فشل التحالف الدولي يدفع العراق الى البوابة الروسية
بشرى الفروي
يواصل تنظيم «داعش» قضم المزيد من الأراضي العراقية في الوقت الذي يتعالى صوت رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ليؤكد فشل الجهود الدولية في وقفه، حيث اعتبر أن الجهد الدولي فشل في ايقاف تمدد الإرهابيين في العراق، وأشار إلى أن تدفق المسلحين على العراق لم يتوقف أو يقل حتی اللحظة وهذه ظاهرة خطيرة، لافتاً إلى استمرار داعش في تهريب النفط لتمويل مكانته الاجرامية.
تدفق المسلحين والمقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى صفوف تنظيم «داعش» وغيره من الجماعات الإرهابية زاد بنسبة 70 في المئة عن العام الماضي، وبلغ العدد نحو 25 ألف مسلح.
كلام العبادي يأتي في وقت تشير فيه التقارير الرسمية إلى أن التنظيم يحصل على مخزون بشري من المتشددين من قرابة 100 دولة وهو ما سمح له بقضم المزيد من الأراضي وزيادة توغله أكثر وذلك بعد قيام عمليات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ببدء العمليات العسكرية ضد تنظيم «داعش» بالعراق، في 19 أيلول من العام الماضي.
وعلى رغم شن الائتلاف قرابة أربعة آلاف غارة جوية، يواصل التنظيم الجهادي تقدمه في العراق وسورية وبات يسيطر على مساحات شاسعة من الاراضي بين البلدين مما استدعى الحكومة العراقية الى طرح موضوع معالجة حلول تدفق المسلحين الأجانب إلى العراق وذلك خلال مؤتمر باريس المصغر والمقرر في الثاني من حزيران وذلك بمشاركة 24 دولة لدول التحالف ضد تنظيم «داعش» وذلك لمراجعة استراتيجيته بعد فشل آلاف الغارات التي شنتها مقاتلاته خلال عشرة أشهر من وقف تقدم المقاتلين أو الشاحنات المحشوة بالمتفجرات التي يستخدمونها، المؤتمر الذي يهدف الى توحيد الجهود الدولية لمكافحة الارهاب، وآلية المساعدة التي يجب على التحالف الدولي تقديمها في المجالات العسكرية والاغاثية والانسانية.
وفي السياق ذاته أكد العبادي أن «حضورنا لمؤتمر باريس للتحالف الدولی يأتی لحث هذه الدول على الوقوف مع العراق»، محذراً في الوقت ذاته من أن «داعش اذا تمكن من السيطرة علی اجزاء من الارض العراقية والعبور لدول الجوار فان تلك الدول لن تكون في مأمن». حيث أعلن ايضاً أن تقدم جماعة «داعش» الارهابية يشكل «فشلاً للعالم بأسره»، مندداً بنقص الدعم للعراق الذي يتصدى للجماعات الارهابية منذ عام والى الآن، حيث أكد «أهمية مساعدة الدول للعراق في حربه ضد «داعش»، كونه يخوض الحرب لتخليص البلد والعالم من خطره وإرساء السلام في العالم»، لافتاً الى أهمية أن يكون الإعلام العالمي واضحاً في محاربة التنظيم.
ومن جهة أخرى، عبّر المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان ندال في بيان له ان «الاجتماع يعكس الارادة المشتركة لدحر الارهاب». والتأكيد على ضرورة وضع حلول سياسية دائمة للأزمة العراقية، التي تعتبر السبيل الوحيد لدحر ومحاربة «داعش» الإرهابي، كما أكد دعم الحكومة العراقية من أجل التنفيذ الفعلي لعمليات الإصلاح الضرورية لتحقيق المصالحة الوطنية.
المطالبة بدور فرنسي أكثر فعالية يتمثل بتزويد فرنسا العراق بأسلحة ميدانية حديثة ومتطورة تتلاءم وطبيعة الحرب التي يخوضها العراق ضد داعش، الى جانب إرسال مدربين ومستشارين عسكريين من القوات الخاصة الفرنسية وتوسيع التعاون الاستخباراتي بين العراق وفرنسا، بخاصة في ما يتعلق بتدفق الارهابيين الأجانب عبر تركيا والأردن إلى العراق وزيادة المعونات الاقتصادية لمواجهة الازمة الإنسانية للنازحين العراقيين.
جاء انعقاد المؤتمر في العاصمة الفرنسية بعد النشاط العراقي في العاصمة الروسية موسكو الخميس الماضي ولقاء العبادي المسؤولين الروس لبحث وتطوير العلاقات بين البلدين وبخاصة ما يتعلق بضرورة مساندة العراق ومده بالأسلحة في حربه ضد «داعش»، يراها مراقبون أنها تمثل ورقة ضغط على الادارة الاميركية التي تنصلت عن وعودها في تسليح العراق ومساعدته في حربه ضد تنظيم «داعش» في وقت يخوض فيه العراق حرباً شرسة ضد الجماعات المسلحة وحاجته الى تنوع مصادر التسليح وعدم الاقتصار على دولة من دون اخرى. فهل يكون للدور الروسي عامل ايجابي لتحريك الجهود الدولية لمحاربة «داعش»؟.