جواد لـ«أو تي في»: لبنان يحتاج إلى نظام جديد يحمي الفقراء
اعتبر الكاتب والمحلل السياسي غسان جواد أن «موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وطريقة تصرّفه مع كتلته في الثلاث سنوات الماضية قد ساعدا كثيراً باستقرار البلاد لاعتماده الوسطية والاعتدال»، مشيراً إلى أن «خلافنا مع جنبلاط ينحصر في طريقة تصرفه وسياسته في ما يخصّ الموضوع السوري»، مؤكداً أن «اللعبة الديمقراطية هي التي تفرض أن يحسم جنبلاط وكتلته الأمور العالقة بين الطرفين المختلفين في البلاد». وأضاف: «هناك محاولة لإنتاج حل سياسي للوصول إلى رئيس جمهورية توافقي يستطيع ملء الفراغ بجدارة»، مشيراً إلى أن «الطائف منذ عام 2005 لم يعد يصلح لحل الخلافات ولإيجاد الحلول والتفاهمات، فنحن اليوم بحاجة لنظام جديد، على أن يترافق معه وعي سياسي من السياسيين اللبنانيين ومن الدول الخارجية التي تتحكّم بالشؤون السياسية في لبنان»، مؤكداً أن «تغيير النظام في لبنان يأتي وفقاً للتفاهمات الخارجية».
وأشار إلى أن «لبنان يسير إلى الوراء منذ عام 2005 إذ لا بد من دستور جديد يكون أقوى من كل الوقائع السياسية والمجتمعية أي أن يكون قادراً على إيقاف تراجعنا والسير بنا قدماً»، موضحاً أن «الذهاب إلى عقد اجتماعي جديد ومؤتمر تأسيسي ونظام مجتمعي جديد مع رئيس جمهورية ضامن للسلم والأمان في لبنان هو مطلوب اليوم بشدة».
وتابع: «نرى أن رئيس التيار الوطني الحرّ العماد ميشال عون هو القادر على ضمان السلم والتوفيق بين جميع الأطراف وإيجاد سبل للتحاور والوصول إلى ما فيه مصلحة للبنان».
وعن موضوع سلسلة الرتب والرواتب، قال: «إن هيئة التنسيق شكلّت فراغاً كبيراً في العمل النقابي في البلد ةقامت بإنجازات مهمة جداً». وأضاف: «لقد تبيّن بكل وضوح أن هذا النظام لا ينحاز للفقراء ولا يتضامن معهم بل على العكس هو يضعفهم ويساعد على تهميشهم وعدم الاكتراث لحقوقهم»، مؤكداً أن «إما أن نقول وداعاً للشراكة الوطنية ولكل الخطابات التي تسعى لتمكين الوجود المسيحي في لبنان وفي الشرق أو أن نعزّز هذه الشراكة وننقذ الوجود المسيحي باختيار العماد عون رئيساً للجمهورية».
وأوضح جواد: «إن الخيارات الأخرى ستتعدد بعد 25 أيار وتتنوع، إذ سيكون التفاوض مع عدم وجود رئيس للجمهورية، ومن المهم في هذه الحال أن تفرض الكنيسة وجودها»، مؤكداً أن «كل قطاعات البلد مضروبة، فمثلاً الإعلام متفكّك وضعيف، وما يحصل مع تلفزيون «الجديد» وجريدة «الأخبار» ليس إلا كشفاً للانقسام الحادّ في الجسم الإعلامي اللبناني»، مؤكداً أن «لا بد من تحرير الدولة والمؤسسات من عبء هذه الانقسامات وهذا الاهتراء في جميع القطاعات».
وأشار إلى أن «أول من أمس كان هناك 100000 موظف في القطاع العام خرجوا للمطالبة بحقوقهم، والمسؤولون يدافعون عن أصحاب المال»، معتبراًَ أن «لدينا في لبنان عقلية تحكمه هي عقلية تتمثل بحماية الحيتان السياسية والاقتصادية التي تلتهم البلد بأخضرها ويابسها، ومن يمثّل هذا النظام بكل صراحة هو تيار المستقبل، ورئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة»، موضحاً أنه «ليس هناك دولة في العالم إلا وبها فساد، لكن الحكومات الرشيدة تعمل على تقليص مساحة هذا الفساد».
وختم جواد قائلاً: «نحتاج في لبنان إلى نهضة شاملة في القطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية حتى يكون بمقدورنا الانتقال إلى ما اصطلح على تسميته «الجمهورية الثالثة»»، مشيراً إلى أن «الأزمة المالية في عام 2008 لم تستطع أن تجعل النظام المالي اللبناني ينهار، وهذا سببه جدارة القطاع المصرفي اللبناني وعراقته»، مؤكداً أن «المشكلة تكمن في أن السياسيين يحاولون منع الاقتراب من القطاع المصرفي والاقتراب من الأملاك البحرية والنهرية، وهذا ما يدفع الشعب اللبناني اليوم للاعتصام».