عراقجي وروانجي إلى جنيف لمواصلة المفاوضات وظريف يلتقي كيري اليوم
قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس إن إيران قدمت بعض المعلومات عن نقطة من نقطتين عالقتين في تحقيق تجريه الوكالة التابعة للأمم المتحدة بشأن ما إذا كانت طهران أجرت بحثاً لتصنيع قنبلة ذرية.
وجاء في التقرير السري الذي نشرت وكالة «رويترز» أجزاءاً منه أن طهران «قدمت بعض المعلومات بشأن واحد من هذين الإجراءين. واتفقت الوكالة وإيران على استمرار الحوار بشأن هذين الإجراءين العمليين وعلى أن تلتقيا مجدداً في المستقبل القريب».
من جهته، قلل دبلوماسي مطلع على هذا التطور من أهميته. ووصف المعلومات التي قدمتها إيران حول طرز أجهزة الكمبيوتر التي يمكن أن تستخدم في أبحاث القنابل بأنها «مفيدة» و«ذات صلة». لكنه قال إن ذلك لم يذهب إلى المدى الكافي.
وأضاف: «هي علامة إيجابية لكنها محدودة لأنها بعض المعلومات فقط. لا أخرج باستنتاجات كبيرة الآن»، وأضاف أن التقدم بشأن هذا الموضوع أصبح في الحقيقة بطيئاً لكنه لم يتوقف.
وفي السياق، قالت الوكالة الدولية إنه لا يزال من الضروري أن تقدم إيران أجوبة على أسئلتها عن قاعدة بارشين العسكرية وأن تسمح لها بدخول القاعدة التي يشتبه مسؤولون غربيون بأن إيران أجرت فيها اختبارات متفجرات تتصل بالقنابل النووية.
وجاء في التقرير: «لا تزال الوكالة الدولية للطاقة الذرية مستعدة لتسريع حسم كل القضايا القائمة بمقتضى إطار التعاون. يمكن تحقيق هذا بتعاون متزايد من جانب إيران ومن خلال السماح في الوقت المناسب بالوصول إلى كل ما يتصل بتلك القضايا من معلومات ووثائق ومواقع ومواد وأفراد في إيران كما طلبت الوكالة».
وفي سياق متصل، نفى مسؤول في السفارة الإيرانية في فرنسا بشدة المزاعم التي أوردتها وكالة «رويترز» حول التعاون النووي والصاروخي بين إيران وكوريا الشمالية.
وأكد المسؤول أن هذا الخبر بني على أساس معلومات مغلوطة وأكاذيب لفقتها «زمرة خلق» الإرهابية سيئة السمعة والعميلة.
ووصف بث مثل هذه الأخبار من قبل «رويترز» بأنه مثير للاستغراب، وأضاف أنه ومع اقتراب الموعد النهائي للمفاوضات النووية وتعزيز فرص التوصل إلى اتفاق شامل فإن من المتوقع أن يتم بث مثل هذه الأخبار الملفقة.
الى ذلك، غادر مساعدا وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي صباح أمس فيينا متوجهين إلى جنيف للالتحاق بوزير الخارجية محمد جواد ظريف في إطار المحادثات الجارية مع الوفد الأميركي هناك.
يأتي ذلك في وقت واصلت فيه أمس فرق الخبراء التقنيين والقانونيين اجتماعاتهم الثنائية ومتعددة الأطراف في فيينا، فيما يجتمع ظريف صباح اليوم السبت بنظيره الأميركي جون كيري لإجراء محادثات معه حول مسار المفاوضات المتعلقة بصياغة نص الاتفاق الشامل ورسم مستقبل المفاوضات.
وقد أعلنت وزارة الطاقة الأميركية أن وزير الطاقة إرنست مونيز سيشارك في مفاوضات جنيف أيضاً، على أن يعود مونيز إلى واشنطن الأحد.
وفي السياق، أكد عباس عراقجي أن تعليمات قائد الثورة الإسلامية حول المفاوضات النووية جادة وحازمة. مشيراً إلى أن المفاوضات ستتواصل حتى التوصل إلى حل يقبله الجانبان.
عراقجي قال: «إننا أكدنا أن تعليمات قائد الثورة الإسلامية بشأن عدم الوصول إلى الأشخاص لإجراء مقابلات معهم وعدم التفتيش أو تفقد المراكز العسكرية جادة و حازمة، وأبلغنا الجانب الآخر أن ذلك غير مدرج على جدول أعمالنا».
وأضاف: «إن هناك حلولاً بديلة تبدد المخاوف الأمنية والهواجس الموجودة ونعمل عليها حالياً، وإن توصلنا إلى نتيجة فسنضعها موضع التنفيذ، وإلا سنواصل المفاوضات حتى نتوصل الى حل مقبول».
وأشار كبير المفاوضين الايرانيين إلى أن تزامن رفع الحظر وتنفيذ إيران التزاماتها هو من القضايا الخلافية التي لم يتم التوصل إلى حل نهائي بشأنها، لافتاً إلى أنه في حال التوصل إلى اتفاق فإن على الجانب الآخر أن يتخذ إجراءات لإزالة الحظر وإن الاجراءات التي علينا تنفيذها ستكون محددة.
ووصف المفاوضات النووية بالصعبة، قائلاً: «إن المفاوضات تتسم بالصعوبة وكلما اقتربنا من المراحل الأخيرة منها كلما ازدادت تفاصيل القضايا وصارت أكثر تعقيداً»، مشدداً على أن «الاتفاق الجيد هو ذلك الاتفاق الذي يلبي مطالبنا وفي حال توصل إلى مثل هذا الاتفاق فإن المفاوضات ستصل إلى نهايتها وإلا سنواصل المفاوضات حتى التوصل إلى النتيجة التي نتطلع إليها».