الاستراتيجية الأميركية بالعراق على وشك الانهيار
فاديا مطر
بعد الرهان الأميركي على استعادة الجغرافيا العراقية من الجماعات والتنظيمات المتطرفة التي هي الجسر والقنطرة التي تجر الدمار والخراب لأي منطقة تدخلها، ولمحاولة الحد من انتشار التنظيم الإرهابي «داعش» وقطع تضخمه العسكري والجغرافي فقد تحالفت أكثر من 60 دولة ضد تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسورية، تحت مسمى «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في 19 آب 2014، والتي لفتت صحيفتها «واشنطن بوست» في 27 من أيار الجاري، أن البنتاغون الأميركي يشتعل غضباً من استراتيجية الإدارة الأميركية ضد تنظيم «داعش»، التي ترفض أي تدخل بريّ لقواتها على الأرض العراقية بعدما صرحّ مسؤول بارز في وزارة الدفاع الأميركية بأن الرئيس الأميركي هو من يقف في وجه أي خطة بريّة للتدخل في العراق متسائلة عن النتائج التي يحققها التحالف الذي يشيد به الرئيس الأميركي عبر سؤال اين كان هذا التحالف عندما سقطت مدينة الرمادي بأيدي التكفيرين ولاذت قوات الجيش العراقي بالفرار؟، فالاستراتيجية الأميركية في العراق توشك على الأنهيار بعد وضوح عدم جدّيتها في محاربة تنظيم «داعش» الأرهابي، التحالف الذي لا تتعدى طلعاته الجوية في اليوم من 15 ـ 20 طلعة بحسب التقرير الذي نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» في 27 الجاري بالمقارنة مع ما كان يحدث أيام الغزو الأميركي للعراق في عام 2003 والمقدر بـ 3000 طلعة في اليوم، وبحسب ما أكد سابقاً نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بأن 75 في المئة من الطلعات تعود من دون أن تقصف أهدافها، وهذا بمجمله يبُرز عدم الجديّة في محاربة الأرهاب، فقد سلطت الضوء صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية إلى نيّة الولايات المتحدة الأميركية تسليم القوات العراقية 1000 قطعة سلاح مضادة للدبابات بحلول حزيران للتصدي لتفجيرات «داعش» الانتحارية، فهذه المساعدة لم تتخطَ عتبة الكسب المالي في تصريف ما يكتظ في مخازن الأسلحة الاميركية التي زودت سابقاً تنظيم الأرهابي بمعدات عسكرية لوجستية ساعدته في الاستيلاء على مدينة الرمادي في غرب البلاد، لتكون زيارة رئيس الحكومة العراقية إلى الولايات المتحدة في 14 من نيسان الماضي بدعوة من الرئيس الأميركي أوباما لوضع النقاط على الحروف في مواجهة الوضع الأمني المتدهور لا تتعدى مستوى الصور التذكارية أمام الكاميرات والإعلام، فهي زيارة أعقبتها زيارة رسمية عراقية إلى روسيا في 20 أيار الجاري تلبية لدعوة من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عنونتها الحكومة العراقية بعنوان «مواجهة التقاعس الاميركي في تسليح العراق» بعد التأكيد الروسي على دعم جهود العراق في مكافحة الأرهاب، فروسيا التي لها دور متميز في دعم ومساندة الدول المتصدية لخطر التنظيمات الإرهابية وضعت المعادلات الاستراتيجية الاميركية «التحالفية» تحت المجهر في كشف ما يستتر منها خلف ذريعة مكافحة الارهاب وخصوصاً بعد سيطرة «داعش» الإرهابي على مدينة الرمادي العراقية مركز محافظة الأنبار، لتترك الاسترايجية الأميركية المفترضة في تعويض فشل التحالف دولياً واقليمياً تحت أمرين إما وضع جدول زمني ينهي تركيبة التحالف في مقابل ما يتداعى من فشل عسكري وعمالة بين السطور وإما اعتماد طريقة تكثيف الضربات «الخُلبية» على الأهداف المفترضة «جهادياً» لتكون هي الاستراتيجية التي ترغبها أميركا ومن خلفها ما يسمى بـ«المجتمع الدولي».