أردوغان يعتدي بالضرب على أحد المحتجين

تجاهل رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان مأساة المئات من أهالي منطقة سوما غرب تركيا المنكوبين بفقدان أبنائهم وأقاربهم إثر انفجار منجم للفحم، ووجه إهانات لهم بسبب خروجهم بمسيرات احتجاجية غاضبة جرّاء هذه الكارثة البشرية التي ألمت بهم بعدما تعاملت حكومته بلا مبالاة حيال معايير سلامة عمال المناجم.

وكشفت مقاطع صور فيديو جديدة تم بثها إهانات وجهها أردوغان لأهالي المنطقة المحتجين إذ وصفهم بـ»الفاسقين».

وأكد موقع «صول خبر» التركي الذي نشر مقاطع الصور أن الإهانات التي وجهها أردوغان لسكان سوما أثارت رد فعلهم وغضبهم ضده وأدت إلى تصاعد الاحتجاجات.

ولتأكيد عنجهيته واستبداده قال أردوغان في الكلمة التي ألقاها أمام بلدية سوما خلال زيارته المنطقة «لا داعي للرد على أولئك الأنانيين الذين لا يلتزمون حدودهم… يحب الذئب الجو الضبابي وأولئك يبحثون عن الجو الضبابي، ونعيش يوماً مؤلماً ولا يمكن إزالة هذه الآلام إلا عبر تقاسمها. عليكم ألا تخضعوا لأولئك الفاسقين» قاصداً أهالي سوما الذين عبروا عن احتجاجهم ضده.

في غضون ذلك، كشفت صحيفة «سوزجو» التركية تفصيلاً مهماً في مقاطع الصور التي تظهر أردوغان وهو يضرب المواطن داخل سوبر ماركت في منطقة سوما، موضحة أن أردوغان أمسك بالشاب تانر كوروجوا بعدما دخل إلى السوبر ماركت مع حراسه وسأله «إلى أين تهرب» قبل أن يصفعه ثم تركه لحراسه لينهالوا عليه ضرباً شديداً.

وكان أردوغان لجأ إلى السوبر ماركت بعدما هرب من غضب أبناء الشعب التركي في المنطقة جراء فقدان أبنائهم بسبب حادث الانفجار الذي كشف استهتار حكومة أردوغان في حماية عمالها.

يذكر أن كارثة المنجم يوم الثلاثاء الماضي التي أوقعت أكثر من مئتين وثمانين قتيلاً في صفوف العمال أحيت الاحتجاج الشعبي التركي ضد حكومة أردوغان وسياساتها الاستبدادية مع تنظيم إضراب وتظاهرات قمعتها الشرطة، ولم تتأخر حكومة حزب العدالة والتنمية في معاودة استخدام أعنف الوسائل القمعية ضد المحتجين. إذ أطلقت شرطته الغازات لتفريق عشرات آلاف المتظاهرين في أزمير وحدها الذين ندّدوا بإهمال حكومة حزب العدالة والتنمية الإخواني في التعامل مع إنقاذ العمال في حادث المنجم.

وينحي الأتراك باللائمة على سياسات حكومة أردوغان الرأسمالية واعتماده على خصخصة مناجم الفحم بمنطقة سوما.

ودعت اللافتات التي رفعها ناشطون نقابيون في العاصمة التركية أنقرة أردوغان وحكومته إلى الرحيل وتقديم استقالاتهم، وشهدت مدن تركية عدة أخرى تظاهرات غاضبة مماثلة في وقت ازدادت فيه النقمة على السلطات التركية التي واجهت في الربيع الماضي حركة احتجاج غير مسبوقة بالقمع والعنف.

وأعلنت أربع نقابات أول من أمس يوم إضراب عام في أنحاء البلاد كافة في ذكرى العمال الذين قتلوا في حادث منجم الفحم في سوما الواقعة على بعد مئة كلم شمال شرقي أزمير.

وجاءت مأساة منجم الفحم في إطار سياسي متوتر جداً في تركيا بين نظام أردوغان وأبناء الشعب التركي والمعارضة وتدهورت الأجواء السياسية بعد أشهر من الأزمة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى