نالبانديان: الشعب الأرمني يحمل مسؤولية أخلاقية للمساهمة في الجهود لمنع الجرائم ضدّ الإنسانية
أكد وزير خارجية أرمينيا إدوارد نالبانديان أنّ الشعب الأرمني «يحمل مسؤولية أخلاقية للمساهمة في الجهود الدولية لمنع الجرائم ضدّ الإنسانية»، داعياً إلى «توحيد المجتمع الدولي في النضال لمكافحة الإرهاب الدولي».
وفي إطار زيارته الرسمية للبنان، جال نالبانديان، يرافقه سفير أرمينيا آشوت كوتشاريان على المسؤولين اللبنانيين، فزار رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، ورئيس الحكومة تمام سلام في السراي الحكومية وبحث معهما الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وفي قصر بسترس، عقد مع نظيره اللبناني جبران باسيل مؤتمراً صحافياً مشتركاً، استهله باسيل بالقول: «نرحب بمعالي وزير خارجية أرمينيا في هذه السنة بالذات، لأنّ لبنان وأرمينيا يتشاركان هذه السنة المأساة الواحدة إنسانياً من قتل وذبح وتهجير وتجويع للبنانيين والأرمن. ولذلك نعيش التاريخ المشترك في المعاناة، ونتطلع إلى مستقبل مشترك نتمكن فيه من مواجهة الأفكار الإرهابية والتكفيرية نفسها التي عانيناها منذ مئة عام. وبالأمل نفسه والتطلع نفسه ننوي تعزيز علاقاتنا المشتركة لكي نتمكن من الدفاع معاً عن حقوق الأقليات أو المجموعات البشرية في هذه المنطقة، فتتمكن من العيش مع كلّ الفوارق وكلّ الخصائص التي تتميز بها، وتتمكن من العيش بحرية».
وأضاف:» لذلك، قيمنا معاً العمل المشترك الذي قمنا به مع أرمينيا وروسيا والفاتيكان في جنيف، في موضوع حماية الأقليات في المنطقة، وتبين لنا أنّ العمل كان مفيداً وننوي تكرار هذه التجربة. كذلك قيمنا موضوع الاغتراب اللبناني والأرمني في العالم، وكيف يمكننا أن نتعاون عبر سفاراتنا ومن خلال الجاليات لما تحمله من قدرة كبيرة لكي نقوم بعمل مشترك، وذلك بهدف تقوية علاقاتنا الاقتصادية بين لبنان وأرمينيا وبين لبنان والأرمن في كلّ أنحاء العالم، لكي نتمكن من الصمود والمواجهة معاً في هذه المنطقة. ونحن أبناء قضية واحدة هي قضية الخير التي ستنتظر حتماً في النهاية على قضية الشر الذي نواجهه».
وقال نالبنديان: «تطرقنا إلى قضايا الحوار السياسي والمشاورات بين وزارتي خارجية البلدين، فضلاً عن التعاون المتبادل والمتعدّد الأطراف في المنظمات الدولية».
وأضاف: «أولينا الاهتمام أيضاً بتوسيع الإطار القانوني للاتفاقات، وتطرقنا إلى الإمكانات الكبيرة المتوافرة من أجل تعزيز التعاون في المجالين الاقتصادي والتجاري. وفي هذا السياق، هناك الكثير من العمل ينبغي إنجازه. إنّ أرمينيا والشعب الأرمني يتذكرون بامتنان استقبال اللبنانيين للناجين الأرمن من الإبادة. إنّ الشعب الأرمني كشعب نجا من الإبادة، يحمل مسؤولية أخلاقية للمساهمة في الجهود الدولية لمنع الجرائم ضدّ الإنسانية».
وتابع: «تطرقنا كذلك إلى مشاركة الكتيبة الأرمنية في بعثة قوات حفظ السلام في جنوب لبنان. وأوضحت لزميلي نية أرمينيا زيادة عدد جنودنا في الكتيبة المنتشرة في لبنان. وناقشنا الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط، وشدّدنا على ضرورة توحيد المجتمع الدولي في النضال لمكافحة الإرهاب الدولي».
ولفت الوزير الأرمني إلى «ضرورة إيجاد حلول لتوفير حاجات ملايين اللاجئين بسبب التطورات في الشرق الأوسط، وإيجاد ظروف معيشية أفضل له».
ولفت إلى أنه تطرق وباسيل إلى «اللقاء الرفيع المستوى المخصّص لحماية المسيحيين في الشرق الأوسط الذي جرى في إطار مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، بمبادرة من أرمينيا ولبنان وروسيا والفاتيكان في آذار الماضي»، مشيراً إلى أنهما شدّدا «على ضرورة التنسيق في هذا الاتجاه».
وأضاف: «تطرقنا إلى وضع الطائفة الأرمنية في لبنان، ودورها الكبير في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية. وتطابقت وجهات نظرنا مع زميلي بأنّ الأرمن في لبنان يشكلون الجسر المتين والممتد بين البلدين والشعبين الصديقين. قدمت لزميلي شرحاً عن الجهود التي تبذلها أرمينيا والرؤساء المشاركون في مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي من أجل التسوية السلمية لقضية كاراباخ. وناقشنا مسألة تعزيز أواصر التعاون في إطار المنظمة الدولية للفرنكوفونية، ومسائل تتعلق بانعقاد مؤتمر الوزراء في الخريف المقبل من هذا العام في يريفان. واغتنمت الفرصة، ووجهت دعوة إلى الوزير باسيل لزيارة رسمية لأرمينيا».