17 أيار ـ العسيري ـ خليفة الإبراهيمي عميري ـ هيئة التنسيق
ناصر قنديل
– اليوم هو السابع عشر من أيار، اليوم المشؤوم في تاريخ لبنان واللبنانيين، والذي يوضح حقيقة ماذا يمكن أن تطلب «إسرائيل» من لبنان ثمناً لوقف الاحتلال والعدوان إذا امتلكت القدرة على الفرض، وإذا كان الحاكم اللبناني مستعداً، وهو ما لا يقلّ عن إلحاق لبنان بها سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً وصولاً إلى التحكم بمناهج التعليم وتقييد حرية الإعلام ببنود تدخل في صميم الثقافة الوطنية والدينية، التي سيطاولها المنع كرمى لعيون «إسرائيل»، وفي المقابل يوضح الاتفاق ومصيره والنهاية السعيدة غير المشروطة لتحرير الجنوب، ماذا يمكن لبنان بمقاومته وتضامنه مع سورية ودعمها أن ينجز، والأمر حصل في شقّي الإثبات ولا يحتاج إلى تحليل.
– قام السفير السعودي علي عواض العسيري بجولات مكوكية لتطبيع العلاقات مع الأطراف اللبنانية، وإعلان الدخول على خط الاستحقاق الرئاسي استعداداً للبدء بمهمته التي لم تبدأ بعد، وهي المشاركة في المفاوضات الحقيقية التي ستسبق استيلاد الرئيس العتيد. وفي زياراته يؤكد العسيري أنّ حكومته منفتحة لدراسة مساعدتها في أي اقتراحات عملية لمرشح توافقي، وليس للاستماع إلى الرؤى الحالمة غير القابلة للتحقيق، التي يمثلها طرح الأسماء التي لا يمكن تحقيق النصاب اللازم لانتخابها، أو انتخاب غيرها طالما هي مطروحة، وفهم المعنيون من كلامه تبليغاً شبه رسمي عن رفع الغطاء السعودي عن ترشيح رئيس «القوات» سمير جعجع.
– التداول باسم أحد مستشاري الملك المغربي محمد السادس ليكون خليفة الأخضر الإبراهيمي بعد فشل مساعي تمرير المرجان التونسي أثار فضول النشطاء المغاربة للتنقيب عن الأسماء، وتاريخها وأصول نسبها، وتبيّن أنّ أحدهم ينادى بلقب أو بكنية أميري، وهو متحدر من أم يهودية وكنيته عميري وليس أميري وهو الذي رشحه الإبراهيمي ليكون خلفه.
– هيئة التنسيق النقابية تحاول تدوير الزوايا للاحتفاظ بحلفاء الحدّ الأدنى في المجلس النيابي، بعدما صار التفاوض على السلسلة بخلفية تمرير الممكن سبباً لحذف بعض مكتسباتها، ويحاول حلفاء الهيئة من النواب تدوير الزوايا للتوصل مع النواب المعارضين للسلسلة وكتلهم إلى حلّ وسط يحظى بالغالبية اللازمة لإقرار ما يمكن إقراره، وهذا يعني شيئاً واحداً أنّ التدوير سيتحوّل إلى مبراة للسلسلة تفقدها كلّ رونقها، وتجعلها بالتدريج شكلاً بلا مضمون، ويعني أن حلف المال قد ربح الجولة والحرب معاً حتى الآن.