أوساط عون مرتاحة للحوار مع الحريري… لكن «لا جواب نهائياً»!
محمد ابراهيم
تتأرجح أجواء الاستحقاق الرئاسي بين هبّة باردة وهبّة ساخنة، لكن ما استجد على الصعيد الإقليمي، لا سيما بالنسبة إلى بدء الحوار الإيراني ـ السعودي المباشر، رافقته معلومات عن أن الجهود المبذولة في الداخل والخارج دخلت مرحلة جدّية ودقيقة لانتخاب رئيس الجمهورية.
وفقاً لمراجع مطلعة، لم تسفر الاتصالات والمشاورات المكثّفة في الأيام الثلاثة الأخيرة لانتخاب الرئيس قبل 25 أيار عن نتائج حاسمة، غير أن هناك إيجابيات حصلت تتمثّل في الانتقال من مرحلة جسّ النبض إلى دخول مرحلة التفاوض الجدي حول حسم الخيارات.
تقول المراجع إن هناك عوامل خارجية مشجعة تبعث على التفاؤل في شأن الاستحقاق الرئاسي، لكن ذلك لا يعني أن الرئيس الجديد سينتخب في 22 أيار الجاري أو قبل نهاية المهلة الدستورية في 25 منه. وتكشف عن أن حركة ناشطة ستشهدها الأيام المقبلة للتركيز على مقاربة هذا الاستحقاق من زاوية الاتفاق على إسم المرشح الوفاقي، أو الذي يحظى بأكثرية مريحة للوصول إلى قصر بعبدا. وتضيف المراجع أن الحوار الجاري بين العماد عون والرئيس الحريري لم ينقطع، بل حقّق مؤخراً مزيداً من التقدم، لكنه لم ينته بعد إلى نتائج حاسمة، بل أن «الجنرال» لم يتلقّ جواباً نهائياً بعد من رئيس تيار «المستقبل» ليكون المرشح الوفاقي للرئاسة.
وفق المعلومات المتوافرة، من أسباب ارتفاع منسوب التفاؤل لدى التيار الوطني الحر رغبة الحريري في استمرار التواصل وتنشيطه مع عون حول الاستحقاق الرئاسي، وإعطاء إشارات إيجابية لا تقطع الطريق على رئيس التيار الوطني الحر في مشواره إلى قصر بعبدا. وربطت مصادر سياسية بين اتجاه التيار الوطني الحر لحضور جلسة 22 أيار الجاري وهذا التقدم، علماً أن أحد أعضاء تكتل عون النيابي قال: «لم نعط جواباً نهائياً في هذا الصدد»، لكنه أضاف في الوقت نفسه: «أعتقد أننا نتجه إلى المشاركة في هذه الجلسة». ورفض المصدر الكلام عن ترشيح العماد أو عدم ترشيحه في الجلسة المقبلة، مكتفياً بالقول: هذا في أوانه، واصفاً الأيام القليلة المقبلة بأنها مهمة ودقيقة.
بغض النظر عن نجاح الحوار بين عون ـ الحريري أو عدم نجاحه، فإن المناخات الإيجابية نسبياً التي طرأت إقليمياً لا سيما على المحور السعودي ـ الإيراني تدفع إلى الاعتقاد بأنه سيكون للبنان نصيب في نتائج هذه الإيجابيات، خاصة إذا ما كانت جزءاً سيناريو تسوية العلاقات حول الأزمات في المنطقة، لا سيما في سورية.
ترى المراجع اللبنانية المطّلعة أن الشغور الرئاسي في حال حصوله لن يستمر طويلاً ولن يتعدى الشهر، خاصة إذا شقّ الحوار السعودي ـ الإيراني طريقه على نحو جيد أو مقبول.
تضيف أن هناك عوامل ضاغطة ستزداد بعد انتهاء المهلة الدستورية، إن على الصعيد الداخلي او الخارجي، ملاحظة أن بكركي تتحرك بزخم أكبر على محور السعي إلى التوافق حول إنجاز الاستحقاق، بعدما كانت صرفت بعض الوقت في الفترة الأخيرة على محاولة التمديد للرئيس سليمان لسنة ونصف سنة.
نرى أيضاً أن الاهتمام الدولي والإقليمي بالاستحقاق الرئاسي بعد 25 أيار سيكون مضاعفاً، تفادياً لحصول مضاعفات وسلبيات على الساحة اللبنانية قد تؤدي إلى اهتزاز الاستقرار في البلاد.