مغاردته بغداد أن الاوضاع الحالية في البلاد تفرض البحث عن مصادر متعددة للسلاح، وأشار إلى أن بلاده لديها الكثير من عقود التسلح مع روسيا وسيجري تفعيلها خلال الزيارة.
تصريح لافروف
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف صرح أن روسيا ستسعى الى تلبية كافة الطلبات من قبل العراق بأقصى قدر ممكن من أجل طرد تنظيم «داعش».
وقال الوزير الروسي للصحافيين عشية لقاء الرئيس بوتين برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي: «نحن سنسعى إلى تلبية كل الطلبات المحتملة بأقصى قدر ممكن لضمان قدراتهم على طرد «داعش» وغيره من الإرهابيين».
وأشار إلى أن التعاون العسكري التقني بين روسيا والعراق يتسم بطابع وثيق، مشدداً على أن روسيا «خلافاً لبعض الدول الأخرى» لا تطرح شروطاً إضافية لتوريد الأسلحة إلى العراق، إنطلاقاً من أن العراق وسورية ومصر «في طليعة دول الحرب على الإرهاب».
مدفيديف يستقبل العبادي
وفي وقت سابق أعلن رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف خلال لقاء مع نظيره العراقي إن العلاقات الروسية – العراقية الثنائية دخلت مرحلة انتعاش.
وقال مدفيديف للعبادي في مستهل لقائهما في موسكو: «إنها زيارتكم الأولى إلى موسكو ، وهي تؤكد عزم القيادة العراقية على تطوير التعاون المتعدد الجوانب مع بلادنا». وأردف: «إننا نقيم صداقتنا مع العراق، وتشهد علاقاتنا الثنائية حالياً مرحلة تصاعد، بغض النظر عن الأحداث الدرامية والصعوبات التي واجهها وما زال يواجهها الشعب العراقي».
وقال العبادي بدوره، إنه توجه إلى موسكو بغض النظر عن تلقي توصيات من «بعض القوى» تدعوه للتخلي عن هذه الزيارة. وتابع «أن بغداد تسعى الى تعزيز العلاقات مع موسكو في جميع المجالات، بما في ذلك التعاون العسكري التقني والتعاون الاقتصادي والعلاقات في مجال النفط والغاز.
كما هنأ رئيس الوزراء العراقي نظيره الروسي والشعب الروسي بمناسبة الذكرى السبعين للانتصار على القوات الفاشية والنازية في الحرب العالمية الثانية.
تعاون عسكري تقني
يذكر أن وفود الخبراء العسكريين العراقيين برئاسة وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي في نيسان وتموز وآب عام 2012 زاروا موسكو وتعرف الخبراء العراقيون على أنواع من الصناعات العسكرية الروسية الحديثة وناقشوا إمكانية توريدها إلى العراق مع ممثلين عن شركة «روس أوبورون إكسبورت».
ووقع البلدان عقب هذه الزيارات عقداً كبيراً بقيمة تجاوزت 4.2 مليار دولار.
وبدأت روسيا في تشرين الأول عام 2013 بتوريد أسلحة تشمل مروحيات حربية من طراز «مي-35 « و«مي-28» صائد الليل . وتدرب عدد من الخبراء العراقيين على قيادة المروحيات في مركز الطيران الحربي الروسي في مدينة تورجوك.
وفي ربيع عام 2014 وقعت موسكو وبغداد مجموعة إضافية من العقود شملت توريد طائرات هجوم من طراز «سو-25» ومنظومات دفاعية وذخائر بقيمة تقارب مليار دولار.
وبحسب معطيات الهيئة الفيديرالية الروسية للتعاون العسكري التقني، فإن العراق في عام 2014 احتل المرتبة الثانية بعد الهند من حيث حجم الصادرات من الأسلحة الروسية 11 في المئة من الصادرات العسكرية الروسية ، روسيا من جهتها أصبحت ثاني أكبر مصدر للأسلحة إلى العراق بعد الولايات المتحدة.
وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن الجانب الروسي قام في العام 2014 بتوريد 10 طائرات من طراز «سو-25» و12 منظومة قاذفة لهب ثقيلة و6 مروحيات من نوع «مي-28» و10 مروحيات من نوع «مي-35» إلى العراق، إضافة إلى ذلك بدأ تسليم بغداد منظومات دفاع جوي أرض جو من نوع «بانتسير اس1». وبلغت قيمة الواردات في عام 2014 حوالى 1.7 مليار دولار أميركي.
ويتسم توريد الأسلحة الروسية إلى العراق بأهمية خاصة على خلفية تدهور الوضع الأمني في العراق بسبب نشاط عناصر تنظيم «داعش» المتطرف، واستخدمت مروحيات «مي-35» و«مي-28» الروسية كثيراً في عمليات أمنية ضد التنظيم الإرهابي، كما استخدمت القوات المسلحة العراقية في محاربة «داعش» منظومة الصواريخ المضادة للدبابات «كورنيت».
كما أعلنت وزارة الدفاع العراقية في شباط عام 2015 أن استخدام طائرات الهجوم من نوع «سوخوي» ساعد إلى حد كبير على تحرير عدد من المدن والبلدات العراقية من سيطرة «داعش».