مشروع حضاريّ ثقافيّ للرباط «مدينة الأنوار»

كانت عاصمة المغرب الإدارية، الرباط، قبل بضعة أيام، على موعد مع برنامج الرباط مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية ، وهو مشروع طموح أطلقه الملك المغربي ويهدف منه إلى الارتقاء بالمدينة إلى مصاف العواصم العالمية الكبرى. برنامج مندمج للتنمية الحضرية في الرباط، ويمتدّ إنجازه على الفترة ما بين 2014 و 2018، ويروم في مضمونه المستقبلي تطوير النسيج الحضري للرباط بشكله المتناسق والمتوازي، في إطار سياسة إعادة تأهيل النسيج العمراني وتفعيل برنامج تحسين عيش المواطنين، وتلبية حاجاتهم الأساسية وتسهيل الولوج إلى الخدمات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الضرورية، فضلاً عن الارتقاء بالمدينة إلى مستوى قطب سياحي متميز، لا سيما أنها تنعم بمؤهلات مهمة تجعل منها قطباً سياحياً وثقافياً متميزاً، ما يساهم في تعزيز مكانة المدينة ضمن خريطة التراث العالمي الإنساني.

بحسب العرض الذي قدمه محافظ الرباط وسلا وزمور وزعير، عبدالوافي لفتيت، فإن البرنامج المندمج للتنمية الحضرية للرباط 2014- 2018 يرتكز على سبعة محاور أساسية هي تثمين الموروث الثقافي والحضاري للمدينة والحفاظ على الفضاءات الخضراء والبيئة وتحسين الولوج إلى الخدمات والتجهيزات الاجتماعية، فضلاً عن إعادة تأهيل النسيج الحضري، وتقوية تجهيزات النقل وتحديثها، وبعث الدينامية في الأنشطة الاقتصادية، وتعزيز البنى التحتية للطرقات.

في موازاة هذا البرنامج ينجز مشروع آخر أطلق عليه اسم «وصال بو رقراق»، بموازنة تصل إلى 8.7 مليار درهم، والهدف منه تعزيز الإشعاع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لعاصمة المغرب، وبعث دينامية سوسيو ـ اقتصادية جديدة في المنطقة، وتعزيز البعد السياحي للمدينة وخلق فرص عمل. وسيشكّل البرنامج «التجسيد العملي والملموس لإرادة المغرب في التوجه نحو مستقبل تتعايش فيه التنافسية والتحدي والإنجاز مع جودة الحياة، من خلال منح سكان مدينتي الرباط وسلا وزوّارهما فرصة تجديد العلاقة مع البحر والنهر».

يشمل مشروع «وصال بو رقراق»، بناء المسرح الكبير للرباط 2000 مقعد ويُتوقّع أن يساهم في تقوية البنيات الأساسية الثقافية في العاصمة ويشكل تحفة معمارية تجمع بين الأصالة والحداثة. ويشمل المشروع أيضاً متحفاً وطنياً للأركيولوجيا وعلوم الأرض، وعدداً من دور الثقافة، ومجمعاً سكنياً، ووحدات فندقية، وفضاءات مخصصة للأنشطة التجارية والترفيهية، وتهيئة الفضاءات الخضراء. فضلاً عن «مارينا» بحري.

أما «وصال» فهو المشروع الثاني ضمن سلسلة من الإنجازات في كل من طنجة والدار البيضاء، بمساهمة الصندوق السيادي للاستثمارات «وصال كابيتال» بحسب المدير العام للصندوق المغربي للتنمية السياحية.

وتؤهل هذه المدينة العريقة التي يعود تاريخ تأسيسها إلى دولة المرابطين إذ كانت رباطاً محصناً ونقطة تجمع للمغاربة لرد الهجمات البرغواطية وغيرها. واجتاز المغرب أشواطا مهمة للمحافظة على إرث هذه المدينة التي صنفتها اليونسكو تراثاً عالمياً. وهدف البرنامج تثمين تراث الرباط باعتبارها إرثاً حضارياً وثقافياً وإنسانياً، وتأهيل المدينة القديمة بتهيئة الممرات السياحية وصون الأسوار والأبواب التاريخية وتأهيل المتاحف التاريخية للرفع من جاذبيتها حتى تصبح قطباً أساسياً من أقطاب التنمية المستديمة والمندمجة في المغرب.

كما يهدف البرنامج في أساسه إلى تكريس الرباط مدينة خضراء، عبر تأهيل المناطق الخضراء من حدائق ومنتزهات في المدينة، لأهميتها القصوى في توفير عنصر الراحة، فالمساحات الخضراء تعتبر رئة المدينة والمجال الوحيد لتوفير التسلية والترفيه، إذ ينص البرنامج على تجهيز فضاءات الأطفال في المحيط العمراني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى