كنج لـ«الميادين»: القوات الأوكرانية لن تتمكّن من حسم المعركة
قال الباحث السياسي علي كنج أن «روسيا لن تتخلّى أو تستسلم لسلطة كييف»، مشيراً إلى أن «لروسيا مصالح في أوكرانيا وخصوصاً في الجنوب الشرقي»، مؤكداً أن «الحكومة في كييف تريد الانضمام إلى حلف الناتو، وروسيا لا تريد أن تكون على أبوابها دولة تحمل شعار حلف الناتو، وأن تكون صواريخها ودباباتها موجّهة إلى روسيا». وأضاف: «لذلك هناك حوالى 60 في المئة من السكان في جنوب شرقي أوكرانيا هم من الروس الأصليين، فكيف لروسيا أن تتخلّى عن هؤلاء. فقد أعلنت مسبقاً بأنها لن تتدخل عسكرياً في جنوب شرقي أوكرانيا، ولكنها ستدافع وستساعد مواطنيها الروس الموجودين هناك». مشيراً إلى أن «روسيا تعمل على حل الأزمة، ولكن ليس بقوة السلاح، فقد دعت إلى تنفيذ المعاهدة التي جرى الاتفاق عليها في شباط الماضي، بالإضافة لتنفيذ مقرّرات جنيف»، مشيراً إلى أن «السلطة الحاكمة في كييف لا تريد أن تقوم بتنفيذ هذه المقرّرات وبدلاً من ذلك قامت بإرسال الدبابات والأسلحة لقمع المواطنين في مدينتَيْ دونتسك ولوغانسك».
وقال إن «الولايات المتحدة بعد وصول بوتين إلى السلطة لم تستطيع القيام بأي إنجاز عسكري أو سياسي في أي منطقة من العالم، بما فيها سورية وأوكرانيا»، مضيفاً أن «أميركا تقوم بدفع القوات الأوكرانية للهجوم على المدن على رغم معرفة السلطات في كييف عدم قدرتها على الحسم في هذه المناطق أبداً». وأشار إلى أن «سبب ذلك هو النقص في العتاد والذخيرة والمواد الأولية، وحتى أن تكاليف هذه الحرب باهظة».
وأعرب كنج أن «الوسط الشعبي في مدينة كييف أصبح مستاء من الحكومة المركزية بسبب الغلاء المعيشي، وحسم المعركة من قبل الجيش الأوكراني لم يتم ولن يتم»، معتبراُ أن «الوضع في كييف أصبح مزرياً للغاية».
وختم كنج: «إن الذي يحكم باب التسويات على الصعيد الدولي هو أن الأوراق المهمة في أوكرانيا بيد روسيا، فمعظم الشركات العملاقة في أوكرانيا هي شركات روسية، إضافة إلى أن مناطق جنوب شرقي أوكرانيا تمثل حوالى ثلثَيْ سكان أوكرانيا»، مؤكداً أن «العصب الاقتصادي لأوكرانيا في تأييدها لروسيا، وانفصال هذه المدن عن أوكرانيا سيؤدي إلى عجز كبير في كييف».