كرامي: لم نسامح ولن ننسى وقاتله مرذول والعفو الباطل أسّس لنسف القضاء والدولة
في الذكرى الـ 28 لاغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي، أكد الوزير السابق فيصل عمر كرامي أننا لم نسامح ولن ننسى وقاتل الرشيد مرذول الى يوم الدين»، لافتاً إلى أن «العفو الباطل» عن القاتل هو الذي أسس لنسف القضاء ونسف العدالة ونسف الدولة اللبنانية.
وكرر كرامي في كلمة وجهها من دارته في طرابلس بالمناسبة ما قاله الرئيس الراحل عمر كرامي في مثل هذا اليوم إذ لفت «إلى أن رشيد كرامي ليس مجرد ذكرى، وليس مجرد فقيد عائلة ومدينة ووطن وحسب. انه الحاضر في الأجيال فكراً ونهجاً وسلوكاً، خصوصاً حين تتساقط القيم والمبادئ على منحدرات هذا الزمن الضحل، فيتعملق رشيد كرامي قيماً ومبادئ، هو الذي عاش ومات في سبيل تلك القيم والمبادئ».
وأشار الوزير كرامي إلى أننا «اليوم أمام واقع لبناني مأزوم، وواقع عربي منكوب، وواقع إقليمي متوتر، وواقع دولي مضطرب»، لافتاً إلى أن «شهيد لبنان الكبير الذي نحيي اليوم ذكراه، هو رجل جسد في حياته، ويجسد في إرثه الوطني والقومي، شكلاً نبيلاً من أشكال مقاومة هذا الطوفان الهمجي الذي يهددنا جميعاً في هذه المفترقات».
وإذ أشار كرامي إلى «أننا ما زلنا مختلفين على كل شيء»، جدد «تأكيد الثوابت التي لن أحيد عنها. أولاً، ليست هناك قوة تحت السماء تستطيع أن تأخذني من موقعي الوطني والقومي، وما يأمر به ديني، الى أي موقع آخر، مهما كانت التضحيات. ثانياً، لا قضية لهذه الأمة قبل قضية فلسطين، وقبل استرداد الحقوق والكرامات، وكل القضايا المفتعلة الأخرى هي هدر للدماء وللطاقات وللثروات. ثالثاً، لا عدو لهذه الأمة سوى العدو «الإسرائيلي» الغاصب للأرض والمنتهك للمقدسات، وكل تضييع لهذه الحقيقة يصب في خدمة هذا العدو. رابعاً، لا نهوض لهذه الأمة إلا في توحيد الكلمة والموقف والجهود الصادقة والإرادات المخلصة، لمواجهة هذه الفتنة الكبرى التي تحمل عنواناً واحداً واضحاً، هو تدمير وتفتيت الشعوب والمجتمعات. خامساً، إن مقاومة «إسرائيل»، ومقاومة كل عدوان يخدم «إسرائيل»، ومقاومة كل ضلال يضرب نسيج المنطقة وتنوعها وحضاراتها واعتدالها وتاريخها ومستقبلها، هو حق وواجب، ونحن أهل للحق والواجب معاً».
وأضاف: «في هذا السياق، نحن مطالبون اليوم بتوفير كل الدعم المعنوي والمادي لجيشنا الوطني للقيام بالمهمات الوطنية الكبرى الملقاة عليه، وأبرزها الدفاع عن الحدود وصد الخطر الداهم على الحدود والوقوف في وجه الإرهاب، وتحرير كل الأراضي المحتلة. سادساً، لا يمكن للبنان أن يصبح وطناً ودولة ومؤسسات قبل إلغاء اللعنة الكبرى، المسماة الطائفية بكل أشكالها، خصوصاً السياسية، وهو أمر سنناضل في سبيل تحقيقه بالحوار والتفاهم، مهما طال الوقت. سابعاً، لم نسامح ولن ننسى، وقاتل الرشيد مرذول الى يوم الدين، لكن الأهم أن يعي اللبنانيون أن العفو لا يعني البراءة، وان هذا العفو الباطل عن قاتل رشيد كرامي هو الذي أسس لنسف القضاء ونسف العدالة ونسف الدولة اللبنانية. لقد اغتيل رشيد كرامي وهو على رأس مجلس الوزراء، وأنا لا أستوعب، مثل الكثير من اللبنانيين الشرفاء، كيف ولماذا تتجاهل الدولة اللبنانية هذه الحقيقة، وكيف تتعامل مع قاتل رشيد كرامي بهذه الخفّة التي لا تليق بالدول، وفي الأصل هم لم يجدوا محكمة في لبنان او غير لبنان تستطيع أن تمنح هذا القاتل براءة مزيفة، فلجأوا الى أغرب عفو في التاريخ، والعفو لا يمنح إلا لمجرم، وسيبقى هذا العفو السياسي إدانة للقاتل، الى أن يأتي زمن يكون فيه للعدالة رجال ودولة».
وكان كرامي ووفود طرابلسية زاروا ضريح الرئيس رشيد كرامي في باب الرمل وتلوا الفاتحة عن روحه.
وتلقى كرامي بالمناسبة سلسة اتصالات هاتفية عبر فيها المتصلون عن عواطفهم وإشادتهم بالرئيس الراحل ودوره الوطني الذي جسده خلال سنوات حكمه كرجل دولة من الطراز الأول واحتضان الرئيس عمر كرامي لقضية الشهيد حتى وفاته.
ومن أبرز المتصلين على التوالي الرؤساء: نبيه بري، تمام سلام، فؤاد السنيورة، سليم الحص، نجيب ميقاتي، عصام فارس، رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية، الوزراء السابقون وديع الخازن، جان عبيد، نقولا نحاس، النائب السابق مروان ابو فاضل، النائب السابق جهاد الصمد، سونيا الراسي، النائب السابق اميل اميل لحود ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري.
كما التقى كرامي في دارته رؤساء بلديات، مخاتير وهيئات المجتمع المدني ووفوداً شعبية من منطقة طرابلس والشمال.
استذكار رجل الحكمة
وفي المناسبة، قال الرئيس نجيب ميقاتي عبر «تويتر»: «الرئيس الشهيد رشيد كرامي الحاضر أبداً رغم الغياب، نفتقد حكمتك ووطنيتك في زمن المصاعب والخيبات، ولكن صدى كلماتك يعزز فينا الأمل بلبنان الحاضر والمستقبل».
كما غرّد رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجيه قائلاً: «نفتقدك يا شهيد الشمال ووحدة لبنان».
وتوقفت هيئة التنسيق للقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية في بيان عند ذكرى استشهاد الرئيس كرامي، «الذي كان مثالاً لكل العروبيين والوطنيين في الدفاع عن وحدة لبنان وعروبته، وعن مقاومته ضد الإحتلال الصهيوني».
وأكدت أن «الوفاء لدماء الرشيد إنما يكون بمواصلة الدفاع عن هذه الثوابت، والتصدي لقوى الفتنة والإرهاب التكفيري وداعميها في المداخل». وتوجهت الهيئة بالتعازي من آل كرامي، «وفي المقدمة معالي الوزير فيصل كرامي الذي يواصل حمل الراية بأمانة».
ودعت امانة سر اللقاء الوطني «إلى عدم السماح باغتيال الرشيد مرتين، وفاء لدمه الذي سال من أجل قضية محقة وشريفة، لأنها ستكون جريمة بحق التاريخ والوطن، لا سيما أن قتلة الرشيد هم الأدوات التحضيرية لدفع الوطن والأمة إلى تعميق واقع التجزئة والانقسام وإضعاف قدراتهم».
واعتبر الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان، الوزير السابق فايز شكر انهم «أرادوا من اغتياله اغتيال لبنان ووحدته لتمرير مشاريعهم التقسيمية، ولكن دم الشهيد الكبير حمى لبنان من هذا المخطط الإجرامي».
وناشد حزب الاتحاد «اللبنانيين عدم الانجرار وراء المؤامرة الطائفية والمذهبية والعودة للقضية المركزية، قضية فلسطين وفاء لدم الرئيس الشهيد».
ووجه الأمين العام لـ«التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد التحية للراحل، مشيداً بدوره «كرجل دولة وكزعيم وطني قدم حياته فداء لوحدة لبنان وسيادته واستقلاله».
ولفتت «حركة الأمة» في بيان لها إلى أن الذكرى «تمرّ ولبنان يتعرض لخطر المجموعات الإجرامية والعدو الصهيوني، ويعيش مراحل حرجة وحساسة تتطلب مواقف رجالات أمثال الرئيس الراحل رشيد كرامي، الذي كان حريصاً على وحدة الصف والكلمة، وقد دفع حياته ثمناً لتمسُّكه بوحدة لبنان ومواقفه العروبية المقاومة».