معرض فنّي في اللاذقيّة قيـامات لونيّة لشـهداء من حبـق
كتبت باسمة اسماعيل: أفكار وصور ورؤى بصرية متفاوتة المستوى الفني بين أجيال المشاركين وتقنياتهم، إلاّ أنهم التقوا من خلال أعمالهم على طرح الراهن السوري، وبدا واضحاً تأثّرهم بالأزمة وتجلياتها، إذ قدم 25 فناناً وفنانة من عدة محافظات أكثر من 35 لوحة ومنحوتة في «غاليري هيشون» في اللاذقية، ضمن معرض جماعي عنوانه «إبداع سوري» وتميز بأساليب متعددة ومدارس فنية متنوعة كالسوريالية والانطباعية والواقعية، إلا أن التعبيرية هي الأوضح.
يقول النحات ماهر علاء الدين: «عملي عن الحرية العفنة التي نادى بها مَن أوهم نفسه بها. منحوتتي «طائر عفن» ترمز إلى عكس حقيقة الطائر الحر الذي يفرد جناحيه ويحلق بحرية، وأدلّ فيها على الفكر الوهابي الظلامي العفن الذي قلب الحقائق، فحريته هي حرية القتل، واستخدمت تقنية التعتيق والتهشير على خشبة الزيتون لخلق إحساس العفن. حريتنا هي الفرح والرقص والعمل الصادق النابع من المحبة». أما الفنان أحمد خليل فيقول: «يقام المعرض في ظروف أحوج ما نكون فيها إلى نشاط مماثل. شاركت بعمل أسميته «شواهد وأوابد» للدلالة على همجية وبربرية من أقدم على تخريب موقع الجامع الأموي الكبير في حلب، ليس لقدسية المكان فحسب بل أيضاً للحضارة المعمارية. من أهم واجباتنا كفنانين توثيق الحدث وترك بصمة واضحة». وطن عمره سبعة آلاف عام بهذه الحضارة والعمق التاريخي، لا يمكن أن يزول في موجة إرهاب عاتية لم يعرفها التاريخ من قبل».
الفنان التشكيلي محمد بعجانو رأى أن كل فنان في هذا المعرض المشترك قدم أسلوبه الخاص وإنتاجه المعبر عن فنه وذاته ورؤيته».
النحات نزار بدر يوضح من ناحيته: «في عملي صرخة سورية. هذه سورية وهذا السوري الشريف الغيور على وطنه. الرحمة لأرواح الشهداء الذين قدموا دماءهم لنحيا، وكل من موقعه يقدم لأجلك يا سورية الحبيبة». أما النحات علي بهاء معلا فيؤكد: «لن ننسى أبداً شهداءنا ورغم الكآبة المخيمة إلاّ أن بعض المشاركين سعى إلى غسل الكآبة عن تعابير وجوه السوريين بشيء من الفرح. شاركت بمنحوتتين، الأولى تشييع شهيد من رحم الأزمة تكريماً وتخليداً لشهداء الوطن، ومنحوتة تحت عنوان القيامة».
الفنانة عناية البخاري تعتبر المعرض تحية لكل نشاط يخاطب الإنسانية في سورية الحبيبة، ولكل فنان يعرض في هذه الظروف، لأننا في حاجة إلى هذه الفرحة وإشراقة الأمل، وأنا فخورة بكل مَن يسعى إلى تقديم أي شي لسورية، والفن رسالة وتوثيق للمرحلة التي نحن فيها. ويعتبر النحات فراس علاء الدين زيوس «أن سورية ما دامت ولادّة فلا خوف على المستقبل والإبداع. منحوتتي «نهايات» تنطوي على نهايات إنسانية، نهاية كل شيء وبداية سوريانا المتجددة سورية بلد الإبداع والتراث والحضارة. رغم تفاوت الأفكار إلا أنها صبت في روح واحدة للإبداع السوري، رغم الأزمة».
الفنان التشكيلي صلاح صالح، الناقد والباحث في الآداب والفنون، يرى أن أي عمل فني هو رؤية متطرفة للعالم على مستويين، الشعوري والجمالي، أي التطرف الشعوري الذي يعبر عنه بحالة متطرفة جمالية يتعمد منها الفنان الرائي إحداث أثر في المتلقي يتجاوز لحظة التصادم.