لبنان يحتاج إلى نظام يحمي الفقراء… و«القوات» ليست طيّعة بيد الحريري
تبرز في هذه الفترة على شاشات التلفاز موضوعات عدة ترتبط ببعضها البعض من جهة أو بأخرى، فدعوة السعودية لإيران تشكّل نقطة مهمة للوقوف عندها والرجوع إلى الأسباب الكامنة وراء هذا التواصل الذي تحاول من خلاله الرياض أن تعترف بإيران كقوة عظمى في المنطقة قادرة على اتخاذ قراراتٍ تخص الدول الإقليمية، لما لإيران من نفوذٍ وقدرات علمية ونووية من جهة وتماسك داخلي. فكل هذه الحقائق كان لا بد أن تؤدي في النهاية إلى تسليم الجانب الأميركي الخليجي بدور إيران وحضورها في الشرق الأوسط… على رغم أن هذه المتغيرات التي طرأت على الموقف الأميركي – السعودي إلا أننا لا نستغرب من الموقف الإسرائيلي المعترض على الحوار مع إيران، والذي يعود سببه إلى خوف إسرائيل من تعاظم القوة الإيرانية وقلب الموازين في الشرق الأوسط.
ولما للعلاقة السعودية الإيرانية من تأثير على سير الانتخابات اللبنانية، إلا أنه ما زال هناك جهات في الداخل اللبناني تعطّل النصاب وتحاول إدخال البلد في الفراغ، في حين أن ترشّح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للرئاسة يعدّ بحد ذاته السبب الأول في عدم اكتمال النصاب في المجلس.
ومن انتخاب رئيس الجمهورية إلى جلسة سلسلة الرتب والرواتب التي أرجئت إلى 27 من الشهر الجاري، حيث نستشف أن المواطن اللبناني يعيش في بلد لا يحمي سوى من يستغل الثروات ويستثمرها لمصلحته، لذلك تبرز الأهمية اليوم إلى ضرورة تغيير نظام الطائف الذي لم يعد يصلح في هذه المرحلة، فلبنان بحاجة إلى نظام جديد ينهض بالبلد ويخرجه من الأزمة التي يترنّح فيها.
وفي سياق منفصل، تأتي زيارة البابا اليوم إلى فلسطين المحتلة في أجواءٍ تشير إلى أنها ستصب في مصلحة القضية الفلسطينية مما يزعج الجانب الإسرائيلي الذي يسعى إلى أن تبقى الزيارة في حدودها الدينية وداعمة للسياسة الإسرائيلية. إلى ذلك احتلت زيارة وزير الدفاع الأميركي تشاغ هيغل إلى السعودية حيزاً لا بأس به لدى المحلّلين السياسيين العرب وخصوصاً لما لهذه الزيارة من أهداف، تحاول الولايات المتحدة الأميركية من خلالها تطمين حلفائها في الخليج، وأن الاتفاق مع إيران لن يكون على حسابها، وعلى ما يبدو أن أميركا ستبقي قواتها في الخليج، فزيارة السعودية كانت هدفاً لهيغل منذ بضعة أشهر وتحديداً منذ كان في مؤتمر حوار المنامة.