قالت له

قالت له : تتأخر مساءً. سنملأ الليل رقصاً وغناءً. ولك سألبس أجمل الفساتين وعلى خصري أعقد شالاً من الحرير. فرحاً ستجلجل أساوري حتى الصباح. أترقب بلهفة خطوات تحملني إليك، ولحظةً أمسك فيها يديك. حينئذٍ فقط سيعلمون أنك لست عنّي بعيد المنال، أو حبّاً يطال. فارسي المغوار أنت ولك أنا أجمل شهرزاد. متى يأتي المساء؟ أطيق الانتظار.

قال لها: اليوم أنا لن آتي. شرحت لك مراراً يبقى المرء طويلاً على حاله. تطحنك الأيام في رحى دوارة. فينعقد قلبك بماهية الكون وأسراره. نهرم ليس بعدد السنين، و يعود يحرّكنا طوق الياسمين. في داخلي حبّ، شوقٌ، وانفجار، لكنني أبداً لم أعد شهريار. أريد ندّاً يسندني، يشدّ أزري ويفهمني. بينما تنهلين الوقت كشربة ماء مهووسة بقصص الخيال، أنتِ كبرتِ و نحن بقينا صغاراً.

قالت له: أفهم ما تقول! هل سنفترق؟ أحتاج إلى شيء سواك. وقلبي ا ن يحترق. أجبني… أنا أنتظر… تقول سطحية، مجنونة، غبية؟ وما عدتُ كافية؟ لِم تنظر إليّ بغرور؟ أضع جبهتي على عتبة فؤادك فلا تذبحني كعصفور. أنا لك فلا تردّني إليّ أرجوك.

قال لها: حسناً لنتفق أن ما بيننا يحتضر، ومع الوقت سنفترق. قاتل بيننا أو مقتول. حب كأحلام العذارى لا يدوم. وعندما يمرض جسد يحتمل حتى ثقل الورود. قد يراودنا شوق وحنين، فأفتح قلبي وإليه تسرعين. لكن ما ألفته لن يكون موجوداً فلا تهرعي لتدخلي، وعلى الأكاذيب تعوّلي. أنا لن آتي هذا المساء أو أيّ مساء.

رانيا الصوص

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى