أقبلَ بَدْراً ورحلَ بَدْراً
د. نسيب أبو ضرغم
كان في الرابعة عشرة من عمره الزمني، يوم صار خليةً في الجسم القومي الاجتماعي، بعمر البدر انتمى الى الحزب، وبقي ممتلئ العطاء كاملاً، يشعّ حركةً، وتصميماً، برّ بقسمه، وكان مصدقاً لقول سعادة: «إنّ كلّ ما فينا هو للأمة».
لم يترك نفسه بدراً وحيداً في فضاء النهضة، بل راح يكوكب حوله بدوراً، هي اليوم، ذاك المدّ الشبابي، المعرفي، المؤمن، وقد بناها في مخيّمات التنشئة، ورعاها في الجامعات والثانويات.
كان الأمين صبحي ياغي، يجد نفسه وهو في سياق النضال، فما كان لنفسه يوماً، وهب كلّ ما لديه لنصرة القضية القومية الاجتماعية، حتى خانه قلبه، الذي لم يقوَ على اللحاق به، فتَمنّع عن مواكبته وأعلن تقاعده، فيما الفارس ينظر الى البعيد، وأمامه دروب ومسالك وقمم، ينظر إليها بهمّة الروح المناضلة، الروح التي لم تعترف بتعب المادة وعمرها.
أما الآن وقد هجعت المادة منك يا حضرة الأمين، في تراب بعلبك، جنب القلعة، بقي ما هو عصيّ على الهجوع، بقي الأمين صبحي ياغي، بما هو إيمان بالقضية، وعملٌ من أجلها، وتفان في سبيلها، وتاريخ محفور في كتابها.
في سماء النهضة القومية الإجتماعية لا تغيب البدور.
البقاء للأمة