بغداد تطلق عملية تحرير الأنبار… وغرب صلاح الدين
طمأن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في شأن التزام الولايات المتحدة تجاه معركة العراق ضد «داعش».
وأعلن مكتب العبادي في بيان صحافي في شأن مكالمة هاتفية جرت بين رئيس الوزراء ونائب الرئيس الأميركي أنه «جرى خلال الاتصال بحث زيادة الدعم للقوات العراقية وتكثيف الضربات الجوية وتدريب وتسريع تسليح الجيش العراقي».
وتابع المكتب أن «الجانبين بحثا أيضاً آخر مستجدات العمليات والتطورات الميدانية في قواطع العمليات»، مشيراً إلى أن «بايدن جدد دعم الإدارة الأميركية للحكومة العراقية والشعب العراقي في مواجهة عصابات «داعش» الارهابية».
بدوره قال البيت الأبيض في بيان له إن بايدن أكد مجدداً، خلال اتصاله بالعبادي، دعم الولايات المتحدة لمعركة الحكومة العراقية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». وأضاف البيان «أقر نائب الرئيس بالتضحيات الهائلة والشجاعة التي أبدتها القوات العراقية في الأشهر الثمانية عشرة الأخيرة في الرمادي وغيرها».
وكان وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر قد صرح لشبكة «سي إن إن» الأحد الماضي بأن القوات العراقية لم تظهر أي إرادة في قتال «داعش» خلال سقوط الرمادي قبل أسبوع وإن القوات الأميركية تحاول تشجيعها على الاشتباك المباشر في شكل أكبر. وأوضح «ان القوات العراقية لم تظهر أي رغبة في القتال… كانوا يفوقون القوة المعادية عدداً لكنهم انسحبوا من المكان».
ميدانياً، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق أمس عن بدء عملية تحرير محافظة الأنبار التي بسط تنظيم «داعش» سيطرته على مساحات شاسعة من أراضيها.
وجاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء أن «القيادة المشتركة للقوات العراقية تعلن بدء عمليات تحرير الأنبار»، موضحاً «أن ذلك يأتي مع استمرار عمليات تطهير المناطق المحيطة بمدينة بيجي في محافظة صلاح الدين».
وكان عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي قد أعلن أن القوات الأمنية نجحت في قطع جميع خطوط إمداد تنظيم «داعش» جنوب الرمادي، موضحاً «أن الوحدات الأمنية ما زالت تحتشد في منطقة حصيبة الشرقية استعداداً لتحرير الرمادي».
يذكر أن رئيس الوزراء العراقي تعهد في تصريح له أول من أمس بتحرير مدينة الرمادي من قبضة «داعش» خلال أيام.
التطورات الأمنية حول الرمادي
وكانت قوات الشرطة الاتحادية في العراق أعلنت الجمعة الماضي إنها شرعت في عملية تحرير مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، وطرد مسلحي تنظيم «داعش» من المدينة.
وقال الناطق باسم العمليات المشتركة والداخلية العراقية العميد سعد معن، إن «أبطال لواء العقرب التابع للشرطة الاتحادية دخل إلى الرمادي استعداداً لتطهيرها من جماعات الإرهاب والتكفير».
وفي وقت سابق تحدثت مصادر أمنية عن تصفية مسلحي «داعش» وتدمير آلياتهم في منطقتي جويبة وحصيبة شرق الرمادي، في عملية مشتركة شنتها الشرطة الاتحادية والجيش وسلاح الجو وقوات العمليات الخاصة.
وقال القائد العام للقوات المسلحة في بيان صدر عن المكتب الإعلامي، «إن الأنبار ستحرر بتكاتف جهود الجميع، وإن بشائر النصر ستزف لأهلها وللعراقيين جميعاً بالتخلص من هذه العصابات الإجرامية».
وسبق لرئيس مجلس الوزراء أن صرح بأن «داعش» لم ولن يحقق نصراً استراتيجياً وكل ما حققه هو ثغرة حصلت في الرمادي لأسباب يجري التحقيق بها لمحاسبة المقصرين، لافتاً الى أن ما حصل كان «انسحاباً من غير أوامر».
وكانت وزارة الداخلية أعفت اللواء الركن كاظم محمد فارس، قائد شرطة الأنبار من منصبه، في ضوء الأحداث الأخيرة في الأنبار، وتعيين اللواء هادي رزيج كساء بدلاً منه، وطالبته بأن يختار مقراً بديلاً لقيادة الشرطة ويبدأ بتنظيم شرطة الأنبار والرمادي.
وكان تنظيم «داعش» بسط سيطرته على مدينة الرمادي منتصف الشهر الجاري بعد معارك طاحنة استمرت منذ شنه الهجوم على المدينة في 10 نيسان الماضي.
وفي 17 أيار انسحبت قوات «سوات» والفرقة الذهبية من مقر عمليات الأنبار بمنطقة الملعب، إلى شرق مدينة الرمادي، كما أخلت قوات الفرقة الثامنة للجيش مقرها بالرمادي من دون أوامر من القيادة العليا، مما سهل سقوط معظم أنحاء المدينة بيد «داعش» الذي نشر قناصة على أسطح مبانيها.
وفي السياق، ذكر مصدر أمني في محافظة صلاح الدين أن القوات الأمنية بدأت بعملية تحرير مناطق غرب محافظة صلاح الدين، وحققت تقدماً في عدد من الاتجاهات.
وتحدث المصدر عن إحراز القوات تقدماً بحدود 7 كيلومترات في مناطق النباعي والكسارات والرفيعات، مضيفاً أن قوات الهندسة فككت شاحنة مفخخة وعشرات العبوات الناسفة في المناطق المذكورة.