معركة القلمون… قتل استثمار غنائم «داعش» في الأنبار والبادية السورية
توفيق المحمود
سيطر تنظيم «داعش» الإرهابي على الأنبار غرب العراق وفرض سيطرة شبه كاملة على المدينة، فقد شن التنظيم في 14 من أيلول الجاري هجوماً واسعاً على الرمادي مركز الأنبار كبرى محافظات العراق وكان التنظيم يسيطر منذ مطلع عام 2014 على أحياء في الرمادي، قبل أشهر من هجومه الكاسح في شمال العراق وغربه في حزيران الماضي وتعتبر الرمادي ثاني مركز محافظة تحت سيطرته في العراق، بعد مدينة الموصل وهي مركز محافظة نينوى.
وتعتبر الأنبار كبرى محافظات العراق وتتمركز عاصمتها الرمادي في منطقة صحراوية مترامية الأطراف تمتد حتى حدود السعودية وسورية والأردن وهو ما ساعد في شكل كبير تنظيم «داعش» الإرهابي من السيطرة عليها وبحكم موقعها الاستراتيجي والجغرافي المتميز جعل لها أهمية خاصة لتنظيم «داعش» الإرهابي لأنها تجعله يسيطر على المنطقة الرابطة مع الأراضي السورية. هذه المؤامرة الأميركية الجديدة التي سمحت لتنظيم «داعش» بدخول الأنبار والانتشار في أرجائها رغم الوجود العسكري الأميركي الكثيف في الأنبار هذه الحيلة الجديدة لتبرير تسليح العشائر السنية بعدما قُدم طلب إلى الكونغرس الأميركي طالب بإمكانية تسليح قوات البيشمركة وقوات سنية في شكل مباشر من دون العودة إلى حكومة بغداد المركزية وهذا هو الهدف الرئيسي لها وتزامناً مع هذا توجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى روسيا في زيارة رسمية لبحث إبرام صفقات تسليح، يتوقع أن تتجاوز قيمتها 3 مليارات دولار وبخاصة بعد سقوط مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار.
من الأنبار إلى تدمر فقد شن تنظيم «داعش» الإرهابي هجوماً عنيفاً عليها، استطاع خلاله السيطرة على غالبية المدينة، ويُتخوف الكثيرون من ارتكاب التكفيريين مجزرة تاريخية جديدة بحق هوية سورية بتدمير آثار تدمر، المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو لكن الأهم بالنسبة إلى «داعش» أن سيطرته على تدمر تعني تمكنه من الربط بين مناطق يسيطر عليها في شمال سورية ووسطها وشرقها، وتهديد مدينة حمص، وقطع أحد الشرايين الرئيسية لتنقل الجيش السوري بين المحافظات ويمكن ربط المعارك في تدمر بالمعارك في جبال القلمون الشرقي التي تعتبر بوابة ريف دمشق باتجاه البادية، والتي طالما كانت محطة التحرك الأولى بالنسبة إلى كثير من المجموعات المسلحة كما أن البادية السورية، التي تتوسطها تدمر، تملك حدوداً طويلة مع محافظة الأنبار العراقية، التي كان قد سيطر عليها التنظيم قبل أيام.
اذاً هل هناك مخطط أميركي للسماح لتنظيم «داعش» بالسيطرة على المناطق التي تملك مخزوناً هائلاً من النفط والغاز فقد سيطر التنظيم على حقلَي الهيل والأرك الغنيين بالنفط في تدمر وهل هذا الهجوم والسيطرة على الأنبار وتدمر بمثابة الإشارة لوصل وادي الفرات السوري والأنبار العراقية ومنها نحو القلمون التي تعتبر معركتها لكسر شوكة الارهابيين والتطهير الكامل للبؤر الارهابية وعزلها في جرود عرسال بعد تقطيعها وشرذمتها وتشتيت قدراتها والامساك بالعقد الجغرافية والتلال المسيطرة على مجمل الممرات في القلمون الشرقية والبقاع اللبناني في محاولة لكسر التمدد الداعشي من العراق إلى سورية وبذلك يكون الجيش السوري بعملياته العسكرية يذهب نحو مواجهة كبرى مع «داعش» في معركة الصحراء.
فهل تغير معركة القلمون والتوجه العراقي للتسلح من روسيا مسار الحرب على هذا التنظيم الإرهابي تبقى الأجوبة مرهونة في الأيام المقبلة؟؟