موقعة الحسم في «كامب نو» بين الكتالوني والمدريدي
حسن الخنسا
سيكون «كامب نو» مسرحاً للأحلام اليوم حيث ستكون أنظار العالم شاخصة إليه، عندما يحتضن الموقعة المصيرية بين صاحب الأرض برشلونة وضيفه أتلتيكو مدريد المتصدر في المرحلة الأخيرة من الدوري الإسباني لكرة القدم.
ويحبس هذا اللقاء أنفاس المتابعين لمدة تسعين دقيقة، إذ أن النادي الكتالوني وضيفه يخوضان مباراة تحديد هوية حامل اللقب. ويحتاج البرسا إلى الفوز ولا شيء غيره للحفاظ على لقبه، فالنقاط الثلاث ستجعله متعادلاً مع المدريدي العنيد الذي يكفيه التعادل للظفر باللقب الغائب عن خزائنه.
تعتبر المباراة بالنسبة إلى الكتالوني ثأرية من النادي المدريدي الذي أخرجه من ربع نهائي الأبطال، بعد التعادل معه ذهاباً في الكامب نو بهدف لمثله، والفوز عليه إياباً في «فيسنتي كالديرون» بهدف سجله كوكي منذ الدقيقة 5. كما أن الفوز لبرشلونة هو بمثابة إنقاذ موسمه الذي يأبى أن يخرج منه العملاق خالي الوفاض.
وتعادل أتلتيكو في المرحلة السابقة مع ضيفه مالقة بهدفٍ لهدف، وحسم التعادل الإيجابي أيضاً لقاء برشلونة ومضيفه إلتشي ليتأجل الحسم إلى المرحلة الختامية.
سجل برشلونة المميز على ملعبه أمام الفريق المدريدي يُعوّل عليه في السعي لإنقاذ موسمٍ مخيب مع المدرب الأرجنتيني تاتا خسر في نهائي الكأس المحلية أمام ريال مدريد إضافةً إلى خروجه من دوري الأبطال على يد أتلتيكو ، وتعود خسارته الأخيرة أمام فريق العاصمة بين جماهيره إلى الخامس من شباط 2006 1-3 . لكن تجنب الخسارة أمام أتلتيكو للمرة الأولى في «كامب نو» منذ 2006 لن يكون كافياً لرجال مارتينو، المرجح رحيله عن النادي حتى في حال الفوز باللقب، لأن التعادل سيعيد أتلتيكو إلى منصة التتويج للمرة الأولى منذ 1996 عندما ظفر بالثنائية.
وستكون موقعة السبت المواجهة السادسة هذا الموسم بين برشلونة وأتلتيكو، إذ افتتحا الموسم بمواجهة كأس السوبر الإسبانية وقد تعادلا ذهاباً في «فيسنتي كالديرون» 1-1 وإياباً في «كامب نو» 0-0 في مباراة أضاع خلالها نجم النادي الكاتالوني الأرجنتيني ليونيل ميسي ركلة جزاء في الدقيقة 89.
التسجيل كان المفتاح الأساسي لبرشلونة كي يفوز، إذ سيندفع المدريدي اتجاه الهجوم، ما يجعل المساحات فارغة أمام الكتالوني لتعزيز الفوز.
واعترف لاعب وسط برشلونة تشافي هرنانديز بأن الجميع اعتقد أن فريقه لا يملك أي فرصة للفوز باللقب، مضيفاً: «لقد اعتقدنا فعلاً أننا لا نملك أي فرصة، لكننا استسلمنا على الأرجح بشكلٍ مبكر. اعتقدنا أننا فقدنا الدوري وهذه الأمور تحصل في كرة القدم، والآن مصيرنا في أيدينا. إنه لقب مهم جداً، ويجب أن نتعاضد. إنها فرصة تاريخية، ستكون مباراة نهائية رائعة».
ويدين برشلونة بحصوله على فرصة حسم اللقب على أرضه إلى ليفانتي، الذي وضع في المرحلة قبل الماضية حداً لمسلسل المباريات التي خاضها أتلتيكو من دون هزيمة عند 10 على التوالي بالفوز عليه 2-0، ما سمح لرجال مارتينو بتقليص الفارق الذي يفصلهم عن فريق العاصمة إلى ثلاث نقاط بتعادلهم مع خيتافي 2-2 في مباراة كانوا متقدمين خلالها حتى الدقيقة الأخيرة قبل أن تهتز شباكهم بهدف التعادل.
لن تكون مهمة ميسي ورفاقه سهلة في الوصول إلى شباك رجال المدرب دييغو سيميوني، إذ يتمتع قطب العاصمة بأفضل دفاع في الدوري اهتزت شباكه 25 مرة فقط في 37 مباراة . وهذا ما أشار إليه تشافي، قائلاً: «إنهم أفضل دفاع في أوروبا، يضغطون عليك، يساندون بعضهم، ويتميزون بتعدد الخيارات في الخط الأمامي».
سبق للكتالوني أن توّج بطلاً أمام عشاقه في 11 مناسبة، بينها خمس في ملعبه القديم «ليس كورتس» وست في الحالي «كامب نو»، وفي حال تتويجه باللقب للمرة الخامسة في المواسم الستة الأخيرة فستكون المرة الثانية عشرة. وأربعة من الألقاب التي حسمها برشلونة بين جمهوره كانت من بوابة أتلتيك بلباو في المرحلة قبل الأخيرة من موسم 1944-1945 5-2 والمرحلة الختامية لمواسم 1947-1948 3-0 و1952-1953 3-2 و1991-1992 2-0 .
أما بالنسبة لمباراتي التتويج الأخرتين في «لوس كورتس» فكانتا في موسم 1948-1949 في المرحلة الختامية ضد اسبانيول 2-1 وبعدها بثلاثة أعوام في المرحلة قبل الأخيرة ضد لاس بالماس 7-0 .
أما بالنسبة إلى التتويج الأول في مباراته الأخيرة في «كامب نو» فيعود إلى عام 1960 في المرحلة الختامية ضد سرقسطة 5-0 ، ثم كان على النادي الكاتالوني الانتظار 20 عاماً لكي يحتفل باللقب بين جماهيره بفوزه على بلباو 2-0 عام 1992، ثم كرّر الأمر في الموسمين التاليين ضد ريال سوسييداد 1-0 واشبيلية 5-2 في المرحلة الأخيرة من الموسم. وبعدها بأربعة مواسم، احتفل برشلونة بتتويجه مجدداً بين جماهيره بفوزه على سرقسطة 1-0 وذلك قبل أربع مراحل على ختام الموسم، ثم كرر الأمر في 2010 وللمرة الأخيرة بفوزه على بلد الوليد 4-0 في المرحلة الختامية.
وتشير جميع هذه المباريات إلى أن برشلونة يرتقي دوماً إلى مستوى التحدي عندما يكون التتويج على المحك، لكن مهمته في مباراة السبت لن تكون سهلة أمام فريق فرض نفسه نجم الموسم بامتياز خصوصاً بعد أن بلغ نهائي دوري أبطال أوروبا إذ سيتواجه مع جاره اللدود ريال مدريد السبت المقبل.
وقد تحدث سيميوني الذي كان لاعباً في الفريق الذي قاد أتلتيكو للقبه الأخير عام 1996، عن موقعة السبت قائلاً: «أنت تلعب من أجل الفوز بالدوري بمباراة واحدة. في النهائي، تكون متساوية. أنا فخور بأتلتيكو مدريد الذي لم يمنحه أحد أي شيء مجاناً. بالجهد والتواضع سنسعى للفوز بمباراتينا النهائيتين».
وستشهد المباراة مواجهة مميزة بين ميسي والبرازيلي الأصل دييغو كوستا اللذين وجدا طريقيهما إلى الشباك في 28 و27 مناسبة على التوالي هذا الموسم، وهما يحتلان المركز الثاني والثالث خلف نجم ريال مدريد البرتغالي كريستيانو رونالدو 31 هدفاً الذي يخوض فريقه مباراة هامشية ضد ضيفه الكاتالوني إسبانيول السبت أيضاً، ستسمح له بإزاحة برشلونة عن الوصافة في حال خسارة الأخير موقعته المصيرية.
تتجه الأنظار أيضاً إلى صراع تجنب الهبوط إلى الدرجة الثانية كون المراكز الأوروبية السبعة قد حسمت بعيداً عن مواجهة اللقب، حيث يسعى كل من غرناطة السابع عشر إلى الخروج فائزاً من مباراته المصيرية مع مضيفه بلد الوليد التاسع عشر قبل الأخير من أجل تجنب اللحاق ببيتيس إشبيلية إلى الدرجة الثانية، فيما يبحث أوساسونا الثامن عشر عن النقاط الثلاث من مباراته مع بيتيس بالذات من أجل الحفاظ على آمال البقاء بانتظار خدمة من بلد الوليد.
وفي المباريات الأخرى، يلتقي أتلتيك بلباو الذي ضمن مركزه الرابع الأخير المؤهل إلى الدور التمهيدي لمسابقة دوري الأبطال مع مضيفه ألميريا يوم الأحد، وإشبيلية الخامس المتوج بطلاً للدوري الأوروبي مع ضيفه إلتشي، وريال سوسييداد السادس مع ضيفه فياريال السابع وصاحب البطاقة القارية الأخيرة. ويلعب السبت فالنسيا مع سلتا فيغو، والأحد رايو فايكانو مع خيتافي الذي يبتعد بفارق ثلاث نقاط عن منطقة الهبوط.