إده: للفصل بين الصهيونية واليهودية فهناك صهاينة أميركيون وعرب ومسيحيون ومسلمون
استضافت دار الندوة الوزير السابق ميشال إده، والرئيس السابق للجنة الحوار اللبناني الفلسطيني خلدون الشريف، والإعلامي صقر أبو فخر في ندوة لمناقشة كتاب أ. زياد الصائغ حول تصور حلول عملانية لقضايا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان «وجهة نظر مسيحية» وقد حضر الندوة حشد كبير من الشخصيات الثقافية والسياسية والاجتماعية والحزبية اللبنانية والفلسطينية، يتقدمهم نائب رئيس مجلس إدارة دار الندوة الوزير السابق بشارة مرهج، والسادة: معن بشوّر، النائب السابق بهاء الدين عيتاني، نقيب الصحافة محمد البعلبكي، رئيس المنتدى القومي العربي د. محمد المجذوب، الأمين العام للمنتدى د. زياد حافظ، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية حسن حدرج، مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله ابراهيم الموسوي، الرئيس السابق لصندوق الضمان الاجتماعي د. موريس أبو ناضر، د. رياض خليفة، بولس خليفة، وأعضاء دار الندوة والمنتدى القومي العربي وتجمع اللجان والروابط الشعبية وهيئات وفصائل لبنانية وفلسطينية.
أدارت الندوة د. سوسن مهنا رابطة بين موعد عقدها وبين ذكرى النكبة وما خلّفته من تداعيات، لا سيّما في لبنان حيث يبقى حق العودة ورفض التوطين هدفاً مشتركاً بين اللبنانيين والفلسطينيين والعرب في مواجهة النكبة وآثارها.
الشريف
وقال خلدون الشريف: «من تجربتي حين كنت رئيساً للجنة الحوار اللبناني الفلسطيني أتفهم هواجس فئة أساسية من اللبنانيين وحفزني على الخروج من المقاربات الطائفية والمذهبية إلى فضاء التوافق الوطني العام من خلال اطلاق «وثيقة الوجود الفلسطيني في لبنان» «من حوار إلى رؤية» لصوغ موقف موحد حول أمرين أساسيين واجب على الحكومة اللبنانية القيام بهما لكي تدرك وتحدد أين يقف لبنان، وإلى أين يجب أن يذهب وكيف:
1 – خلق هيئة واحدة تتعاطى مع الملف الفلسطيني بكل ابعاده السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
2 – إجراء مسح دقيق للوجود الفلسطيني في لبنان من خلال إنشاء المرصد الوطني للشؤون الفلسطينية.
وأضاف الشريف «من نافل القول إن الوجود الفلسطيني في لبنان يرتكز على قوائم ثلاث: 1 – رفض التوطين وحق العودة، 2 – السلاح الفلسطيني داخل وخارج المخيمات، 3 – الحقوق المدنية للفلسطينيين في لبنان. وهذه القوائم الثلاث كانت دائماً مدار بحث بل مدار صراع بين الفئات اللبنانية المختلفة كيفما تبدلت اسماؤها بين يمين ويسار، مسلمين ومسيحيين، وممانعين ومسالمين».
وحول دراسة د. الصائغ قال الشريف: «إن الدراسة التي بين يدينا هي لبنة في صياغة رؤيا، وقد استفدنا في لجنة الحوار الفلسطيني من هذه الدراسة ومن خبرة الأستاذ صائغ». مشيراً إلى توصيات خرجت فيها لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، وتقضي بـ «إنشاء الهيئة العليا لشؤون اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وتمثيل الحكومة اللبنانية في المحافل العربية والدولية التي تعنى بالشأن الفلسطيني، والمساهمة في إعداد ملف لبنان التفاوضي حول قضية اللاجئين الفلسطينيين، والتعاون مع وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين أونروا ، وتعزيز ودعم الحوارات اللبنانية والفلسطينية والإشراف على الحوار اللبناني مع كافة الفصائل، وإنشاء المرصد الوطني للشؤون الفلسطينية وادارته، ومتابعة ورصد الشؤون الفلسطينية عربياً واقليمياً ودولياً».
أبو فخر
وقال الإعلامي صقر أبو فخر: «لا أجازف في الاستنتاج إذا قلت إن هذا النص الراقي بعنوان «تصور حلول عملانية لقضايا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان» إنما هو وثيقة مهمة جداً في سياق تصحيح العلاقة بين اللبنانيين والفلسطينيين، وسيضاف بالتأكيد الى «اعلان بيروت» الفلسطيني الذي صدر عام 2008 والذي فتح ابواباً موصدة بين الشعبين وهدم اسواراً من الريبة بين الطرفين».
وأضاف أبو فخر: «استطيع أن انتدب نفسي للقول إن جميع الفلسطينيين في لبنان، بفصائلهم وهيئاتهم التمثيلية ومؤسساتهم وأنشطتهم في ما عدا بعض المجموعات التكفيرية التي نشأت في أزقة المخيمات المتربة ، يوافقون مئة في المئة على هذا التصور».
الوزير إده
وأكد الوزير إده ضرورة «الفصل بين الصهيونية واليهودية، باعتبار الصهيونية حركة سياسية عنصرية لا تقتصر على اليهود، بل إن هناك صهاينة أميركيين وصهاينة عرباً، وصهاينة مسيحيين وصهاينة مسلمين».
وقال: «نحن العرب لم نكن يوماً عنصريين، ورغم اتهاماتهم لنا بأننا عنصريون، علماً أن العرب لم يتعرضوا يوماً لليهود، بل على العكس عانينا كعرب، في فلسطين وغير فلسطين، كثيراً من الدولة الصهيونية، فيما الكثير من الدول التي تدعي اليوم أنها ديمقراطية هي التي اضطهدت اليهود الذين تعرضوا لاضطهاد من المسيحيين ولاحتضان من المسلمين».
وعن الموقف العربي الرسمي تحدث إده عن «تشرذم يؤدي إلى غياب الحد الأدنى من التضامن العربي، رغم كل ما يعانيه الشعب الفلسطيني من قتل وتذبيح وهدم منازل وتلف مزروعات»، وقال: «إنه لأمر مشين أن لا تتحرك القمم العربية إلاّ في حالات نادرة، وإذا تحركت فمن الصعب أن تتخذ قرارات، وإذا اتخذت قراراً فلا تنفذه».
وأوضح إده «أن اسرائيل تمر في أسوأ المراحل في تاريخ الدولة الصهيونية، ولكن مع الأسف، المسؤولون العرب هم الذين يتبرعون لتقديم حلول ومخارج لتل ابيب من مأزقها السياسي أو الأمني، وهذا ما كان عليه الأمر في اتفاق كمب ديفيد، ووادي عربه وأوسلو، حيث هرولت معظم الدول العربية إلى التطبيع من دون اتفاق سلام مما خفف الضغوط على اسرائيل وزاد من الضغوط على سورية التي بقيت صامدة رغم وضعها الاقتصادي الصعب، ولبنان الذي بقي متضامناً مع سو رية».