سليمان لـ«الميادين»: عودة المقاتلين تشكّل خوفاً لدى الألمان

أوضح الإعلامي والباحث في الشؤون الأوروبية أكثم سليمان أن «الحديث عن العائدين من القتال في سورية إلى ألمانيا إلى حدّ الآن يتم بصورة افتراضية وغير موجودة لا في ألمانيا ولا في غيرها»، مشيراً إلى أن «الجهات الأمنية الألمانية تعاني من وجع في الرأس من وراء هذه الظاهرة لأنهم يعرفون أن العائدين من سورية سيكونون مدربين عسكرياً ومتشددين عقائدياً». وأضاف: «عندما يتم الحديث عن مقاتلين ألمان في سورية فهذا يعكس حالة جواز السفر الذي يحمله هؤلاء، ولكن حتى الآن ليس هناك أي إحصائيات أو دراسات واضحة لهذه الظاهرة»، مشيراً إلى أنه «يمكن القول من خلال متابعة الفيديوات التي يبثها هؤلاء والأسماء التي تنتشر لهم أن الجزء الأعظم منهم هم من المسلمين الألمان ذو أصول أخرى مثل الافريقية أو التركية أو العربية».

وحول ما إذا كانت ألمانيا تضع خططاً بنفسها أو ضمن برنامج في الاتحاد الأوروبي في مواجهة هذه الظاهرة أوضح سليمان: «أن البرنامج الأكبر الذي يرغب فيه الألمان وغيرهم هو عدم عودة هؤلاء بمعنى أن ذهاب هؤلاء الإرهابيين إلى سورية لا يشكل مشكلة بالنسبة للكثير من الحكومات الأوروبية»، مشيراً إلى أن «المشكلة هي في عودة هؤلاء، فيفضل الأوروبيون أن يبقى هؤلاء في سورية يقاتلون أو يقتلون أو أن يتجهوا بعد سورية إلى ساحات أخرى كأفريقيا أو أفغانستان أو غيرها»، موضحاً أن «هذا هو الأمل بالنسبة للأوروبيين ولكن إذا فرضت عودة هؤلاء المقاتلين إلى ألمانيا، فليس هناك أي برامج موضوعة لمواجهتهم، والسبب هو أن هناك شبه نفي بأن تكون هذه الظاهرة موجودة في أوروبا بسبب إخفاء هذا الموضوع عن المجتمعات الغربية».

أما في ما يتعلّق بملف الانتخابات المصرية في الخارج قال سليمان: «هناك انقسام لدى المصريين في الخارج حول التطورات في مصر»، مشيراً إلى أن «مؤيدي الإخوان المسلمين المنتشرين في أوروبا يقاطعون هذه الانتخابات من جهة ولا يعترفون بها من جهة أخرى»، مؤكداً أن «ثمة آمالاً كبيرة بأن تنهي هذه الانتخابات حالة القلق التي تعيشها مصر».

وأضاف سليمان: «إن موضوع اتفاقية كامب ديفيد لم يتطرق لها أي مرشّح رئاسي في مصر إلا في جزئية تعديل الاتفاقية فلا أحد من المرشحين يتحدث عن إلغاء الاتفاقية والعودة إلى ما قبل كامب ديفيد، مشيراً إلى أن «الظروف الحالية لا تسمح بالحديث عن إلغاء كامب ديفيد، خصوصاً أن مصر الآن ليست مرتبطة بكامب ديفيد فقط، وإنما مرتبطة بعلاقات قوية مع أميركا».

أما في ما يتعلق بالملف السوري وتحديداً كلام الولايات المتحدة الأميركية لأحمد الجربا بأن الانتصار على الجيش السوري ممنوع في حين أنها تقوم بتسليح المعارضة، قال سليمان: «يجب علينا الاعتياد على أميركا المتناقضة، فكل من اعتقد من المعارضة السورية أن أميركا سترسل جيوشاً وطائرات لتحقيق أهدافهم السياسية قد لمسوا اليوم الخيبة الحقيقية من أميركا».

وحول موافقة روسيا على فتح ممرات إنسانية في سورية اعتبر سليمان أن «هذا الأمر مستبعد والسبب أن ما يسمى بالممرات الإنسانية الآمنة تحتاج إلى قوة لحماية الأشخاص الذين سيمرون من خلالها»، مشيراً إلى أن «الجيش السوري هو من سيؤمن الحماية وهذا مستحيل في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلّحة»، مؤكداً أن «من سيقوم بهذه المهمة هم جنود من دول أخرى مثل تركيا وأميركا»، معتبراً في هذه الحالة «نصبح أمام حالة تشريع أمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن لدخول قوات غربية إلى سورية»، مضيفاً: «إن ما نشهده الآن هو صراع دول وأمم على مناطق نفوذ واضحة، معتبراً أن «الأجواء الحالية تشبه ما قبل الحرب العالمية الأولى وتشبه في بعض النواحي ما قبل الحرب العالمية الثانية أكثر مما تشبه أجواء الحرب الباردة»، مشيراً إلى أن «إذا نظرنا لما يحصل نظرة غير ايديولوجية ونظرة غير جغرافية نرى أن هناك إعادة رسم لخريطة المصالح في هذا العالم».

وختم سليمان قائلاً: «إن رد الفعل الروسي عما جرى في أوكرانيا ما زال بعيداً عن الزر الأحمر بل إن التعامل العسكري الروسي كان شديد الحذر، فحاول الرد بشكل مباشر وعن طريق خطوات أساسية وثابتة»، مشيراً إلى أن «استعادة القرم كانت مقابل الإطاحة بالحكومة الأوكرانية التي كانت تمثل توازناً في أوكرانيا».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى